الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة19 أبريل 2024 09:16
للمشاركة:

ماذا جرى في أصفهان فجر الجمعة؟

سرّبت مصادر إسرائيلية لصحف غربية وعبرية عن قيام إسرائيل بشنّ هجوم داخل إيران ردًا على عملية "الوعد الصادق" التي شنّتها إيران منذ أيام بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل ودمّرت من خلالها قاعدتين عسكريّتين.

ونقلت صحيفة “الواشنطن بوست” عن مسؤول إسرائيلي أنّ الجيش الإسرائيلي شنّ غارة جوية داخل إيران، وأنّ الهدف من الغارة إرسال إشارة إلى طهران عن أنّ إسرائيل قادرة على الضرب داخل الأراضي الإيرانية.

وادعت صحيفة “جيروزاليم بوست” إنّ الهجوم الإسرائيلي على أصفهان نفّذته طائرات بصواريخ بعيدة المدى، وليس مسيّرات أو عبر صواريخ أرض – أرض.

ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي أنه تمت مهاجمة تسعة أهداف في قاعدة جوية تابعة للحرس الثوري الإيراني قريبة من موقع نووي إيراني في أصفهان.

في المقابل، نفى مسؤلون إيرانيون أن يكون قد جرى هجوم على إيران من خارج حدودها، حيث نقلت “نور نيوز” التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران نفي أمانة المجلس تعرّض البلاد لأي هجوم أجنبي.

بدورها أكدت الوكالة الدولة للطاقة الذرية أنه لم يُلاحظ أي ضرر في محطات الطاقة النووية الإيرانية، كما لم يتم أي هجوم عليها.

واعتبرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أنّ الضربة الإسرائيلية المحدودة للغاية لن ينظر إليها كثيرون على أنها علامة الجرأة والعزيمة كما يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل علامة على الضعف.

بدوره علّق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير على ما تعرّضت له إيران الجمعة بتغريدة مختصرة من كلمة واحدة هي: “مسخرة”.

أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، فقد نشر تغريدة جاء فيها: “لم يحدث من قبل أن ألحق وزير في مجلس الدفاع مثل هذا الضرر الكبير بأمن البلاد وصورتها ومكانتها الدولية، وفي تغريدة لا تُغتفر مكوّنة من كلمة واحدة، نجح بن غفير في السخرية من إسرائيل”.

ونشر الباحث المصري في الشؤون الإيرانية أحمد فاروق على وسائل التواصل تحليلًا لما جرى جاء فيه:

“تستخدم وسائل الإعلام الإيرانية الآن تعبير ضربة خيالية، وهو ما يؤثر بشكل كبير على المعادلة الجديدة التي تحدث عنها القائد العام للحرس الثوري الإيراني. إذا كانت ضربة خيالية، فلن تكون هناك حاجة إلى رد.

إيران تتحدّث عن الهجوم على أنه يأتي على المستوى الأمني وليس العسكري، وهي معنية أكثر بضبط وتحصين ما قامت به في عملية الوعد الصادق، كما يجري التعاطي مع الحادث ليس على أساس أنّ إسرائيل ردّت على الرد الإيراني.

من الجدير التذكير هناك بأنّ إسرائيل كانت وراء هجوم رباعي مماثل (مركبات جوية صغيرة أو مسيّرات) على منشأة صناعية عسكرية إيران في أصفهان في نهاية كانون الثاني/ يناير 2023، كما يُعنقد أيضًا بأنها تقف وراء ضربة على مجمع بارشين العسكري بالقرب من طهران في أيار/ مايو 2022.

قيل إنّ الهجوم على أصفهان أصاب مبنى تجري فيه أبحاث الطائرات المسيّرة وقُتل فيه مهندس شاب وأُصيب آخر.

المقصود من الهجوم المزعوم أن يُعتقد بأنّ الموساد نفّذه إما من داخل إيران أو من حدود إيران الغربية (من جهة إقليم كردستان العراق) أو الشمالية الغربية (من جهة أذربيجان).

من الواضح أنّ مستوى العمل الإسرائيلي غير متناسب مع ما بانت عليه عملية الوعد الصادق، لكن نحتاج إلى تحديد ما استُهدف، وكيف يختلف هذا الهجوم عن الهجمات السابقة، وما إذا كان يقوّض الردع الذي سعت إيران لتأسيسه في هجومها في 14 نيسان/ أبريل.

في سياق التصعيدات الأخيرة، قد يكون هذا الهجوم رسالة إسرائيل بأنها تستطيع ضرب إيران في أي مكان وفي أي وقت، ومن دون اللجوء إلى ضربات علنية كبيرة.

إذا كان الأمر كذلك، يمكن لكلا الجانبين تهدئة التصعيد، على الرغم من أنّ إيران ستكون قد وضعت نفسها في نقطة يمكن القول إنها أكثر قوة.

يمكن فهم هذه الضربة التي لم تتضح تفاصيلها بشكل أو بآخر مع ما يتداول من القلق الأمني من حديث وزراء إسرائيليين (بن غفير وغوطليب) وتلميحاتهم لقيام إسرائيل بشنّ الهجوم إلى رغبة إسرائيلية في العودة إلى قواعد المنطقة الرمادية والتزامها بها، من دون الحاجة إلى عمل عسكري ضخم من شأنه تأجيج الصراع أكثر”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: