الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 مارس 2024 09:23
للمشاركة:

“أصدقاؤك هم قتلة أطفالنا”.. ماذا قال ظريف قبل انسحابه من اجتماع ثنائي مع وزيرة أوروبية؟

يروي وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف كيف أوقف بشكل مفاجئ اجتماعًا له مع وزيرة التجارة السويدية، بعدما شعر بمدى التأثير الأميركي على ذلك الاجتماع. وقد وردت هذه الرواية في كتاب مذكّراته الجديد الذي يتناول السنوات التي شغل فيها منصب وزير الخارجية. 

ويسلّط ظريف في روايته هذه الضوء على الخوف الأوروبي من ردّ الفعل الأميركي بحال تخطّي العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها على طهران، مشدًدًا على أنه رغم أسلوبه الدبلوماسي المعروف، لم يتردًد بأن يكون قاطعًا تجاه من يتصرّف مع بلاده بمنطق استعلائي. 

ووصف ظريف اجتماعه ذلك بأنه كان صعبًا للغاية، حيث حاولت الوزيرة بشتّى الطرق تبرير رفض الشركات السويدية بيع إيران مستلزمات علاج مرض انحلال البشرة الفقاعي، متحجّجةً على سبيل المثال باستقلال القطاع الخاص السويدي، بحسب واقع الأمور في هذا الشأن داخل الدول الأوروبية. 

ومما قالته الوزيرة في ذلك الاجتماع، وفق رواية ظريف: “إذا اشترت السويد وأوروبا النفط من إيران، وتمّ إيداع المبلغ في آلية إينستكس، سيتسبّب ذلك بعدم ارتياح وردود فعل سلبية من قبل الولايات المتحدة”. 

وبدا واضحًا في الكتاب كيف انعكس السلوك السويدي غضبًا في سلوك ظريف، فردًّا على رفض بيع إيران مستلزمات طبّية، خاطب وزير الخارجية الإيراني الطرف الآخر بالقول: “إنّ الأطفال المصابين بمرض انحلال البشرة الفقاعي يعانون في إيران، وأنتم، وعلى خلاف التزاماتكم، تمتثلون للعقوبات غير القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة ضدّهم”. 

وعندما كرّرت الوزيرة السويدية عبارة: “الأميركيون أصدقاؤنا”، قاطعها ظريف بالقول: “إنّ أصدقاءك هم قتلة أطفالنا. لم يعد لي حديث معكم. لقد انتهى اجتماعنا. مع السلامة”. 

هنا نهضت الوزيرة السويدية، أي عندما كان ظريف يتّجه لمغادرة الغرفة، وأشارت إلى أنها لم تُنهِ كلامها بعد، وأنها تريد إثارة قضية حقوق الإنسان، فكان جواب ظريف: “إذا كنتِ تريدين عرض القضية أمام الإعلام، فقولي لهم ما تريدين. قولي لقد ناقشت مع نظيري موضوع حقوق الإنسان”. 

وعلّق ظريف على تلك الحادثة في كتابه: “لا أذكر أنّ أحدًا تعاطى من منطلق استعلاء ولم يحصل على إجابة قاطعة”. 

وشدّد الوزير الإيراني على أنّ كرامة إيران ورفعتها شكّلتا إحدى الأولويات الرئيسة للمصالح الوطنية والداعم المحكم لاستقلال البلاد، والعنوان الرئيس لسلوكه السياسي ولكبار المسؤولين في وزارة الخارجية خلال السنوات الثمانية لقيادته الخارجية الإيرانية. 

وأردف: “لم أشهد احتقارًا أو تصغيرًا من أي وزير أو رئيس، وإذا أظهر الطرف الآخر في اجتماع أدنى نبرة تكبّر، فإنه سيواجه على الفور ردّ فعل حاد، أو على الأقل ستتم معاملته بنفس الطريقة”. 

وفي نفس الإطار، يروي ظريف إنه في إحدى الاجتماعات في أوروبا، حاول أحد نظرائه الأوروبيين تقديم نصيحة في مجال حقوق الإنسان بلهجة مهذّبة أثناء الغداء، فكان جواب ظريف هو التالي: “أتعلم ما مشكلتكم أنتم الأوروبيون؟ مشكلتكم في خطة العمل الشاملة المشتركة هي نفسها أيضًا. أنتم لا تنظرون إلى الطرف الآخر كندٍّ أو مساوٍ. تنظرون إليه كتابع أو مرؤوس. طالما كانت لديهم هذه النظرة المتغطرسة، عليكم أن تعلموا بأن لا أحد سيتكلّم معكم بشكل صحيح”. 

ووفق ظريف، لم يكن يتوقّع نظيره الأوروبي مثل هذه المعاملة مع خلفيّته الثقافية، مما أربكه ودفعه لتغيير موضوع المحادثة.

للإطلاع على أبرز ما أورده ظريف في كتاب مذكراته إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: