الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 مارس 2024 19:13
للمشاركة:

شبابيك إيرانية: هجرة النخب بين فقدان الأمل والمؤامرة

ما الذي جاءت به الصحافة الإيرانية ثقافياً واجتماعياً؟

تطرّقت صحيفة “هم ميهن” الإصلاحية إلى مسألة هجرة النّخب من البلاد، والأسباب التي تدفع هذه الفئة الناشطة والهامة في المجتمع إلى ذلك.

وفي تقرير نشرته الصحيفة، أشارت الصحافية شادي مكي إلى أنّ النخب اختارت الهجرة بحثا عن الحياة الطبيعية وفقًا لما صرّح بعض هذه النخب.

واعتبر التقرير أنّ الوضع الاقتصادي السيئ، نقص فرص العمل والدخل الكافي، أفق المستقبل الضبابي، لا مبالاة ساسة البلاد بمواهب وقدرات النخب، إهمال البنية السياسية للبلاد ولمطالب الشعب والإصرار على تحقيق مطالب أقلّية متطرّفة، هي عوامل دفعت الخبرات والمواهب للهجرة.

وأضاف التقرير أنّ آخر إحصائية لمرصد الهجرة الإيراني للعام الماضي أفاد بقفزة بنسبة 75% في الهجرة في إيران بين عامَيْ 2000 و2020، مذكّرًا بتعبير نائب رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد المعرفي روح الله دهقاني فيروز آبادي عن قلقه بهذا الشأن.

وتابع التقرير: “إنّ أهم ركائز اقتصاد البلاد وتطوّرها هي النّخب التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي في السنوات الأخيرة، مما يجعلها تهاجر إلى بلدان أخرى عند حصولها على رواتب مضاعفة”.

ولفت التقرير إلى مصطلح “الهجرة المنظّمة للنخب” الذي استخدمه نائب رئيس مؤسسة النخب الوطنية سلمان سيد أفقهي، حيث يرى الأخير أنّ أيادي خفية وراء تشكيل وتزايد الهجرة المنظّمة.

ونقل التقرير عن أفقهي كلامه مع إحدى وسائل الاعلام عن “بعض مجموعات العمل في مجال الهجرة، حيث إذا كانت الهجرة إلى بلد ما تكلّف عشرة آلاف دولار للشخص الواحد، فإنّ هذه المجموعات تقوم بذلك بألف أو ألفَيْ دولار”، مؤكدًا أنّ “هذه المكاتب يتم تمويلها من نظام ما”.

شبابيك إيرانية: هجرة النخب بين فقدان الأمل والمؤامرة 1

قروض وتسهيلات الزواج والإنجاب

بدورها تناولت وكالة أنباء “مهر” التسهيلات والقروض الممنوحة تحت عنوان الزواج والإنجاب، من خلال دراسة البرلمان لموازنة العام المقبل.

ونوّهت الوكالة إلى أنّ المبلغ المقدّم عبر هذه التسهيلات تعرّض لانتقادات من قبل الأسر وخبراء المجتمع، مذكّرةً بأنّ معدّل الخصوبة في البلاد هو نحو 1.7%، بينما شدّد رئيس الدائرة المعنية بزيادة نسبة الشباب في المجتمع في وزارة الصحة صابر جباري على وجوب ارتفاع هذا المعدّل بنحو 2.5%.

وأوضح التقرير إنه لم يتبقَّ سوى ستّ إلى سبع سنوات لتحقيق هذا الهدف، محذًّرًا من أنه إذا لم يتم تنفيذ برامج الإنجاب ولم يرتفع معدّل الخصوبة، فإنّ المجتمع الإيراني سيعاني من الكهولة بشكل كبير.

وجاء في تقرير الوكالة أنّ مسألة الإنجاب لا ترتبط بالقضايا الاقتصادية فقط، بل بالقضايا الثقافية أيضًا، ورغم ذلك، فإنّ حل المشاكل الاقتصادية برأيه يمكن أن يحلّ المشاكل السكّانية بشكل فعّال.

ونقل التقرير عن الباحثة في مجال المرأة والسكان نيره قوي أنه ” في حال لم يتم إيجاد حل خلال العقد المقبل، فإنّ إيران ستدخل في مرحلة الشيخوخة”، مضيفةً أنّ مشكلة الشيخوخة لا يمكن حلّها عبر القروض، خاصة أنّ هذه القروض يجب أن تُعاد شكل أقساط.

شبابيك إيرانية: هجرة النخب بين فقدان الأمل والمؤامرة 2
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: