الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 نوفمبر 2023 15:46
للمشاركة:

مندوب إيران في الأمم المتحدة لـ”جاده إيران”: لن نعترض على مساعي إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس

قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني إنّ بلاده لن تعترض على مساعي العالم الإسلامي لإنشاء دولة فلسطينية مستقلّة وذات سيادة عاصمتها القدس، رغم أنّ خطتها المقترحة لحل القضية الفلسطينية تختلف عن حلّ الدولتين، مضيفًا أنه لا مكان للحرب الوقائية في عقيدة الدفاع الوطني لجمهورية إيران الإسلامية، لكن مع ذلك، تتحمّل القوّات المسلّحة الإيرانية مسؤولية الدفاع عن الأمة عندما يواجه أمنها القومي أو مصالحها الحيوية تهديدات من أي طرف أو قوّة خارجية.

وفي مقابلة له مع منصّة “جاده إيران”، أضاف إيرواني أنّ طهران لا تسعى للتحريض على أية حرب، لكنها تظلّ مستعدة للدفاع عن نفسها ردًا على التهديدات المتنوّعة، وتكييف ردّها بحسب طبيعة التهديد والسياق الجغرافي.

ووفق المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، ترى إيران أنّ “النظام الصهيوني في إسرائيل يمثّل تهديدًا دائمًا ليس فقط للعالم الإسلامي، ولكن أيضًا للمنطقة الأوسع وللعالم، باعتباره كيانًا تم تشكيله من خلال العنصرية والفصل العنصري والاغتصاب غير القانوني للأراضي”.

وشدّد إيرواني على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير الذي يتماشى مع القانون الدولي، وأنّ دعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال واجب أخلاقي.

وعبّر إيرواني عن دهشته من كلام بعض الخبراء العسكريين عن أنّ وضع قوة عسكرية مقدراتها وقواتها بالقرب من منطقة صراع، يدلّ على استعراض القوة من دون نية الانخراط في هذا الصراع.

وذكّر إيرواني بأنّ ما تفعله إسرائيل حاليًا في غزة لا يحترم القوانين واللوائح الدولية بأحكامها المتعلّقة بالحرب، ولا سيّما حظر الهجمات على المدنيين واستهداف البنية التحتية المدنية، مثل مراكز تقديم الخدمات والمستشفيات والمؤسسات التعليمية، مؤكدًا أنّ مطلب طهران الأساسي في هذا الإطار هو الوقف الفوري للأعمال العدائية ضد المدنيين ورفع الحصار وإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وتابع إيرواني: “تعمل جبهة المقاومة كنظام مترابط له أهداف شاملة مشتركة، مع الحفاظ على استراتيجيات وطنية مستقلّة. على سبيل المثال، أثناء القتال ضد داعش، اختارت الفصائل الفلسطينية في جبهة المقاومة عدم المشاركة في القتال في سوريا والعراق. وقد حظي هذا القرار بقبول من مكوّنات أخرى في جبهة المقاومة. عندما ترى جبهة المقاومة أنّ ديناميكيّات القوة في مواجهة الخصم تتحوّل بشكل غير مناسب، فإنها تكيّف استراتيجيّتها وفقًا لذلك”.

ووصف إيرواني الوحدة الحالية التي يشهدها العالم الإسلامي لدعم حقوق الفلسطينيين بأنها حالة غير مسبوقة في تاريخ الاحتلال، لافتًا إلى أنّ “الفظائع التي يرتكبها النظام الصهيوني في غزة لها تأثير عميق ومستمرّ”، مما يدلّ برأي الدبلوماسي الإيراني على أنّ “احتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل في المستقبل المنظور وصل إلى طريق مسدود”.

وبحسب إيرواني، لم تشارك إيران في عملية 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر، كما لم يكن لديها علم مسبق بها، منوّهًا إلى أنّ “إسرائيل وبعض وسائل الإعلام الغربية قامت على إثر العملية بنشر الأكاذيب عن قطع رؤوس الأطفال أو حرق جثثهم، والتي تم فضحها بسرعة”.

وأردف إيرواني: “الحل الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق يتلخّص بحكم غزّة بواسطة زعماء فلسطينيين منتخبين يختارهم أهل غزة أنفسهم. يجب أن يتم اتخاذ القرارات المتعلّقة بغزة بشكل مستقلّ من قبل سكانها، من دون فرض خارجي أو تدخّل من كيانات أخرى”.

وفي السياق، قال إيرواني إنّ “أسطورة سيطرة النظام الإسرائيلي الأمنية والاستخباراتية فشلت، حيث بان عدم جدوى الترويج لإيران فوبيا وبرزت إسرائيل مجدّدًا كتهديد أول للعالم”.

ورأى إيرواني أنّ دفاع الولايات المتحدة عن إسرائيل بات مكلفًا، خاصة بعد أن اكتسبت معاداة الصهيونية أهمية كبيرة في الغرب.

واعتبر إيرواني أنّ جماعة “أنصار الله” اليمنية أثبتت مرة أخرى قدرتها ودوافعها وشجاعتها في الدفاع عن فلسطين، وذلك من خلال إطلاقها صاروخًا بالستيًا يتجاوز مداه 2000 كيلومتر.

ولاحظ إيرواني وجود تباين في دفاع أوروبا عن إسرائيل، مستدلًّا بذلك الى تباين الأصوات الأوروبية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القرار الأخير المتعلّق بالفلسطينيين.

وأكد إيرواني أنّ إسرائيل لن تحصل على الشروط التي وضعتها لإنهاء الحرب، وبالتالي فإنّ استمرار الحرب سيحتّم تصاعد التكاليف بالنسبة لإسرائيل، على حد تعبير الدبلوماسي الإيراني.

وأكمل: “الأطفال الذين نجوا من هذه الحرب على وشك أن يصبحوا مقاتلين أقوياء ضد إسرائيل في المستقبل، مما يجعل احتمال السلام الدائم بعيد المنال”.

وعلى حد تعبير المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، فإنّ شعبية “حماس” باتت أكثر وضوحًا، وتوسّعت إلى الضفة الغربية، منوّهًا إلى أنّ الملاحقة القانونية لنتنياهو بشأن جرائم الحرب اكتسبت زخمًا جديدًا.

ولاحظ إيرواني أنّه تراجع الاهتمام بالحرب في أوكرانيا، مما خفّف من الضغط على روسيا، وتابع: “تم التأكيد على المعايير المزدوجة التي يستخدمها الغرب في الدفاع عن أوكرانيا، والتي تتناقض مع فشله في الدفاع عن فلسطين”.

ووفق إيرواني، فإنّ الدول العربية تخلّت عن التطبيع مع إسرائيل بعد الحرب على غزّة، كما تراجعت علاقات الدول مع إسرائيل، حيث استدعت أكثر من دولة سفراءها في تل أبيب.

وعلّق إيرواني على التصريحات الإسرائيلية بشأن استخدام السلاح النووي ضد الفلسطينيين، معتبرًا أنه كان على إسرائيل أن تتراجع في النهاية عن سياسة الغموض بخصوص برنامجها النووي.

ولفت إيرواني إلى أنّ إسرائيل لم تكتفِ بالاعتراف بامتلاك أسلحة ذرية، بل أصدرت أيضًا تهديدات باحتمال استخدام هذه الأسلحة.

وعلى حد قول إيرواني، فقد تم الكشف عن عجز الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، في صون وإحلال السلام والأمن، مضيفًا أنّ تأثير الرأي العام العالمي تجلّى من خلال ممارسة الضغط على الحكومات للدفاع عن المضطهدين والضحايا.

وحذّر إيرواني من أنّ العالم أصبح أكثر انعدامًا للأمن مع تصاعد احتمالات نشوب حرب من جهات مختلفة، مما جعله أقرب إلى نقطة تحوّل.

وذكّر إيرواني بإنه تم التصديق على قرار الجمعية العام للأمم المتحدة رقم 3379 عام 1975، والذي وُصفت فيه الصهيونية بالعنصرية، آسفاً لإلغاء هذا القرار عام 1991 من دون سبب مقنع.

وأكد إيرواني أنّ التطوّرات الأخيرة تدلّ على ضرورة إعادة القرار المذكور.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: