الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 يناير 2021 06:39
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – قبل نفاذ الوقت.. بايدن وضرورة التحدث مع معتدلي إيران

تناولت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، في أحد تقاريرها، موضوع مستقبل الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الـ "5 + 1"، موضحة أنه من الأفضل لأميركا العودة إلى الاتفاق النووي في ظل وجود الرئيس حسن روحاني، كما أشارت إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إذا ما كان يريد التحدث إلى المعتدلين فعليه أن يتحرك عاجلاً لأنه من غير المعروف إن كان الرئيس المقبل في إيران سيكون متوافقاً بالأفكار مع الرئيس الحالي.

النظام السياسي لجمهورية إيران الإسلامية والنظام السياسي للولايات المتحدة الأميركية متعارضان بطبيعتهما. إن النظام السياسي الأميركي هو نظام متعجرف وإمبريالي ومحاربته إحدى مهام النظام السياسي للجمهورية الإسلامية. استمر هذا الوضع الصعب والصراع الكبير حتى عام 2013 وفي هذا العام اتفق النظامان السياسيان على إجراء محادثات في سياق الملف النووي إلى جانب مسؤولين من خمس دول أخرى وتم كسر المحرمات المتمثلة في عدم تحدث كبار المسؤولين الدبلوماسيين الإيرانيين والأميركيين.

في الأيام والشهور التي سُمح فيها لمسؤولي وزارة الخارجية بالتحدث إلى المسؤولين الأميركيين في سياق القضية النووية كان من الواضح أن الهدف رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران. لم تكن إيران تريد وضعًا اقتصاديًا أسوأ وأرادت فتح الطريق أمام صادرات النفط حتى تتمكن من منع السلوك الاحتجاجي للمواطنين المحاصرين في فخ العقوبات وأيضًا وضع يدها على الاقتصاد. في هذه الأيام عندما أعاد النظامان السياسيان فتح باب المحادثات المحتملة يقول المسؤولون الإيرانيون بشكل قاطع إن عودة الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي ليس الهدف الرئيسي لإيران وأن استراتيجية إيران هي رفع العقوبات. نجحت إيران في الجولة السابقة من المحادثات وتم تخفيف أو رفع جزء كبير من العقوبات الغربية والحلفاء ضد الاقتصاد الإيراني.

في عام 2013 وتحت رعاية الحزب الديمقراطي الأميركي كانت استراتيجيتهم هي الانضمام إلى صفوف الدول التي تتفاوض مع إيران بشأن القضية النووية وأن يكونوا قادرين على حل قضية الصراع مع إيران إلى الأبد في وضع جديد وبالنتيجة الجيدة التي تأتي من هذا المسار. كانت إدارة أوباما مع مجموعة من أعضاء مجلس الوزراء والذي كان أكبرهم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تتبع استراتيجية يمكن أن تحل جميع القضايا مع إيران وأن يخرج البلدين من حالة الصراع. ربما لو توصل قادة أميركا في ذلك الوقت إلى هذا الاستنتاج أن إيران ليست مستعدة أبدًا لحوار شامل وثنائي مع الولايات المتحدة لم يحضروا إلى مجلس الأمن  بكل قوتهم. أدرك الأميركيون بعد توقيع الاتفاق استحالة حل القضية الإيرانية بشكل شامل على الأقل في ذلك الوقت.

لكن من سوء حظ حسن روحاني خسر الديمقراطيون أمام الرئيس الأميركي الغريب دونالد ترامب في انتخابات عام 2016 حيث صرح الرئيس صراحة في الأيام الأولى لرئاسته في البيت الأبيض أنه سوف يطيح بالاتفاق النووي وهذا ما فعله. وأصبح نظام العقوبات الذي أنشئ منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، بخلاف نظام عقوبات 2011، أكثر ذكاءً وأوسع نطاقاً وأطول، ويضع إيران اليوم في أسوأ موقف.

كان دونالد ترامب متفائلاً وترشح لولاية ثانية في البيت الأبيض ولم يتخيل أبدًا الخسارة أمام منافسه القديم. لكن هذا لم يحدث. والآن في غضون أيام قليلة سيعود جو بايدن أحد القادة الرئيسيين في المصالحة الكبرى عام 2013 التي أدت إلى مصالحة إيران مع الغرب إلى البيت الأبيض.

آخر الأخبار هي أن الرئيس الأميركي المستقبلي جو بايدن رشح يوم الاثنين ويليام بيرنز لمنصب المدير المستقبلي لوكالة المخابرات المركزية. حيث أن بيرنز  دبلوماسي مخضرم شارك في تنظيم العلاقات الخارجية الأميركية لأكثر من ثلاثة عقود. يجيد اللغات العربية والفرنسية والروسية، وكان يعمل في وزارة الخارجية الأميركية منذ رونالد ريغان وهو خبير بارز في شؤون الشرق الأوسط. عمل بيرنز سفيرا للولايات المتحدة في روسيا من 2005 إلى 2008 وبعد ذلك قاد الاتصالات السرية الأميركية مع الجمهورية الإسلامية في عمان بشأن البرنامج النووي الإيراني.

لكن المشكلة أن غالبية الهيئة التشريعية الإيرانية التي يمكن أن تلقي بظلالها على المحادثات كقوة قانونية قوية في أيدي أولئك الذين يرون أنفسهم ثوارًا وأظهروا في الأشهر الأخيرة أنهم لن يقبلوا التسوية على الأقل شفهياً حتى يتم تشكيل حكومة جديدة في الصيف. بالإضافة إلى ذلك ونظراً لاتجاه أنشطة إيران في إعادة تشغيل معدات توليد الطاقة النووية وإنتاجها فضلاً عن الظروف المتغيرة أصبحت إيران الآن أكثر عناداً وتريد رفع العقوبات أولاً ثم العودة إلى الاتفاق. إذا كان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يريد التحدث إلى المعتدلين فعليه أن يتحرك عاجلاً لأنه من غير المعروف إن كان الرئيس المقبل في إيران سيكون متوافقاً بالأفكار مع الرئيس الحالي.

ينبغي رؤية أحد أكثر الأحداث تعقيدًا في تاريخ إيران المعاصر في بداية القرن الإيراني الجديد. يقول بعض الخبراء انه على إيران ألا تقلل من شأن بايدن وتعتقد أنه يستطيع التعامل معه كرئيس ضعيف. يعتقد بعض المراقبين أن صمود المواطنين الإيرانيين أمام العقوبات ونتائج تكثيف أو تثبيت العقوبات لمدة عام يجب قياسه وعدم إيقاف المحادثات دون حساب.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: