الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة22 يوليو 2023 03:49
للمشاركة:

تحركات أنصار مقتدى الصدر في العراق على خلفية اهانة القرآن تثير ريبة خصومه السياسيين من موجة تظاهرات جديدة

مجموعة تغريدات من سياسيين وقادة مناوئين للصدر رافقت تحركات سرايا السلام على خلفية إهانة القرآن وعلم العراق وتحذيرات من استغلال اللحظة لمآرب أخرى.

سريعاً بدأت وانتهت تظاهرة ليلية شارك فيها العشرات من أنصار التيار الصدري وسط بغداد احتجاجاً على حرق نسخة من المصحف والعلم العراقي أمام السفارة العراقية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن يوم أمس الجمعة.

وقِدم نحو 150 شخصاً وفق مصدر أمني تحدّث ل”جاده إيران” بعد منتصف ليل السبت 22 حزيران/ يوليو إلى ساحة التحرير وسط بغداد وحاولوا عبور جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء حيث تقع السفارة الدنماركية التي أعيد افتتاحها صيف 2021 بعد غلق دام لسنوات.

بيد أن القوات الأمنية العراقية منعت المحتجين الموالين للتيار الصدري، من الوصول إلى المنطقة الخضراء في بادئ الأمر وأغلقت جسر الجمهورية وكذلك جسر السنك القريب منه إضافة إلى جسر البنوك وبعض الشوارع التي سلكها المتظاهرون القادمون من معاقل التيار الصدري في مناطق شرق بغداد.

وأفادت منصّات إعلامية موالية للتيار الصدري وأخرى مقرّبة من “الإطار التنسيقي” المشكّل للحكومة، بحصول احتكاكات بين قوات الأمن والمحتجين الذين انسحبوا بعد ذلك إلى منازلهم، وأدت إلى إصابة متظاهر واحد بحسب زملائه.

ووجّه رجل الدين هوّار الكربلائي المقرّب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المحتجين -الذين رفع بعضهم راية “سرايا السلام” الجناح العسكري للتيار – بالحفاظ على السلمية والابتعاد عن التصرفات الفردية.

وأثناء محاولة المتظاهرين الوصول إلى المنطقة الخضراء، دعا هشام الركابي المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إلى الالتزام بالقانون، مذكّراً بما قاله زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قبل أيام حول ضرورة الرجوع إلى الحوزة الدينية في النجف وأخذ مشورتها “قبل أي قول أو فعل”.

وفي الوقت ذاته، علّق شبل الزيدي الأمين العام لكتائب الإمام علي المنضوية في الحشد الشعبي وله تمثيل سياسي أيضاً، على أحداث ليلة السبت. قائلاً في تدوينة على تويتر أن “كل العراقيين ضد التصرفات الهمجية التي قامت بها السويد”، وأشاد بقرار الحكومة قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظيرتها السويدية.

لكنه قال، ولم يذكر التيار الصدري بالاسم: “أما ما يقوم به بعض الأخوة فليس المقصود منه الإساءة للبعثات بل تحطيم هيبة الدولة أمام الرأي العالمي وكأن هناك سلطة فوق القانون في العراق، وأننا بلد فاقد للسيطرة، والقوي فيه تباح له المحرمات وهو مصان من المسؤولية، وأن العراق بلا أمن”.

وسريعاً ردَّ علي العقيلي، القيادي في “سرايا السلام” الجناح العسكري للتيار الصدري، على شبل الزيدي، موّجهاً له بعض الاتهامات على حسابه في فيسبوك، وقال إنه “لا يفهم كلام الله ولا تأخذه غيرته على حرق علم بلاده”، على حد تعبيره.

ومثل هذا الرد صدر أيضاً عن العضو البارز في الكتلة الصدرية المستقيلة غايب العميري، في حين دعا رجل الدين حسين الكربلائي، إمام جمعة الصدريين في كربلاء، المحتجين الذين كانوا لحظتها في ساحة التحرير، إلى الانسحاب “حفاظاً” على حياتهم ووصفهم بـ”الثوار”.

واتهم الكربلائي الإطار التنسيقي المشكّل للحكومة بـ”التسابق لنيل رضا السفيرة الأميركية (آلينا رومانوسكي)”.

ولدى أنصار قوى شيعية منضوية في الإطار التنسيقي موعداً محدداً لتظاهرة احتجاجية على حرق المصحف، وستكون في ساحة الحرية القريبة من المنطقة الخضراء وسط بغداد، عصر اليوم السبت.

وكان أنصار التيار الصدري قد أحرقوا فجر الخميس الماضي مقر سفارة السويد في بغداد رداً على ترخيص السلطات السويدية للاجئ عراقي بإهانة نسخة من المصحف والعلم العراقي أمام السفارة العراقية في ستوكهولم وهو ما حصل نهار اليوم ذاته.

وداس “سلوان موميكا” وهو عراقي مسيحي، صورة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والقائد الأعلى الإيراني علي خامنئي أيضاً.

وبعد إعلان العراق قطع علاقاته الدبلوماسية والتجارية والرياضية مع السويد، قال مقتدى الصدر في مؤتمر صحفي عقده داخل منزله في النجف الخميس، إنه لم يوّجه بالرد على إهانة المصحف هذه المرة حتى لا يقال إنه موقف شخصي مرتبط بإهانة “موميكا” لصورته، غير أنه توّعد بموقف جديد في حال تكررت الإساءة للمصحف، وهو ما حصل في الدنمارك يوم أمس.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: