شبابيك إيرانية: هل يؤثر الفقر في نسب ترك التعليم؟
ما الذي جاءت به الصحافة الإيرانية ثقافيًا واجتماعيًا؟
تطرّقت صحيفة “هم ميهن” الإصلاحية إلى الاحتجاجات التي شهدتها إيران خلال العام الإيراني الماضي، وركّزت الصحافية شادي مكي في تقريرها على تجمّعات الممرّضات، العمال، المعلمين المتقاعدين، المحامين وذوي الحاجات الخاصة.
وأضاف التقرير أنه خلال الأشهر الـ12 الماضية كان هناك احتجاج بشكل يومي تقريبًا، من دون أن تؤتي هذه الاحتجاجات ثمارها.
ونقل التقرير عن المحامي وعضو مجلس إدارة جمعية الحقوق الدستورية الإيرانية حسين بيات أنّ الدستور وُضع بالأصل لتنظيم السلطة السياسية وضبطها، بحيث يُمنع التعدّي على حقوق الأمة وحرّياتها من جهة، ويحمي ويضمن حقوق الأمة من جهة أخرى.
كما أكد بيات أنّ سلوك السلطات يتعارض مع سيادة القانون، معتبرًا أنّ هذه السيادة غير مستقرة منذ الثورة الدستورية، لأنّ الأنانية الاستبدادية والهرمية والروتين وغيرها ثقافة لا تسمح بسيادة القانون في البلاد.
ورأى المحامي أنّ الكثير من المسؤولين والأشخاص ينتهكون القانون ويتجاهلونه بسهولة، حيث أنّ سلوك المسؤولين استبدادي، ليصبح الخروج على القانون وباءً في المجتمع وملاحظًا إلى حد ما بين المواطنين.
تأثير الفقر على التعليم
تناولت الصحافية فاطمة نصيري مسألة العلاقة التي تربط الفقر بترك التعليم، وأوضحت في تقرير لها نشرته في صحيفة “دنياي اقتصاد” الاقتصادية إنّ العام الدراسي 2022-2023 بلغت نسبة ترك المدارس فيه أعلى مستوياتها، خاصة في نصف العقد الأخير.
ولفت القرير إلى أنّ الخبراء يرون أن العامل الأكثر أهمية في زيادة معدل ترك الطلاب للتعليم في السنوات الماضية هو زيادة الفقر، التي وصلت إلى 30% عام 2022، إضافة إلى انخفاض حافز الطلاب لمواصلة تعليمهم.
ولفت التقرير إلى معلومات نشرها مركز الإحصاء تفيد بارتفاع نسبة التهرّب من المدارس في العام الدراسي 2022-2023 بين الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة.
وبلغت نسبة ترك التعليم في المرحلة الابتدائية 1.2%، بزيادة قدرها 0.25% مقارنة بالعام الدراسي الذي سبقه، بمعدّل 175 ألف طالب.
ونقل التقرير عن العديد من الخبراء أنّ زيادة معدّل ترك التعليم في هذه المرحلة يمكن أن يسبب أضرارًا كبيرة، وأحيانًا لا يمكن إصلاحها.
واعتبر التقرير أنّ فشل بعض الشباب في العثور على عمل في السنوات الماضية، رغم حصولهم على تعليم أكاديمي، أدى إلى استنتاج بأنه من الأفضل البدء في العمل بدلاً من مواصلة التعليم.
