الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة12 يونيو 2024 11:51
للمشاركة:

مسعود بزشكيان.. ملاذ الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية

بين الطب والحياة السياسية، انتقل مسعود بزشكيان في عدد من المناصب الأكاديمية والسياسية، ليحط أخيرًا في السباق الانتخابي ممثلًا وحيدًا للإصلاحيين فيه. ورغم عدم وضوح الرؤية في مسار الانتخابات حتى الآن، إلا أن تشتت التيار الأصولي بين عدد من المرشحين، قد يكون ورقة قوة بيد بزشكيان، الذي أعلنت جبهة الإصلاح دعمها له بعد تقديم أوراق ترشحه.

ويعتبر مسعود بزشكيان المرشح الوحيد المنتمي بشكل واضح إلى جبهة الإصلاح في هذه الانتخابات. متسلحًا بخبرته الطويلة في الحياة السياسية الإيرانية، يطمح بزشكيان إلى الوصول إلى رئاسة الجمهورية، خصوصًا بعد انضمام عدد من الوجوه الإصلاحية إلى حملته، ومنهم وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف الذي أعلن دعمه بشكل ضمني لحملته الانتخابية.

فمن هو مسعود بزشكيان؟

وبزشكيان من مواليد عام 1954 في مدينة مهاباد الكردية في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران، وهو سياسي إصلاحي ينتمي إلى القومية التركية في إيران وعضو في البرلمان الإيراني منذ 2006 عن دائرة مدن تبريز وآذر شهر وأسكو محافظة آذربيجان الشرقية.

شغل بزشكيان مناصب عديدة، أبرزها وزارة الصحة في حكومة الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، وأصبح نائبًا في البرلمان الإيراني حيث تولى منصب نائب رئيس البرلمان أيضًا.

وسبق لبزشكيان الترشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مرتين، حيث انسحب من دورة 2013 بعد إعلان ترشحه، وفشل في إكمال خوض انتخابات 2021، التي فاز فيها رئيسي، بعد رفض مجلس صيانة الدستور أهليته.

وفي الانتخابات البرلمانية الماضية، انتُخب مرة أخرى لعضوية المجلس، وقال بزشكيان وقتها إن مجلس صيانة الدستور رفض أهليته لخوضها، بدعوى عدم التزامه العملي بنظام الحكم، غير أن القائد الأعلى علي خامنئي تدخل وأوصى بالتصديق على أهليته، وذلك وفق ما قاله الخبير الإيراني صلاح الدين خديو لصحيفة العربي الجديد.

ورغم انتمائه الإصلاحي، إلا أن بزشكيان لم يخرج عن الإطار العام لرؤى النظام الإيراني، وهذ لم يمنع من انتقاداته لبعض السياسات الداخلية في البلاد، حث كان أبرزها أثناء الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران أواخر عام 2022 على خلفية وفاة مهسا أميني. حينها، وجه بزشكيان انتقادات شديدة في مقابلة له على قناة “خبر” الإيرانية الرسمية لطريقة التصرف مع أميني واعتقالها، ودعا إلى الشفافية والوضوح بشأن أسباب وفاتها، ما أثار غضب وسائل إعلام محافظة ضده وقتها.

هذه الانتقادات الموجهة له من قبل المحافظين، كان قد تلقى مثلها من الإصلاحيين. فرغم انتمائه السياسي إلى التيار الإصلاحي، إلا أن مواقفه لا تنسجم بالكامل معهم، حيث ورد في مذكرات الرئيس الإيراني الأسبق الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني عام 2000 بشأن بزشكيان وحديث نواب برلمانيين آنذاك مع رفسنجاني عن أنه “لم يحدّث أفكاره وتوجهاته وأنها بقيت في عام 1979 الذي انتصرت فيها الثورة الإسلامية في إيران على النظام الملكي السابق”، حسب خديو.

برنامجه الانتخابي الداخلي

في إعلان برنامجه الانتخابي، ركّز بزشكيان على “تعزيز المشاركة الشعبية في الانتخابات”، مؤكدًا على أهمية إشراك المواطنين في العملية الديمقراطية.

ولم يغب الوضع الاقتصادي عن مشروعه، حيث اعترف المرشح للانتخابات بأن “الفقر لا يزال مشكلة كبيرة في إيران”، مؤكدًا “ضرورة تحسين تنفيذ السياسات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق الأهداف المعلنة”.

وفي السياق نفسه، شدد بزشكيان على “ضرورة تحقيق تنمية متوازنة بين جميع المحافظات الإيرانية، مع التركيز على دعم المناطق المهمشة مثل خوزستان وكردستان وسيستان وبلوتشستان”، لافتًا إلى أن “التفاوت الكبير في التنمية الاقتصادية يمثل تحديًا كبيرًا يجب معالجته لضمان توزيع عادل للموارد والفرص بين جميع المناطق”.

إداريًا، دعا المرشح للرئاسة إلى “إصلاحات جذرية في النظام الإداري والبيروقراطي”، معتبرًا أن “العديد من المدراء الحاليين يفتقرون إلى فهم واضح للخطط والسياسات التي يقومون بتنفيذها”.

السياسة الخارجية

بما يخص السياسة الخارجية لبرنامجه الانتخابي، ركّز بزشكيان على ما أسماه “نهجًا يجمع بين الاستمرارية والتجديد”، مؤكدًا ضرورة “بناء علاقات قوية مع الدول العربية والإسلامية”، مشددًا على أهمية تعزيز “الأخوة” والتعاون مع هذه الدول.

كما أكد على “الالتزام بالمبادئ التي يحددها القائد الأعلى في السياسة الخارجية، مثل التعامل مع العالم بناءً على المصالح الإيرانية والابتعاد عن إقامة علاقات مع إسرائيل”.

ودعا في مشروعه الانتخابي إلى “تحسين التواصل الدولي لإيران”، مؤكدًا على أهمية بناء جسور مع الدول الأخرى لتعزيز التنمية الاقتصادية والتكنولوجية.

في المحصلة، يحظى بزشكيان بدعم من الإصلاحيين، إلا أن الفوز يبقى صعبًا بالنسبة له، خصوصًا وأنه يواجه في هذه الانتخابات صقور التيار الأصولي مثل سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف.

لمتابعة تغطية “جاده إيران” للانتخابات الرئاسية الإيرانية تحت عنوان “إيران.. الصندوق بعد المروحية” إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: