الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 مارس 2024 00:06
للمشاركة:

ظريف يكشف.. إلى ماذا أفضت الاجتماعات السرية بين أنقرة وطهران بمشاركة أردوغان وسليماني؟

نشر موقع "جماران" تقريرًا عن كتاب المذكّرات الجديد لوزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، الذي تناول فيه سنواته الثمانية في الخارجية. وتطرّق ظريف في كتابه لمبادرة إيران بشأن تشكيل مسار أستانا بحضور إيران، روسيا وتركيا، من أجل المساهمة في إنهاء الأزمة السياسية والأمنية في سوريا.

وجاء في كتاب ظريف، بحسب ما ذكر “جماران”:

“عام 2015، علمنا بأنّ روسيا منخرطة في مشاورات رفيعة المستوى مع تركيا بشأن سوريا. بالطبع، أجرينا أيضًا مشاورات ثنائية مع تركيا بشأن سوريا. لقد أجرينا مع الجنرال سليماني اجتماعات عدة ومناقشات ثنائية جادة وصريحة مع الرئيس ووزير الخارجية ورئيس جهاز المخابرات التركية في أنقرة وطهران، لكنّنا لم ننشر هذه الأخبار. وفي المقابل، بدأت تركيا وروسيا مثل هذه المشاورات بشكل علني، حيث التقى وزيرا الخارجية ووزيرا الدفاع في تركيا وروسيا في العلن”.

وتابع ظريف: “لذلك، اقترحنا عقد اجتماع ثلاثي. واقترحت روسيا عقد اجتماع سداسي بحضور وزراء خارجية ودفاع الدول الثلاث. ذهبتُ إلى موسكو مع وزير الدفاع في ذلك الوقت العميد دهقان. وبعد وصولنا، صدر أمر من أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي بعدم مشاركة العميد دهقان في الاجتماعات السداسيّة والاكتفاء بعقد اجتماعات ثنائية مع كل من وزيرَيْ الدفاع، وعقد اجتماع ثلاثي فقط على مستوى وزراء الخارجية، وتم تشكيل مسار أستانا.

ولسوء الحظ، وبسبب عدم عقد الاجتماع السداسي، تم إبرام الاتفاقيّات العسكرية لمسار أستانا بشكل ثنائي بين روسيا وتركيا، ولم يتم التوقيع على وثيقة خفض التصعيد إلا من قبل العسكريين الروس والأتراك في الأمم المتحدة. ولا تزال هذه العلاقة قائمة، وقد تمّ إبرام اتفاقيّات عسكرية رئيسية في سوريا بين تركيا وروسيا”.

وأردف وزير الخارجية الإيراني السابق: “من الواضح أنّ عملية تقليص الصراع هي عملية أكثر عسكرية. ولهذا السبب، تم تسجيل أول اتفاق لخفض التوتر في أستانا، وقّعته روسيا وتركيا في الأمم المتحدة. أما الاتفاقية الثانية، وهي اتفاق سوتشي بشأن إدلب، فقد وقّعتها أيضاً روسيا وتركيا، كما وقّعت تركيا وروسيا على اتفاق تواجد القوات التركية في سوريا”.

وأوضح ظريف: “بمعنى آخر، مع الأمر المفاجئ للأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، والذي لم يتّضح لي سببه مطلقًا، تم استبعاد قسمنا العسكري من المبادرة التي بدأتها إيران ونسّقتها وزارة الخارجية الإيرانية وفيلق القدس. وبطبيعة الحال، مع استمرار مسار أستانا، كان القادة العسكريون الإيرانيون ملزمين أيضاً بالحضور، لأنّ العديد من المناقشات كانت في الميدان، وعدم مشاركة قادتنا من شأنه أن يؤدي إلى إخراج إيران بالكامل من مسار أستانا. وبطبيعة الحال، ظلّت روسيا وتركيا محور الاتفاقات العسكرية في أستانا”.

وأكمل ظريف: “هذه التجربة هي مثال آخر على عواقب التحدّي المعرفي للعلاقات الدولية في إيران، والذي تمّت مناقشته سابقًا. لقد ثَبُتَ مرّات عديدة أنّ الظنّ بأنّ رفض المشاركة في عمليّة متعدّدة الأطراف، أو حتى معارضتها علناً، سيمنع تشكيل تلك العمليّة أو وسيمنع إضفاء الشرعية عليها، ليس أكثر من مجرّد خيال. ويُعَدُّ الجزء العسكري من مسار أستانا أحد الأمثلة المريرة العديدة لها”.

للإطلاع على أبرز ما أورده ظريف في كتاب مذكراته إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: