الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 فبراير 2021 08:27
للمشاركة:

ترند إيران – جدل حول زيارة وفد طالبان إلى طهران: هل كنتم ستستضيفون البغدادي؟

أثارت زيارة وفد من حركة "طالبان" إلى إيران، جدلاً واسعاً بين الإيرانيين، خصوصاً بسبب التاريخ الطويل الذي يجمع بين طهران والحركة المذكورة. على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد البعض قبول طهران هذه الزيارة، مستذكرين هجوم مزار شريف في أفغانستان التي راح فيها عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين، حيث تتهم الحركة بتنفيذه.

وتغيرت العلاقات الإيرانية مع “طالبان” من العداء الكامل نحو الصداقة الكاملة، والتعاون متعدد الأطراف والجوانب، خلال فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد (2005-2013) كان أساسها محاربة القوات الأميركية والمد الغربي. كما عززت قوة تنظيم “داعش” في مناطق مختلفة من أفغانستان العلاقات بين “طالبان” وإيران.

العداء الأساسي بين الحركة والجمهورية الإسلامية يعود للعام 1998، حين أقدمت الحركة على قتل عشرة ديبلوماسيين إيرانيين خلال هجوم شنّته على قنصلية طهران في منطقة مزار شريف شمال أفغانستان. يومها، استخدم القائد الأعلى علي خامنئي حقه الدستوري بتوقيف تنفيذ القرار الصادر بأغلبية مجلس الأمن القومي، والقاضي في حينه بإرسال مئة ألف مقاتل إيراني إلى أفغانستان من أجل القضاء على حركة “طالبان”.

لكن في السنوات الأخيرة، برز تطور في العلاقات بين الطرفين، إلا أن اجتماعات الدوحة التي رعتها الولايات المتحدة الأميركية، أثار حفيظة طهران. لكن بعد فشل هذه الاجتماعات، ونجاح طهران في الدخول على خط المصالحة الأفغانية، دفع المسؤولين في البلاد إلى استقبال قادة طالبان علناً في طهران.

بعيداً عن طبيعة الحركة، وعن الآراء الدولية فيها، حاولت إيران ومعها قادة طالبان تبرير حادثة مزار شريف، لتبرير هذه الزيارة أمام الرأي العام الإيراني. وعلّق ‏المتحدث باسم حركة ‎طالبان في ‎قطر سهيل شاهين على حادثة مزار شريف، أنه “كان حادثا مؤسفا ولا علاقة لطالبان به”، موضحاً أن “الهجوم وقع ليلا قبل أن نصل ولا نعرف من المستفيد منه”.

من جانبه نفى عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، فدا حسين مالكي،  أن تكون حركة طالبان الأفغانية المتشددة وراء عملية اغتيال الدبلوماسيين الإيرانيين”، مشيراً إلى أن “زيارة وفد طالبان إلى إيران لا تعني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم طالبان”.

في التغريدات، انقسمت آراء الإيرانيين حول هذه الزيارة، حيث استذكر داريوش زند الهجوم الذي حصل منذ أشهر على جامعة كابول في أفغانستان، والتي راح ضحيتها عدد من التلاميذ، والتي توجّه أصابع الاتهام فيها إلى طالبان، واعتبر زند أنه “لو كانت الوقاحة في شكل حكومة لكانت بالتأكيد حكومة الجمهورية الإسلامية”.

من جهته، شدد علي رامبد على “أننا لن ننسى شهداء مزار شريف”، مضيفاً “قال علي شمخاني، إنه يرى أن حركة طالبان مصممة على محاربة الولايات المتحدة. لكن هذه الحيوانات التي تريد أن تتعاون معها هي من قتلت دبلوماسيينا سيد شمخاني”.

ورأت مريم حبيب الله زد أنه “حينما نسأل الأفغانيين لماذا هاجرتم، فإنهم يعطون سببين: أولاً طالبان، وثانيًا البطالة والفقر”، مضيفة “إذا كانت هذه الجماعة إرهابية فلماذا نستضيفها؟ أو أننا قمنا بتغيير قيمنا دون أن نعلم؟”.

وكتب عمار ملكي أنه “لو لم يتم القضاء على زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، لكان خامنئي وظريف قد استضافاه في طهران اليوم. فالمسؤولون يقولون لنا أن هناك الكثير يجمع بين الجهاديين السنة والشيعة في العالم”.

ولفت فاتح نبندغاني إلى أنه “في نص خبر الزيارة، أعلنت السلطات أن الزيارة تمت بدعوة من وزارة الخارجية الإيرانية وستركز على أوضاع اللاجئين الأفغان وعملية السلام في أفغانستان”، مضيفاً “أي أنهم يريدون التحدث عن السلام مع أولئك الذين يؤمنون بالذبح والحرب”.

واستنكرت الإعلامية سارة معصومي عدم دعوة كل وسائل الإعلام الإيرانية إلى المؤتمر الصحافي للوفد، قائلة “على ما يبدو، وكالات أنباء فارس وتسنيم ومهر هي وكالات الأنباء المحلية الوحيدة التي تمت دعوتها لحضور مؤتمر طالبان الصحفي في طهران، لكن نحن أيضاً لدينا أسئلة”.

في مقابل ما سبق، اعتبر أحمد كاشاني أن “هذه الزيارة طبيعية وذات أهداف استراتيجية”، مضيفاً “لأولئك الذي ينتقدون هذه العلاقة أدعوهم لقراءة تاريخنا الإسلامي وكيف تحاور الإمام علي مع معاومة لأهداف كبيرة، لذلك خففوا من الانتقادات”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: