الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 مارس 2024 13:39
للمشاركة:

روحاني ورسائل ترامب التي لم تلقَ جواباً

في لقاء مع أعضاء تحرير جريدة "اعتماد"، أجاب الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني عن بعض الأسئلة وسرد بعض أهم ذكريات وأحداث حكومته.

وعن انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، قال روحاني إنه لم يتلقَّ أي رسائل من ترامب قبل انتخابه، حيث أنّ الاعتقاد السائد في إيران كان بأنّ هيلاري كلينتون ستفوز في الانتخابات. وأضاف: “كان ترامب ضد أوباما وكان يريد تدمير أي إنجازات حققها أوباما”.

ووفق الرئيس الإيراني السابق، فقد كانت السعودية وإسرائيل ناشطتان جدًا خلال فترة المفاوضات النووية. وتابع: “في كانون الثاني/ ديسمبر 2014، تمكّنا من التوصّل إلى اتفاق نهائي بشأن الاتفاق النووي. في ذلك الوقت، كان هناك ثلاث قضايا نختلف حليها مع الدول الكبرى، وكان هناك حساسية داخلية في إيران بشأن هذه القضايا الثلاث، لكنّنا تمكّنّا من حلّها داخليًا بطريقة يمكن للجميع قبولها، وأعطينا السلطة الكافية للسيّد ظريف”.

ولفت روحاني إلى أنه بعد ذلك، سافر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل آنذاك إلى فيينا وبدأ في المفاوضات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري داخل الطائرة، كما كانت إسرائيل تضغط على إيران من خلال فرنسا والولايات المتحدة.

وفي اللحظة الحاسمة، قبل التوصل إلى اتفاق نهائي، بحسب روحاني، توقّفت المفاوضات فجأة وقامت الولايات المتحدة بإرسال رسالة إلى كيري لتعليق المفاوضات والعودة. وقال كيري لظريف: “أنا لا أفهم ما الذي حدث؟! كل شيء كان محسومًا!” وكان هذا التأخير هو الذي دفع إلى تحديد موعد نهائي جديد للاتفاق النووي.

وأردف روحاني: “جاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى طهران بعد زيارته للولايات المتحدة وكان يقول لي: تجري في الكونغرس لقاءات مع السعوديين والإسرائيليين والمنافقين (أي حركة مجاهدي خلق الإيرانية)، وكان يقول لي إنّ هؤلاء لن يسمحوا لكم بالتوصل إلى اتفاق نهائي. لذلك، تعاونت العوامل الخارجية التي كانت نشطة من قبل مع العوامل الداخلية، وشجّعوا ترامب على الخروج من الاتفاق النووي”.

وأكمل: “لو وضع ترامب خطة للرجوع إلى الوراء، لكانت مهمتنا أكثر صعوبة بكثير؛ لكنه لم يستطع ذلك. كانت النشاطات النووية لإيران مُنظّمة بما يكفي، حتى أنّ وكالة الطاقة الذرية الدولية لم تجد أي مبرر لاستمرار العقوبات. وبالتالي، خرج ترامب من الاتفاق النووي من دون تفاوض. في الداخل، كانت الخطة الأولى بمجرد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي أن نقوم بنفس الخطوة، لكننا تحلّينا بالصبر ومنحنا مجموعة 1+4 مهلة”.

وعن رسائل ترامب بعد رئاسته، روى روحاني: “في عام 2016، طلب ترامب اللقاء للمرة الأولى، ورغم أنّ رسالة ترامب هذه لم تكن للقاء لمرة واحدة، إلا أنها تكرّرت مرات عدة. وبعد ذلك، ظلّ يرسل الرسائل عبر طرق مختلفة وبلدان مختلفة. وفي عام 2017، في اليوم الأول من إقامتي في نيويورك، أرسل ترامب ثماني رسائل يطلب منّا أن نلتقي ونتفاوض.
كان ردي على ترامب أنك ألقيت كلمة في الصباح ضد إيران في الجمعية العامة، وانسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة، لماذا يجب أن أراك”؟

نقل ماكرون عن ترامب قوله: “أنا مستعد لعقد اجتماع معك الآن، لأعلن إنني سأعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، بشرط أن نضيف فقرتين إلى نهاية الخطة: الأولى هو أنّ إيران والولايات المتحدة مستعدتان للتفاوض مع بعضهما البعض بشأن القضايا الإقليمية، وثانيًا، طلب التفاوض بشأن قضية الصواريخ الإيرانية. رفضت ذلك، وقلت إنه لا يمكننا إضافة أي كلمة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة”.

ونوّه روحاني إلى أنه عام 2018، بُذلت جهود كثيرة لعقد لقاء بينه وبين ترامب، خاصة بعد ما جاءت المستشارة الألمانية أنجلا ميركل إلى نيويورك، كما جاء رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى نيويورك لحضور قمة 5+1 مع إيران في عام 2018، لكنّ ذلك لم يحدث.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: