الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة22 يوليو 2019 14:24
للمشاركة:

إيران والغرب: واشنطن تضبط نفسها… والضغط لن يثمر تنازلاتٍ إيرانية

الدور الأميركي يظهر أكثر فأكثر وراء احتجاز السلطات البريطانية ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق، وسط مخاوف من اقتراب لندن أكثر فأكثر من السياسة الأميركية ضد طهران. ووسط كل هذا التوتر، يؤكد جنرال أميركي أنّ واشنطن تحدد سلوكها العسكري تجاه الإيرانيين بالهدوء وضبط النفس.

صحيفة “الغارديان” البريطانية رأت أنّ احتجاز الحرس الثوري الإيراني مؤخراً ناقلة النفط البريطانية “ستينا إمبيرو” يمثل العنصر الأحدث في المواجهة الإيرانية – الأميركية الأوسع التي تجذب الآخرين إليها.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال فيه إنّ مصادرة إيران للسفينة البريطانية قد ساهمت في دوّامة من التصعيد يمكن أن تؤدي إلى الحرب، لكن الصحيفة لفتت إلى أنّ هذه الدوّامة بدأتها واشنطن عندما اختارت الخروج من الاتفاق النووي التي كانت طهران ملتزمة به تماماً، مضيفةً أنّ الأميركيين فعلوا كل ما بوسعهم من أجل تدمير الاقتصاد الإيراني.
وعن توقيف السفينة الإيرانية في مضيق جبل طارق، ترى الصحيفة أنه بالرغم من كلام السلطات البريطانية عن أنها تصرّفت بناءً على طلب من سلطات جبل طارق يتعلق بانتهاك مزعوم لعقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا، لكنّ القضية القانونية هذه، وبعبارة ملطّفة، هي أبعد ما تكون عن الوضوح بحسب لـ”الغارديان”.
تتابع الصحيفة: “من المفهوم أنّ الضغط الأميركي لعب دوراً رئيسياً”، واعتبرت أنّ كل الأجواء الدولية ذات الصلة مهّدت تماماً لاحتجاز “ستينا إمبيرو”.
ورجحت “الغارديان” أن تنتهي هذه القضية بتسوية تفاوضية تؤدي إلى إطلاق السفينتين، في وقت تفكر فيه بريطانيا في كيفية حماية نفسها في نقطة من نقاط العبور الرئيسية في العالم (مضيق هرمز)، والتي مرّ عبرها ثلث النفط المنقول بحراً.
الصحيفة عبّرت عن القلق من أن يقوم بوريس جونسون – رئيس وزراء بريطانيا القادم إلى السلطة الأربعاء المقبل – بدفع بلاده إلى المزيد من التقارب مع أميركا والابتعاد عن الدول الأوروبية التي ما زالت تكافح من أجل إبقاء الاتفاق النووي مع إيران حياً، واصفةً إياه بأنه أسوأ وزراء الخارجية الذي مرّوا على البلاد في الفترة الأخيرة، وبأنه “أظهر دائماً حرصه على بقاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سعيدة”.

إغناتيوس: واشنطن تحرم طهران من مواجهة تريدها

رأى الصحفي الأميركي ديفيد إغناتيوس أنّ سياسة ضبط النفس الأميركية وعدم الرد على الاستفزاز، تحرم الإيرانيين من مواجهة يريدونها الآن، بحسب رأيه.
وفي مقال نشرته صحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية، اعتبر إغناتيوس أنّ الدليل الأخير على هذه السياسة الأميركية هو عدم رد الجيش الأميركي على احتجاز الحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط بريطانية أو اتخاذ أي إجراء انتقامي.
الجنرال كينيث ماكنزي جونيور، قائد القيادة المركزية الأميركية، قدم شرحاً واضحاً لهذا النهج الأميركي، في مقابلة أجراها معه إغناطيوس ومراسل CBS News في وقت مبكر من صباح السبت في العاصمة الأفغانية كابول، محطته الأخيرة في جولة يقوم بها في المنطقة.
وقال الجنرال الأميركي: “نحتاج إلى أن نكون الجزء الهادئ والمستمرّ من المعادلة… لا نحتاج إلى المبالغة في رد الفعل على يفعله الإيرانيون”. وتابع ماكينزي تعليقاً على احتجاز ناقلة النفط البريطانية: “من الواضع أنّ هذا العمل غير مسؤول… ولكن لأنهم غير مسؤولين، يجب أن لا نقع في فخِّ شكلٍ من أشكال رد الفعل المفرط. لذلك سيكون ردّنا هادئاً للغاية، بالتنسيق مع المجتمع الدولي”.
وأشار ماكينزي إلى أنه بعد نحو ثلاث ساعات من سيطرة إيران على السفينة البريطانية، أكدت القياد المركزية الأميركية CENTCOM حرية الملاحة في الخليج من خلال إرسال سفينة شحن تحمل العلم الأميركي، Maersk Chicago، عبر مضيق هرمز، وقد حلّقت طائرات أميركية من دون طيار وطائرات مقاتلة فوق هذه السفينة لحمايتها في حال حاول الإيرانيون التدخل، لكنّ الإيرانيين ظلّوا بعيدين، وفق ماكينزي نفسه.
وتحدث الجنرال الأميركي عن وجود مدمرتين تابعتين لبلاده تقومان بدور الحراسة وتنسيق المراقبة الأميركية للمضيق، متوقّعاً أن تبدأ الدول التي تمرّ سفنها في تلك المنطقة في إرسال بوارج حربية للحماية، بمساعدة المراقبة الأميركية وغيرها من الدعم الاستخباراتي والعسكري.
ثم شدد ماكينزي على أنّ سياسة بلاده هي سياسة الهدوء والثبات، وعدم القيام بأي شيء استفزاز من دون سبب، مضيفاً: “أي قرار آخر لن يكون قراراً عسكرياً”.
ويرى إغناتيوس أنّ إيران تشعر بالاختناق من العقوبات الأميركية، مضيفاً: “عندما يشعر النظام بأنه يختنق حتى الموت، يكون أمامه خياران: الاستسلام أو القتال بقوة. كانت إدارة ترامب تراهن على الاستستلام، لكن ليس هناك ما يشير إلى أنّ الرهان سيؤتي ثماره”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: