الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 أكتوبر 2023 19:33
للمشاركة:

“أكتب لكم بينما الصواريخ تنهمر”.. صحفيّة فلسطينية محاصرة في غزة تروي أهوال القصف

تقول الصحفية الفلسطينية شيرين خليفة إن القصف الإسرائيلي على غزة "مسح عائلات كاملة". قبل أن يصلها إشعار برسائلي إليها على "الواتساب" أو عندما تهم بالرد عليَّ، يكون صاروخ ما قد انفجر بالقرب منها.

هكذا قالت لي وهي تجهد لتأمين الاتصال الشحيح بالإنترنت. لم تغادر شيرين المرعوبة منزلها منذ بدء القصف الإسرائيلي، يوم السبت الماضي رداً على عملية “طوفان الأقصى” غير المسبوقة -بمدى جرأتها وعدد قتلاها وأسراها الإسرائيليين- منذ قيام إسرائيل عام 1948.

تقول شيرين لـ”جادة العراق”، إن الهجوم الإسرائيلي على غزة كان متوقعاً بعد العملية التي نفذتها كتائب عز الدين القسّام صباح السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في مستوطنات غلاف غزة وقُتل خلالها أكثر من ألف مستوطن إسرائيلي كما أسر العشرات.

وفضّل القادة الإسرائيليون تجنب تقييم ما وصف بـ”الفشل الاستخباري” لجيشهم في اكتشاف الهجوم، إلى حين الانتهاء من الرد الذي قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه “سيغير الشرق الأوسط”. 

“حجم الإجرام كان كبيراً منذ ضربة القصف الأولى. الاستهداف واضح. الاحتلال يريد إسقاط أكبر عدد من الضحايا من خلال استهداف العمارات السكنية وتجمعات المواطنين”، قالت شيرين في مقاطع رسالتها التي كانت تتوقف بسبب القصف وانقطاع خدمة الإنترنت.

وأضافت “يوم الاثنين تم استهداف سوق شعبي في مخيم جباليا واستشهد في هذه الجريمة نحو ٧٠ مواطناً. نحن نتحدث عن هجوم في يومه الخامس فاق عدد ضحاياه ١١٠٠ شهيداً غالبيتهم من النساء والأطفال”.

توقفت شيرين عن الكتابة لنا بسبب قصف طال الشارع الذي يقع فيه منزلها. وفي الصباح استأنفت قائلةً: “عائلات بأكملها مسحت من السجل المدني. حتى الذين فروا باتجاه أماكن ظنوا أنها أكثر أمانا لحقهم الموت”.

من هذه العائلات، كما تقول شيرين خليفة، هي عائلة الكرد. فر أفرادها إلى منطقة دير البلح وسط قطاع غزة وهناك قتل 3 منهم فور نتيجة القصف.

كررت شيرين ما يرد من الأمم المتحدة ووكالاتها وقالت إن “الأوضاع الإنسانية تتدهور. في الأيام العادية لم يكن يزيد تجهيز الكهرباء للمنازل عن 8 ساعات أما الآن فهي منقطعة تماماً ناهيك عن أزمة المياه التي بدت تلوح وتنذر بأزمة صحية وبيئية لا طاقة للناس بتحملها”.

وهناك أيضاً أزمة النزوح كما تقول الصحفية المحاصرة في غزة والتي حازت على جوائز  “عشرات آلاف العائلات نزحت من أطراف المدن إلى الداخل وهذا شكّل ضغطاً على الخدمات التي كانت تعاني أصلاً من الاكتظاظ. الآن كلّ بيت يضم عدة عائلات من أقارب أو معارف مهاجرين”. 

شيرين حائزة على جوائز نتيجة عملها الصحفي في السابق وحوالي 8 من زملائها الصحفيين الفلسطينيين قتلوا جراء الأحداث الحالية.

حتى هذه اللحظة أودى القصف بحياة ما يقارب من ألفي فلسطيني ودفع مئات الألاف من الأشخاص إلى مغادرة منازلهم وفق تقارير صحفية في حين تفيد الأرقام الواردة من إسرائيل بمقتل 1500 شخص، ولا تزال الأعداد في تصاعد.

وبينما تدعم دول غربية على رأسها الولايات المتحدة ما تصفه بـ”حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، هددت جماعات مسلحة في العراق وسوريا واليمن ولبنان بأنها ستشارك في الحرب بشكل مباشر في حال دخلتها أميركا إلى جانب إسرائيل، ولم يجد الداعون إلى التهدئة صدى لأصواتهم بعد.  

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: