الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 أبريل 2024 09:48
للمشاركة:

شبابيك إيرانية: الانتحار.. جائحة تضرب القطاع الصحي الإيراني

ما الذي جاءت به الصحافة الإيرانية ثقافيًا واجتماعيًا؟

تطرّقت صحيفة “سازندكي” الإصلاحية إلى قضية انتحار أخصائية الروماتيزم والأستاذة في جامعة طهران سميرا آل سعيدي، مشيرةً إلى أنّ هذا الأمر جاء بعد أقل من شهر على انتحار أخصائية القلب في مستشفى ابن سينا في مدينة دلفان الدكتورة برستو باخشي، مما يدلّ على أنّ انتحار الطاقم الطبي أصبح “ظاهرة” مهمة، من دون أن يرقى ذلك للأهمية اللازمة بالنسبة للمسؤولين، على حد تعبير الصحيفة.

وجاء في التقرير أنّ رئيس الجمعية العلمية للأطباء النفسيين في إيران وحيد شريعت أطلق تحذيرًا في آذار/ مارس الماضي من زيادة عدد حالات الانتحار، وأكد أنّ معدّل الانتحار خاصة بين الأطباء والطاقم الطبي أعلى من عامة السكان.

وأضاف شريعت أنّ نتائج دراسة إحصائية في قسم الطب النفسي في جامعة علوم التأهيل والصحة الاجتماعية أظهر أنّ نحو 30% من المساعدين الطبيين يفكّرون في الانتحار، معتبرًا أنّ السبب الرئيس هو “اليأس من المستقبل”، بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، و”هجمات وقرارات غريبة وغير مهنية من مؤسسات صنع القرار، بما في ذلك المجلس الأعلى للثورة الثقافية”.

من جانبه لفت مستشار الرئيس والمدير العام لمنظمة النظام الطبي محمد رضا اسدي إلى أنّ نسبة الانتحار في إيران أقلّ من باقي دول العالم.

وفي حديث له مع ” سازندكي”، أضاف اسدي أنه بحسب التصنيف العالمي فإنّ أعلى معدل انتحار هو 20 شخصًا لكل 100 ألف شخص، بينما إيران تأتي ضمن الفئة الثالثة، أي خمسة أشخاص لكل 100 ألف شخص، مشيرًا إلى أنّ معدّل الانتحار بين النساء أعلى بثلاث مرات مما هو عليه لدى الرجال.

وأرجع اسدي قضية باخشي إلى سوء الإدارة والقرارات الصعبة، موضحًا إنه تم إعداد محضر بتفاصيل انتحارها من قبل منظمة النظام الطبي، وتم رفعه إلى الجهات القضائية، حيث طالب أن تقوم هذه السلطات بالتحقيق بجدية في القضية وشرح تفاصيل ما حصل.

وذكّر التقرير بموجة الهجرة والاستقالات في الطاقم الطبي، وخاصة الممرضين، مما يشكّل إنذارًا آخر للبنية الطبية في البلاد، معتبرًا أنّ وزارة الصحة كانت غير مبالية بعواقب هذه العملية.

ونوّهت الصحيفة إلى أنّ الأيام الماضية شهدت استقالة 40 ممرّضًا وموظّفًا في غرفة العمليّات في مستشفى “شهداء تجريش” شمال طهران بشكل جماعي، من خلال التوقيع على عريضة.

شبابيك إيرانية: الانتحار.. جائحة تضرب القطاع الصحي الإيراني 1

عوامل وأسباب ارتفاع معدل الانتحار بين الممرضين

وفي ذات السياق، ركّز موقع “جماران” الإصلاحي على الأنباء التي انتشرت في 7 نيسان/ أبريل عن انتحار شاب يبلغ من العمر 32 عامًا عمل لأشهر قليلة كممرّض مسجّل في مستشفى الإمام الخميني في كرمانشاه.

ونقل تقرير الموقع عن أصدقاء الممرّض الذي يُدعى ساسان أنه “أنهى حياته بعد عدم تجديد عقده، وبسبب الضغط النفسي”.

وقال أمين عام هيئة التمريض محمد شريفي مقدم: “كان ممرّضًا مسجّلًا، وتم تجديد عقده خلال فترة كورونا وحتى وقت قريب، ولكن منذ بضعة أشهر، لم يُجدَّد عقد هذا الممرض، ومنذ ذلك الحين بقي عاطلًا عن العمل لفترة، ثم أنهى حياته للأسف”.

وتابع: “إنّ للانتحار أوجهًا متعددة داخلية وخارجية، وفيما يتعلّق بالعوامل الخارجية يجب أن نقول إنه وفقًا لبعض الأبحاث، فإنّ إحصائيات الرغبة في الانتحار تزايدت في فترة كورونا. على سبيل المثال، تم إجراء بحث في ملاير خلال فترة كورونا، وبحسب هذا البحث فإنّ أكثر من 27% من الممرّضات كانت لديهم أفكار انتحارية، وأكثر من 9% كانّ على استعداد للانتحار”.

ولفت شريفي مقدم إلى أنّ عدد وفيات الممرضين الشباب العام الماضي كان مرتفعًا، لكن السبب الدقيق لوفاتهم برأيه لم يكن معروفًا، حيث قد يحدث ذلك بسبب ضغط العمل الكبير.

ونوّه المسؤول الايراني إلى أنه رغم كل الصعوبات التي عانى منها الممرّضون خلال فترة كورونا، إلا أنه بعد انتهاء الجائحة، تم تجاهل مطالبهم وفصل العديد منهم بسهولة.

شبابيك إيرانية: الانتحار.. جائحة تضرب القطاع الصحي الإيراني 2
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: