الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 فبراير 2024 20:31
للمشاركة:

إيران.. تنتخب أم تنتحب؟

انتخابات البرلمان الإيراني ومجلس خبراء القيادة بين هشتاغين #سأصوت و #لن_أصوت أو بدقة أكثر كما يقولها الإيرانيون #صوت_بلا_صوت

بات جليًّا لمن يعرف إيران حق المعرفة أنّ الشعب الإيراني أكثر انفتاحًا من أي شعوب المنطقة، وذو إرادة تعبيرية قوية، وإن كانت إرادته هذه مكلفة.

نعم سيخرج من يقول إنّ الشعب الإيراني  مثله مثل شعوب المنطقة، لكنه ليس كذلك، لماذا؟ لأن الإيراني يعبّر عمًا يجول في فكره ويعطي رأيه بشأن كل ما يجري في بلده، سواء في الشؤون الصغيرة أو الكبيرة، ولا ينتظر ثورة أو تحريضًا، ليس فقط لأنه واعي بالقدر الكافي أو متعلّم ومثقف ومتابع لتحرّكات مسؤولين، بل لأنه اعتاد على الامتعاض والشك في كل حركة تقوم بها دولته وإن كانت وفق القانون.

وسبب هذا الشك بالطبع هو الفجوة التي تزداد بين الشعب وحكومته، خاصة مع إصرار الشعب على إعادة ترتيب هيكلية البلاد وإقامة نظام جديد من خلال ثورة مخمليّة ومظاهرات بين الفينة والأخرى، أو في عالمه الموازي على مواقع التواصل الإجتماعي التي باتت متنفّس الإيرانيين.

يعتقد الإيرانيون بأنهم يستحقّون حياة معيشية أفضل، وهم بالطبع على حق، ولكنّ ذلك بحاجة لعوامل عدة وكبيرة لا تتوفّر حاليًا كما تتوافر في دول مجاورة، كتركيا، حيث يختلف النظامان السياسيان والسياسات المتبعة، وحتى ظروف البلدين.

لهذه الأسباب وغيرها، يجنح الإيرانيون عند أي حدث يلزم مشاركتهم باتجاه الحياد او الاعتراض أو الصمت العقابي، كون الحدث يتعلّق بالحكومة، معتبرين أنّ مشاركتهم لا تقدّم ولا تؤخر، وأنه من خلال عدم المشاركة يتجنّبون المساهمة بما يفعله مسؤولوهم الذين فقدوا ثقتهم بهم.

نحن على بُعد ساعات عدة فقط من انتخابات الدورة الثانية عشرة للبرلمان الإيراني، والدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة. كالعادة، انقسم الإيرانيون بين مُقاطع ومؤيد لهذه الانتخابات، لسبب واضح برأيهم هو أن لا شيء يتغيّر وإن تغيّرت الوجوه، وأن من يستحقون الترشح رُفضت صلاحيتهم للترشح للانتخابات. بالطبع هذه مبررات يقف وراءها الايرانيون ليبرروا عجزهم أمام عدم القدرة على التغيير أو للحفاظ على بصماتهم نظيفة من سلوكيّات قد تصدر من مرشح يصوّتون له.

رغم ذلك، لا يمكن التوقّع تمامًا بنسبة المشاركة في الانتخابات. هي انتخابات مهمة جدًا بعد أحداث عدة اشهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، كالمظاهرات والاحتجاجات العنيفة، قد تكون وسّعت الفجوة بين الشعب والحكومة.

في ظل هذه الأجواء الباردة التي تسبق الانتخابات، تقاذف الإيرانيون عل مواقع التواصل الاجتماعي هشتاغات عدّة، منها #سأدلي_برأيي و#لن_أصوت و#صوت_بلا_صوت و#سيرك_الانتخابات و #هذه_المرة_تفرق.

أحدى مستخدمات منصة “إكس”، تُطلق على نفسها  اسم “غريبه “، توجّهت لأولئك الذين يستخدمون وسم #صوت_بلا_صوت و#لن_أدلي بصوتي قائلة:”اسمعوا جيّدًا. بكل الأحوال أنت تنتخب”.

أما محمد ميرازيي فقال: “او كانت صاحبة السترة الوردية لا تزال حية، لكانت هي من وضعت ورقة الانتخاب عن والديها في صندوق الاقتراع… من أجل ضمان أمن البلاد أنا سأدلي بصوتي”

ومن الجدير ذكره إنّ صاحبة السترة الوردية هي الطفلة التي كانت إحدى ضحايا تفجيرَيْ كرمان في الذكرى السنوية لاغتيال الجنرال قاسم سليماني.

فيما كتبت سمانه فريدوني على صفحتها مستشهدة بقول للمرشد الإيراني: “في حال كانت المشاركة في الانتخابات ضعيفة، لن يربح أحد وسيتلقّى الجميع ضربة”.

بينما كتبت وانيا نيكروي: “المشاركة الشعبية الواسعة وتدخّل الشعب في شؤون دولته يمكنه أن يغلق أفواه الأعداء… كل صوت بمثابة صفعة قوية بوجه العدو”.

وفرح كتبت معلقة: “لن أشارك في الانتخابات وسأبقى في البيت”.

للإطلاع على الملف الكامل لانتخابات مجلس الخبراء والبرلمان في إيران “2024.. إيران تنتخب” إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: