الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة19 مايو 2024 13:22
للمشاركة:

سد “قيزقلعة سي” على حدود إيران وأذربيجان.. مشروع دبلوماسية الصداقة المائية

افتُتِحَ الیوم سد "قيز قلعة سي" علی الحدود المشتركة بين إيران وأذربيجان، بحضور رئيسي البلدين، وهو مشروع تم إنشاؤه بهدف خلق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي والحفاظ على مصالح المياه والتربة للطرفين.

ميّزات السد

هو أهم مشروع حدودي في شمال غرب إيران، يقع على بعد 220 كلم شمال شرق مدينة تبريز و12 كلم أسفل سد خداآفرين على نهر آرس، على الحدود بين إيران وأذربيجان.

ويشمل المشروع نفسه سد خداآفرين المخزني، الواقع على بعد 196 كلم أسفل سد آرس، بسعة 1.6 مليار متر مكعّب، وسد “قيزقلعة سي” الدولي، وقناة وشبكة لري الأراضي الزراعية بمساحة 74 ألف، وقد تم إعادة تصميم وتنفيذ المشروع بالكامل من قبل خبراء ومهندسين إيرانيين.

التنمية الاقتصادية

سيساهم “قيزقلعة سي” بحسب تطلعات البلدين في التنمية الاقتصادية للمنطقة، وزيادة جودة المنتجات الزراعية، وتعزيز السياحة، كما سيؤدّي للاستخدام الأمثل لموارد المياه والتربة، وتحقيق حصص المياه الحدودية، وتحويل الأساليب التقليدية للزراعة إلى أساليب حديثة وصناعية، وخلق 40 ألف فرصة عمل، ومنع الهجرة، وتطوير أنشطة الصناعات التحويلية.

انتهاء المهمة الدبلوماسية للسفير الإيراني

قال السفير الإيراني في أذربيجان عباس موسوي، والذي تزامن انتهاء مهمته كسفير مع تشييد السد: “أنا فخور في اليوم الأخير من مهمّتي. تم تدشين سيد قيزقلعة سي كأكبر مشروع حدودي للبلاد ونموذج للنجاح في دبلوماسية المياه، بحضور رئيسي جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية أذربيجان، ومعه فُتِح فصل جديد في العلاقات بين البلدين الجارين وحُقِّقَ نجاح آخر في سياسة الجوار”.

رئیسي: علاقات إيران وأذربیجان لا تنفصم

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال تدشين سد “قيز قلعة سي”: هذا السد يُعَدُّ رمزًا لإرادة التعاون بين البلدين في المنطقة، وهو مهم للغاية بالنسبة لنا”، وأضاف: “هذا التدشين سيسبّب خيبة أمل لأعداء البلدين. إنّ شعبَيْ إيران وأذربيجان لا يتردّدان بدعم شعب غزة وكراهية إسرائيل. ينبغي تعزيز تعاون دول المنطقة للقضاء على الأعداء، وخاصة إسرائيل. وذكر رئيسي أن “هناك قدرات كثيرة بين البلدين أراد الأعداء إيقافها بفرض عقوبات على إيران”.

علّييف: لا يمكن لأحد التفرقة بين إيران وأذربيجان

وجاء في كلمة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف خلال كلمته في حفل افتتاح السد: “لا يمكن لأحد أن يخلق سوء تفاهم أو انقسام بين إيران وأذربيجان. إنّ الصداقة بين البلدين لها تاريخ طويل، وشعبنا يعيش في نفس المكان منذ قرون، واليوم أصبحت العلاقات بين البلدين على أعلى مستوى”.

وأردف علييف: “إنّ المشاريع المشتركة بين إيران وأذربيجان، والتي يتم تنفيذها في مجال النقل، لها أهمية خاصة بالنسبة لنا وللمنطقة”. مشيرًا لممر شمال- جنوب الذي وصفه بـ”المهم للغاية للمنطقة”، وأضاف أنه “مع تحديث البنية التحتية للسكك الحديدية في إيران وأذربيجان، سيُصبح هذا الممر طريق النقل الأكثر حيوية في العالم”.

وذكر علييف أنّ حركة النقل والعبور بين البلدين ارتفعت 50% العام الماضي، موضحًا أنه بعد افتتاح السكة الحديدية الإيرانية سترتفع أكثر، كما سيتمّ أيضًا تشغيل جسر “آق بند” الجديد وهو جزء من الممر الشمالي – الجنوبي ويربط جمهورية أذربيجان بإقليم نخجوان الذي يعتبر جزءً من أراضيها.

نهر آرس الحدودي

بدوره ذكّر وزير الطاقة الايراني علي اكبر محرابيان بأنّ نهر آرس هو نهر حدودي بين الدول الأربع، إيران، أذربيجان، أرمينيا وتركيا، ويبلغ طوله 1072 كم.

وتشترك إيران وأذربيجان بحدود طولها 450 كلم على نهر آرس، ومن أجل الاستفادة المشتركة من هذا النهر، تم تشغيل سد آرس وسد خدا أفرين منذ سنوات، والآن تم بناء سد “قيزقلعة سي” على هذا النهر.

وينظّم سد “قيزقلعة سي” مليارَيْ متر مكعّب من المياه سنويًا، وهي كمية كبيرة جدًا تستفيد منها محافظتا أردبيل وأذربيجان الشرقية الإيرانيتين. ويبلغ طول السد 834 مترًا.

محرابيان لفت إلى أنّ عملية حفرة هذا السد تزيد عن ستّة ملايين متر مكعّب، كما أنّ عمليّة الردم غطّت أكثر من 2.1 مليون متر مكعب، أما التشغيل الخرساني لهذا السد فهو بنحو نصف مليون متر مكعّب.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: