الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 ديسمبر 2020 03:54
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – ما الذي يبحث عنه وزير النفط الإيراني في موسكو؟

تطرقت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في مقابلة مع الخبير في شؤون الطاقة رضا ترابي مقدم، إلى الزيارة التي يقوم بها وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إلى موسكو. حيث توقع ترابي مقدم أن تكون اجتماعات الوزير هناك جزء من مساعي لاختصار خطوة دبلوماسية كبيرة في مجال الطاقة لإيران في المنطقة.

في أجواء الهمس بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي بعد فوز جو بايدن، فإن التحديات بين الحكومة والبرلمان بخصوص مشروع موازنة 2021 كبيرة، وسط الجدل بين معظم الخبراء حول الاعتقاد المتفائل بشأن موارد العملة من النفط بعد إحياء الاتفاق النووي. على أي حال فإن مسألة الحاجة إلى “دبلوماسية الطاقة” للتنمية الاقتصادية وتعزيز مكانة إيران الحالية في المنطقة والعالم ستكون أكثر أهمية من ذي قبل.

وفي هذا الصدد وفي ضوء السياسة الخارجية الموجهة نحو التنمية، تعمل حكومة “التدبير والأمل”، بغض النظر عن الانتقادات التي تلقتها في مختلف المجالات، وفق معايير التفاعل والتعايش البناء مع العالم والاعتدال والوفاق وبناء الثقة والتعددية، لتوفير منصة للتقدم الأمثل لـ “دبلوماسية الطاقة”. وفي هذا السياق استخُدم بذكاء جنرال نفط في الحكومة الذي يُدعى “بيجن زنغنه” لوضع دفة الاقتصاد النفطي الإيراني بيده. بعبارة أخرى، وفقًا لخبراء الطاقة لا يمكن للحكومة البحث عن فرص ما بعد الصراع للتنمية الاقتصادية إلا في إطار السياسة الخارجية الموجهة نحو التنمية ومع مراعاة الحقائق الداخلية.

أظهرت نتائج الدراسات أن اتخاذ خطوة نحو التنمية الاقتصادية واتباع نهج استشرافي لموقف إيران في المنطقة والعالم قد سلط الضوء على الحاجة إلى دبلوماسية الطاقة. لذلك يمكن تفسير مغادرة وزير النفط بيجن زنغنه إلى موسكو للقاء نائب رئيس وزراء روسيا ألكسندر نوفاك وكذلك وزير النفط الروسي الجديد نيكولاي شولجينوف في سياق دبلوماسية الطاقة نفسها.

لكن قبل دراسة أسباب هذه الرحلة، من الضروري أن يتم النظر في تصريح بعض محللي سوق النفط العالمية، الذي اعتبروا أن المنافسة بين أكبر منتجي النفط الخام في العالم على حصة سوق النفط الآسيوية بلغت ذروتها كما أوضحت بلومبرغ في هذا الصدد.

ونظرًا لأن وباء كورونا أدى إلى انخفاض تاريخي في الطلب على الخام، توقع عدد من شركات النفط الكبرى في وقت سابق من هذا العام حدوث ذروة الطلب على النفط هذا العقد، واحدة من أخطر التحذيرات من شركة بريتيش بتروليوم أن الشركة تعتقد أن استهلاك النفط لن يعود أبدًا إلى مستويات ما قبل الأزمة لفيروس كورونا.

ورأى الخبير في شؤون الطاقة رضا ترابي مقدم، انه “لا يمكن تقييم محتوى اجتماع زنغنه مع نوفاك في موسكو بدقة، لكن بالنظر إلى تصريحات زنغنه الأخيرة الأسبوع الماضي بأن إنتاج النفط الإيراني سيتضاعف في عام 2021 معولاً على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق ورفع العقوبات عن الصادرات الإيرانية، فإن الرقم المستهدف لزنغنه قد يصل إلى حوالي 4.5 مليون برميل يوميًا بالنظر إلى السعة المتاحة”.

وقال خبير الطاقة إنه “بحسب ما سمعه في دوائر الطاقة، تم اعتبار حوالي 3 ملايين برميل فقط من هذا الإنتاج للتصدير رقمًا ثقيلًا للغاية بالنسبة لأوبك بلس، لذلك لم توافق أوبك في اجتماعها الأخير على ذلك واكتفت بالقبول بـ 500 ألف برميل”، مشيراً إلى أنه “رغم ذلك، قال وزير النفط الإيراني كردة فعل أن إيران ستفعل ذلك ولن ينخفض السعر، لذلك يمكن القول إنه لا بد من وجود خطة لتحقيق ذلك”.

وأوضح ترابي مقدم أنه “عندما تكون الدول التي كانت تخضع لعقوبات منذ فترة طويلة مثل ليبيا معفاة تقليديا من سقف إنتاج أوبك فمن المرجح أن تفعل إيران الشيء نفسه إذا تم رفع العقوبات”، مضيفاً “الآن مع زيارة زنغنه، التي تأتي بعد يوم من لقاء نوفاك وعبد العزيز بن سلمان في الرياض، غالبًا ما يُتوقع أن يكون موضوع محادثات زنغنه زيادة في الإنتاج الإيراني وتأثيرها على سياسات أوبك، ومع ذلك هناك احتمال آخر وهو أن أوبك كانت دائمًا مكانًا للحوار السياسي بالإضافة إلى القضايا الفنية ونوفاك الآن بالإضافة إلى أنه ممثل روسيا في أوبك فهو معاون فلاديمير بوتين لذلك قد يسعى هذا الاجتماع إلى اختصار خطوة دبلوماسية كبيرة في مجال الطاقة لإيران في المنطقة”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: