الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة31 ديسمبر 2020 09:13
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – إيران ومخاطر الوجود الأميركي في المنطقة

شددت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقال لـ"حانیه مسجودي"، على ضرورة النظر في الخروج الأميركي من المنطقة. حيث رأت الكاتبة أنه "يجب قطع قدم وجود الأميركي في غرب آسيا بعد أن سعى إلى خلق الأزمات للوصول إلى غاياته النفطية"، مشيرة إلى أن أميركا عملت في السنوات الماضي إلى إضعاف النفوذ الأميركي في المنطقة.

مع اقترابنا من الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الجنرال سليماني، تزداد حدة التحذير وجديته للأميركيين بأن عليهم الخروج من  منطقة غرب أسيا. حيث قام الرئيس حسن روحاني خلال اجتماع مجلس الحكومة في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال سليماني بتوجيه الخطاب إلى الحكومة الأميركية قائلا “لقد قطعتم يد قائدنا ونحن سوف نقطع أقدامكم الموجودة في المنطقة، فكونكم مازلتم فيها يعني أننا لم نحقق الانتقام الكامل منكم ولن يتحقق إلا بخروجكم منها نهائياً”.

خلال السنوات الماضية قام الأميركيون بإرسال قواتهم إلى الكثير من الدول، من جملتهم العراق وسوريا وباكستان وأفغانستان وغيرها، حيث كانت المهمة والهدف هو تجهيز القواعد العسكرية بشكل كامل فيها. ويرى خبراء دوليون أن لدى الولايات المتحدة مخاوف عديدة بشأن قضية العراق. والخوف الأول هو تنامي نفوذ إيران بعد تحرير الموصل، والثاني اندلاع الحروب الأهلية والطائفية والعشائرية والتي قد تهدد المصالح الأميركية في العراق على المدى الطويل، أما الخوف الثالث هو التغير الحاصل داخل العراق والذي سوف يكون  له تأثير واضح على كل من سورية والأردن.

لذلك يسعى الأميركيون لتقييد ومنع الوجود الإيراني في المنطقة، لأنها لا تبعد سوى بعض الكيلومترات عن مناطق تواجدهم، حيث يشعر قادة الإرهاب الأميركي بالقلق من تنامي نفوذ إيران في المنطقة. يسعى الأميركي إلى زيادة نفوذه والسيطرة على المنطقة وإنشاء قواعد عسكرية وإرسال قوات خارج أراضي بلاده لخلق حالة عدم أمن واستقرار داخل هذه المناطق.

لقد عمل رؤساء الولايات المتحدة على إنشاء مناطق نفوذ في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط وغرب آسيا. وكانت أحد ضروريات أجندة سياستهم الخارجية. ففي فترة وجيزة أصبحت هذه المنطقة الفناء الخلفي للولايات المتحدة. وعلى مدى العقود الماضية نجحت الولايات المتحدة  ليس فقط في مراقبة هذه المناطق وإنما أيضًا في الاستفادة من القدرات الموجودة فيها للحفاظ على هيمنتها على النظام الدولي من خلال خلق أزمة في غرب آسيا وخلق ظواهر مثل الحرب والإرهاب ومحادثات السلام والحرب ضد أسلحة الدمار الشامل وما إلى ذلك.

من أجل أن يتحقق الوجود الدائم لأميركا في المنطقة قاموا بخلق الأزمات في المنطقة  للشعور بضرورة وجودهم مصورين أنفسهم أنهم منقذو البشرية وأصحاب الديمقراطية بحسب ادعاءاتهم. وأيضاً من الأهداف المهمة للولايات المتحدة في المنطقة هو ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران لمنع توسع نفوذها في المنطقة، حيث ينوي المحتلون الأميركيون وتماشياً مع سياستهم، استهداف مجموعات عراقية لديها علاقات قريبة مع إيران بما في ذلك منظمة بدر بقيادة هادي العامري، وعصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، وحركة النجباء بقيادة أكرم الكعبي، وكتائب حزب الله،  وذلك لتقليص نفوذ إيران في العراق والتأثير على تعاون إيران الاقتصادي والسياسي والثقافي مع العراق والذي لعب دورًا مهمًا في تخفيف آثار العقوبات الأميركية على طهران.

من ناحية أخرى فإن وجود موارد استراتيجية مثل النفط هو أحد الأسباب التي لا يمكن إنكارها لوجود قواتهم، حيث يقوم الأميركيون منذ سنوات باستخراج الموارد النفطية من دول ضعيفة في المنطقة، بما في ذلك العراق وسوريا. ولكن في الوقت الحالي مع تفشي فيروس كورونا وهبوط أسعار النفط وركود التجارة المتعلقة بالنفط  دفع الولايات المتحدة إلى الاعتقاد والتفكير بأن ايجاد الصراع العسكري في المنطقة قد يزيد أسعار النفط، فضلاً عن تهديد أمن الطاقة في الصين المنافس الاقتصادي الأول لأميركا والذي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على النفط الموجود في المنطقة.

هكذا يمكن القول إن الولايات المتحدة، من خلال نشر الحرب والإرهاب تسعى وراء مصالحها الخاصة حيث تقوم بإضعاف الدول التي لا تتبعها. وعلى الرغم من الأمثلة العديدة لإثبات ذلك، فإن اغتيال الجنرال قاسم سليماني هو السبب الأوضح والأكثر دلالة لعدم الثقة في الأميركيين، من الجمهوريين والديمقراطيين.

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: