الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 أكتوبر 2023 13:45
للمشاركة:

“طوفان الأقصى قرار حماس المستقل”.. وزير الخارجية الإيراني الأسبق: لم نشتر نفوذًا في المنطقة بالدولارات

أجرى موقع "جماران" مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني الأسبق على أكبر صالحي لاستعراض آخر التطوّرات في المنطقة، وخاصة ما يجري في فلسطين والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي هذا السياق، قال صالحي إنّ الهجوم ‌الذي قادته حركة “حماس” تحت اسم عملية “طوفان الأقصى” كان قرارًا مستقلًّا من الحركة، واصفًا الأمر بالرائع.

وأضاف صالحي أنّ ما جرى في غزة علّم العرب أنه لا ينبغي نسيان قضية فلسطين، وأنّ الإسرائيلي لا ينبغي أن يصبح سيّد العالم، مذكّرًا بأنّ عام 2000 كان عام بداية عصر هزائم إسرائيل، حيث هُزمت بعده في حروب عدّة، منها حرب الـ 33 يومًا وحرب الـ 22 يومًا.

وبرأي الوزير الإيراني الأسبق، فإنّ أهمّ ما يميّز “طوفان الأقصى” هي أنها أصابت النقطة التي كان يتغنّى بها الاحتلال، وهي هيمنته المطلقة وتفوّقه، حيث عملت إسرائيل على زرع الخوف في قلوب الجميع وأظهرت نفسها بأنها القوّة التي لا تُقهر، من خلال نظامها الأمني والقبّة الحديدية.

وتابع صالحي: “في الهجمات الأخيرة، انكسرت الهيمنة الإسرائيلية، خاصة الهيمنة الأمنية، وتمّت إهانة نظامهم الاستخباري، وظهرت المقاومة أكثر جرأة. نعم، صحيح أنه لحق بالشعب الفلسطيني الكثير من الضرر. ولكن إمّا أن تتنازل عن حقك، وهذا غير جائز شرعاً وعرفاً، أو عليك أن تأخذ حقك بحكمة. والحكمة تعني معرفة متى تقاتل ومتى تصنع السلام”.

وعن النفوذ الإيراني في فصائل المقاومة في المنطقة، قال صالحي إنّ حركات المقاومة لا يمكن أن يتم شراؤها بالمال، مؤكدًا أنّ إيران لم تشترِ حزب الله وأنصار الله أو أيّ فصيل آخر بالمال.

وأضاف: “في المقابل، الطرف الآخر كان ينفق المال لشراء شخصيّات وتيّارات سياسية لكي تدعمه في لبنان، لكن إلى متى يستطيعون أن يدفعوا هذه المبالغ”؟

ولفت صالحي إلى أنّ إيران تنتهج مبدأً سياسيًا في الشرق الأوسط، وأحد المبادئ السياسية الرئيسية لها هو وضع القضية الفلسطينية في المركز.

وبرأي صالحي، فإنّ نقطة ضعف إسرائيل هي أنها لا تستطيع بناء جيش بشبابها اليوم. وأردف: “هذا الجيش لا يستطيع الوقوف في وجه المقاومة. والآن يقف مجاهد واحد فلسطيني أمام جنود إسرائيليين عدة لأنه يعرف أنّ أكثر ما يمكنه أن يفقده هو حياته، ولكنّ الآخر يحبُّ حياته وهدفه الأول هو نفسه”.

ورأى صالحي أنه على الرغم من النفوذ الذي تتمتّع به إسرائيل في المجتمع الدولي، إلا أنها ليست قوية كما كانت من قبل. وأكمل: “النقطة الأخرى هي أنّ حماس توصّلت إلى نتيجة مفادها بأنها تعيش في أسوأ الظروف: جانب من غزة هو البحر، والجانب الآخر إسرائيل، والجانب الآخر رفح وصحراء سيناء ومصر. ماذا ستخسر حماس؟ في الظروف العادية، تعيش غزة تحت الحصار الكامل والمعاناة. لذلك توصّلوا إلى أنه يجب أن نطلق هذه الطاقة المخفيّة ونصرخ ونكسر هيمنة إسرائيل بهذه الصراخ”.

واستطرد صالحي: “أقول بناء على فهمي وما سمعته، إذا دخلت إسرائيل إلى غزة فإنّ الشروط ستكون غير قابلة للحساب من حيث الأرباح أو الخسائر لإسرائيل. وأعتبر أن تأثيرات هجمات حماس الأخيرة على النظام الصهيوني تصل إلى الانتخابات الأميركية.. لهذا السبب، يحاول بايدن القول إننا سنعطي إسرائيل ما تريد وسنفعل كل ما يلزم”.

ووفق صالحي فإنّ أعداء إيران يتصرّفون بذكاء، ويتقدّمون في حساباتهم. وتابع: “على سبيل المثال، على الرغم من أنهم في العديد من الأماكن الأخرى كانوا يدّعون ويكذبون، إلا أنهم قالوا هذه المرّة إننا لم نرَ أي مؤشرات على تورّط إيران في هذه القضية”.

وشدّد صالحي على أنّ القائد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي هو الذي يجب أن يعلن موقفه ويتحدث عن قضية التطورات الأخيرة للمقاومة، بالإضافة إلى الرئيس ووزير الخارجية، منبّهًا إلى أنه لا داعي لتعدّد المنابر وتدخل الجميع والإدلاء بتصريحات في هذا المجال.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: