صحيفة “جوان” الأصولية – أميركا تسعى لتحصيل امتيازات أكثر من إيران
تطرقت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لـ"عباس حاجي نجاري"، لتصريحات القائد الأعلى الإيراني على خامنئي الأخيرة، وما اسمته التضارب في تصريحات مسؤولي البيت الأبيض. حيث رأى حاجي نجاري أن مواقف الأميركيين تظهر أن فريق بايدن يتعارض عمدا مع طبيعة وكيفية العودة إلى الاتفاق النووي ويحاول تأجيل اللعبة مع إيران حول كيفية العودة إلى الاتفاق للحصول على امتيازات أكثر.
بدأت الإدارة الأميركية الجديدة وفقًا للروتين السابق لساكني البيت الأبيض منذ الأيام الأولى لتنصيبها حربًا نفسية معقدة ضد إيران بشأن الاتفاق النووي من خلال اختيار مسؤولين مؤثرين في سياسة البيت الأبيض وتنفيذها وإعلانها عن قصد مواقف متضاربة ضد إيران، سعت إلى تحويل العقوبات المفروضة على الشعب الإيراني في عهد دونالد ترامب إلى فرصة للحصول على تنازلات من إيران في قضية الاتفاق النووي وأهداف أخرى فشل ترامب في تحقيقها بأقصى الضغوط. على الرغم من أن هذه المواقف مخططة، فإنها تُظهر أيضًا ارتباك جهاز الخارجية لفريق البيت الأبيض الجديد في مهده.
كرر وزير الخارجية أنتوني بلينكين نفس السيناريو الذي قام به أسلافه لرسم صورة مخيفة لإيران في تصويت مجلس الشيوخ وزعم أن “الوقت الذي تحتاجه إيران لإنتاج اليورانيوم المخصب لبناء سلاح نووي الذي كان يستغرق أكثر من عام إلى ثلاثة أو أربعة أشهر”. كما قال إنه إذا استمرت إيران في انتهاك الاتفاق النووي فسيكون على بعد أسابيع قليلة فقط من الحصول على المواد اللازمة لصنع قنبلة ذرية. وقال إن الإدارة الأميركية الجديدة مستعدة للعودة إلى الاتفاق إذا التزمت إيران بجميع بنود الاتفاق النووي وأن واشنطن تعمل مع حلفائها للتوصل إلى اتفاق أوسع مع طهران.
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي لبايدن في معهد واشنطن للسلام في 29 كانون الثاني/ يناير 2021، أن “التفكير العاجل في اتفاق نووي مع إيران أمر ملح بالنسبة للولايات المتحدة. فقد اقتربت إيران من صنع قنبلة نووية منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي”.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحفي في نفس اليوم “قبل النظر في أي اجتماع بين مسؤولين إيرانيين وأميركيين فإن الخطوة الأولى هي أن تلتزم إيران بقيود كبيرة بموجب برنامج الاتفاق النووي”. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض “يعتقد الرئيس أنه من خلال السعي إلى الدبلوماسية ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى لإطالة وتعزيز المخاوف النووية ومعالجة المخاوف الأخرى بما في ذلك برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني والأنشطة الإقليمية”.
تظهر هذه المواقف أن فريق بايدن يتعارض عمدا مع طبيعة وكيفية العودة إلى الاتفاق النووي ويحاول تأجيل اللعبة مع إيران حول كيفية العودة إلى الاتفاق والحصول على امتيازات من إيران.
الأوروبيون، الذين خلال عهد ترامب لم يفوا بالتزاماتهم بالاتفاق النووي، بذلوا قصارى جهدهم لهزيمة إرادة الشعب الإيراني مع ترامب حتى تجاوزوا بايدن في العصر الجديد. وزعم شخص مثل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يواجه الكثير من المشاكل داخل فرنسا أنه في محادثات الـ5+1 القادمة مع إيران يجب على قادة قتلة الأطفال السعوديين الذين تلطخت أيديهم بدماء مئات الآلاف من اليمنيين المضطهدين أن يتم ضمهم للمحادثات .
تظهر هذه المواقف أن الأوروبيين وفريق بايدن لم يتعلموا درسًا من هزيمة ترامب ويعتقدون أنه من خلال الادعاء بالرغبة في العودة إلى الاتفاق وبالطبع استمرار العقوبات وبالتالي تكييف الفضاء الداخلي لإيران سيكونون قادرين على ذلك، لاستعادة الإجماع الماضي ضد إيران لإجبار الشعب الإيراني على قبول نفس الشروط التي لم يستطع ترامب تحقيقها بالتهديد العسكري وادعاءه تدمير الاقتصاد الإيراني، حيث انضم ترامب مع فريقه المتطرف إلى مكب نفايات التاريخ.
كلمات حكيمة للقائد الأعلى علي خامنئي قالها في لقاء قادة ومسؤولي سلاح الجو العسكري. وبناء على ذلك، يجب اعتبار خط الوهم كاذبًا عند الإشارة إلى تصريحات المسؤولين الأميركيين والأوروبيين في حالة العقوبات. أولاً في الجمهورية الإسلامية لا أحد يوجه أذناه إلى هراء الأشخاص الموهومين في الولايات المتحدة وأوروبا. ثانياً من خلال المنطق لا يحق للولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث التي انتهكت التزاماتها تجاه إيران فرض شروط على الاتفاق النووي.
وأكد القائد الأعلى انه “إذا أرادت إيران العودة إلى التزاماتها فيجب على الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات عمليًا وليس شفهيًا أو على الورق ثم تعود الجمهورية الإسلامية إلى التزاماتها بعد التحقق من صحة رفع العقوبات”.
لكن رغم جهود الأميركيين لتصميم وتنفيذ لعبة معقدة ضد إيران، فإن الوضع في إيران يختلف عن الماضي سواء في عهد أوباما حين تم الوصول إلى الاتفاق النووي أو في عهد ترامب بالانسحاب من الاتفاق وممارسته الضغط الأكبر على الشعب الإيراني أوضح طبيعة الأميركيين وعدائهم للشعب الإيراني بالكامل. ولن ينخدع الشعب الإيراني بعد الآن بحربهم النفسية مع اختلاف أنهم يعرفون طريقهم ويتبعون استراتيجية المقاومة النشطة سيكونون قادرين على حماية البلاد ضد هذه الموجة الجديدة من الحرب النفسية للعدو.
حدد القائد الأعلى خارطة الطريق لهذه المرحلة من المواجهة مع تجاوزات البيت الأبيض، والتي تقوم على أنه لا ينبغي تبسيط العدو. وأشار إلى أن هناك عوامل أخرى فاعلة في نجاح الثورة الإسلامية منها العمل والجهد ووجود الناس على الساحة وإيمانهم بضرورة هذا الوجود، والثقة في الوعد الإلهي، مؤكداً أنه لا يمكن فعل شيء بالجلوس والمشاهدة.
من خلال تواجد المسؤولين في الساحة والعمل، والثقة بالله، يزيد من مكونات القوة الوطنية وينتجون القوة في ممارسة العمل.
إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا
المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية