بعد حرب غزة.. هل تتقدم شعبية خامنئي على بن سلمان بين العرب؟
تناولت مجلَة "فورين أفيرز" الأميركية دراسة استقصائية أعدتها شركة Arab Barometer غير الحزبية أجريت على مرحلتين الأولى ما بين أسابيع سبقت عمليّة "طوفان الأقصى" والثانية بعد ثلاثة أسابيع تلتها، حيث أشارت أنّ وجهة النظر في أوساط العرب بشأن الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين تغيّرت بدقّة غير عادية، حيث تقدّمت شعبية القائد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لدى الرأي العام العربي ليتساوى مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أو حتى يتخطاه!
وذكّرت المجلَة بالتحذير الذي أطلقه مؤخرًا الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل من أنها تخسر الدعم العالمي بشأن غزّة، مضيفةً أنّ ذلك “ليس سوى غيض من فيض”.
ووفق الدراسة، شهدت الدول ذات العلاقات الجيدة مع إسرائيل انخفاضًا في معدّل التأييد لمواقفها بين التونسيين، وكان الانخفاض الأكبر من نصيب الولايات المتحدة، كما طال ذلك مواقف التأييد للدول التي أقامت علاقات مع إسرائيل على مدى السنوات القليلة الماضية.
في المقابل، لفتت “فورين أفيرز” إلى أنّ القيادة الإيرانية التي تعارض إسرائيل بشدّة، شهدت ارتفاعًا لمستوى التأييد لها بين العرب، حيث حصل خامنئي على معدّلات تطابق أو حتى تتجاوز تلك التي يتمتّع بن سلمان والرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
ولاحظت المجلّة أنه “نادرًا ما نشهد تغيّرات بهذا الحجم خلال بضعة أسابيع”، مرجعةً ذلك ليس للهجوم الذي شنّته حركة “حماس” في 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، بل للأحداث اللاحقة، خاصة التكلفة المتزايدة التي يتحمّلها المدنيون نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية.
وخَلُصت “فورين أفيرز” إلى أنّ الولايات المتحدة ستواجه صعوبة كبيرة في توسيع اتفاقيات إبراهيم، كما قد تخسر ميَزات في منافستها للصين وروسيا، بل إنها حتى قد تجد أنّ العديد من حلفائها القدامى – مثل السعودية والإمارات – أصبحوا أقلّ ودَية تجاهها وأكثر تقبَلًا لمنافسيها.
