استهداف ناقلة النفط.. واشنطن تتهم طهران ورئيسي يؤكد لماكرون “حفظ الردع” في الخليج
تستمر تبعات استهداف ناقلة النفط "ميرسر ستريت"، المملوكة من شركة إسرائيلية؛ ففيما شدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة "حفظ الرد" في مياه الخليج، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده تعتبر أن إيران هي المسؤولة عن استهداف الناقلة.
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن المفاوضات بشأن الاتفاق النووي يجب أن تحفظ “حقوق” الجمهورية الإسلامية، بينما دعاه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي جرى بينهما الإثنين، إلى استئناف سريع لمباحثات فيينا.
وفي أول تواصل معلن مع مسؤول غربي منذ توليه مهامه الأسبوع الماضي، أكد الرئيس الإيراني على أن بلاده ستعمل على حفظ “الردع” في مياه الخليج وبحر عمان.
ويأتي ذلك في خضم اتهامات وتحذيرات وجهتها إلى طهران أطراف عدة أبرزها واشنطن وتل أبيب، على خلفية هجوم استهدف ناقلة نفط تديرها إسرائيل في بحر عمان، حيث تنفي “الجمهورية الإسلامية” أن تكون ضالعة فيه.
وقال رئيسي لماكرون: “في أي تفاوض، يجب أن يتم حفظ حقوق الشعب الإيراني ومصالح أمتنا”، وفق بيان للرئاسة الإيرانية، مؤكدًا ضرورة احترام واشنطن والأطراف الأوربية تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
وعن الملف اللبناني، أعرب رئيسي عن حرصه على أمن واستقرار لبنان، قائلًا: مستعدون للتعاون مع فرنسا لتحسين الأوضاع المعيشة للشعب اللبناني وإرساء الاستقرار في البلاد.
من جهتها، أشارت الرئاسة الفرنسية الى أن ماكرون دعا إيران “إلى أن تستأنف سريعًا المفاوضات في فيينا من أجل التوصل إلى إنهائها ووضع حد من دون تأخير، لكل نشاطاتها النووية التي تشكل مخالفة” للاتفاق، واسمه الرسمي “خطة العمل الشاملة المشتركة”.
جلسة لمجلس الأمن
في سياق آخر، أعرب مجلس الأمن الدولي، عن “القلق إزاء التهديدات المستمرة للسلامة والأمن البحريين”، داعيًا الدول الأعضاء إلى التعاون لمواجهة هذه التهديدات المتنوعة.
جاء ذلك في بيان رئاسي أصدره المجلس بالإجماع (15 دولة)، عقب جلسة نقاش مفتوح، عبر دائرة تلفزيونية، حول الأمن البحري، ترأسها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.
وعَبّرَ البيان عن “القلق إزاء التهديدات المستمرة للسلامة والأمن البحريين، التي تشكلها القرصنة والسطو المسلح في البحر، وارتكاب جرائم وأعمال ضد الشحن والمنشآت البحرية والبنية التحتية الحيوية والمصالح البحرية”.
ودعا “الدول الأعضاء إلى التنفيذ الفعال للمدونة الدولية لأمن السفن والمرافق المائية، والعمل مع المنظمة البحرية الدولية لتعزيز الشحن الآمن، مع ضمان حرية الملاحة وفقا للقوانين الدولية المعمول بها”.
كما دعاها إلى “النظر، حسب الاقتضاء، في التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة لعام 2000 والبروتوكولات الملحقة بها، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات لعام 1988، أو الانضمام إليها وتنفيذها”.
وشدد على ضرورة “تعزيز قدرة الدول الأعضاء، بناء على طلبها، على اتخاذ تدابير فعالة ضد الجرائم المنظمة المرتكبة في البحر”.
مطالبة أميركية بالرد
وخلال هذه الجلسة، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن بلاده على ثقة بأن إيران هي التي شنت الهجوم على ناقلة النفط “ميرسر ستريت”، في خليج عمان الخميس (أودى بحياة اثنين من طاقمها)، داعيًا إلى معاقبة المسؤولين عنه.
ونفت طهران مسؤوليتها عن مهاجمة ناقلة النفط، التي تشغلها شركة إسرائيلية، محذرة من أن الرد سيكون بـ”قوة وحزم” على “أي مغامرة محتملة”.
وقال بلينكن: “حرية الملاحة والتجارة أمران مهمان من أجل أمن وازدهار الأمم، ولابد من الالتزام بالقواعد الدولية كما هو وارد في قوانين الأمم المتحدة لاتفاق البحار”.
وأضاف: “نحن على ثقة أن إيران هي التي شنت الهجوم غير المبرر على السفينة ميرسر ستريت في الخليج”.
وتابع: “وهو هجوم نمطي واستفزازي ومن شأنه أن يهدد حرية الملاحة في هذا الممر البحري المهم ويؤثر علي التجارة الدولية وحياة الناس هناك”.
وشدد على أنه “يجب أن يخضع المسؤولون عن ذلك الهجوم للعقاب، وإلا سنعزز من الشعور بالإفلات من العقاب”.