رئيسي وبن سلمان على اتصال بشأن غزة.. الأول من نوعه منذ إعادة العلاقات بين البلدين

أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس الأربعاء اتصالاً هاتفياً بولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الأول من نوعه بين الجانبان وذلك لبحث الأوضاع في فلسطين و عملية طوفان الأقصى.

وفي هذا السياق قالت وكالة الأنباء السعودية “واس” إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تلقى اتصالاً هاتفياً، مساء الأربعاء 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. ذاكرة أن الاتصال بحث التصعيد العسكري الجاري حالياً في غزة ومحيطها.

وبحسب “واس” أكد بن سلمان أن المملكة تبذل الجهود الممكنة بالتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري، مشدداً على موقفها الرافض لاستهداف المدنيين بأي شكل وإزهاق أرواح الأبرياء، وعلى ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني، كما أشار إلى القلق البالغ من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والمساس بحياة المدنيين.

كما شدد على موقف المملكة الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

من جانبها أعلنت الرئاسة الإيرانية عن هذا الاتصال وقالت إن الرئيس إبراهيم رئيسي أوضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بتعميق وتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية على أساس مبدأ وحدة العالم الإسلامي وحسن الجوار، وذكؤ أن العلاقات بين الجانبين لها أهميتها وهي قادرة على المساعدة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي إشارة إلى المعتقدات والمصالح المشتركة للبلدين، خاصة في القضايا المتعلقة بالعالم الإسلامي، أضاف رئيسي أنه يجب على إيران والمملكة العربية السعودية باعتبارعما لاعبين رئيسيين في المنعطف الحالي، دعم الشعب الفلسطيني المظلوم.

وأشار رئيسي إلى أن “جذور التوترات الأخيرة تعود إلى القمع المستمر والتمييز المنهجي الذي يمارسه نظام الفصل العنصري الصهيوني ضد شعب فلسطين المضطهد، والذي لم ينجح في إحباط عزيمة هؤلاء الأشخاص في الدفاع عن حقوقهم وما نشهده اليوم هو ضربات عملية من قبل المقاومة ضد النظام الصهيوني الغاصب”.

وأوضح رئيسي أن “حكومة الكيان الصهيوني المتطرفة تنتقم لهزيمتها التاريخية أمام الشعب الأعزل والمظلوم، وفي عمل مشين قطعت المياه والكهرباء وإيصال الوقود والدواء إلى شعب غزة”، وأضاف: من واجب الدول الإسلامية أن تتعاون وتتقارب لإيقاف الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين، ويمكن لإيران والمملكة العربية السعودية المساعدة في توفير الحقوق القانونية للفلسطينيين ووقف عدوان وجرائم النظام الصهيوني.

واعتبر رئيسي الوضع الحالي للمنطقة بأنه نتيجة الحسابات الخاطئة المتكررة للدول الغربية وعلى رأسها أميركا، قائلا: إن الحل الأساسي الوحيد للمشكلة الفلسطينية باعتبارها المشكلة الأساسية للمنطقة هو الاهتمام بحقوق الشعب المظلوم في هذه الأرض، وانطلاقاً من ذلك ووفقاً لاقتراح الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يقرر جميع الفلسطينيين مصيرهم في عملية ديمقراطية وفي انتخابات حرة ونزيهة.

وتابع رئيسي إن التطورات الأخيرة أظهرت أنه لا يمكن حل هذه المشكلة دون الاهتمام بحقوق الشعب الفلسطيني؛ ونوه إلى أنه “لا شك بأن جرائم الصهاينة الأخيرة تتم بضوء أخضر من أنصار إسرائيل، لكن هذه التصرفات لن تؤدي بهم إلى تحقيق أهدافهم فقط، بل ستتسبب في توسيع وتكثيف حالة انعدام الأمن في المنطقة والعالم”.

من جانبها أوردت الرئاسة الإيرانية أن ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان أشاد بالجهود المتبادلة بين البلدين لتعزيز الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في فلسطين، وأضاف: أنا سعيد لما يبذل من جهود جيدة في اتجاه تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين إيران والمملكة العربية السعودية وما نشهده من تعاون وتقارب.

ووفق الرئاسة الأيرانية فإن ولي العهد السعودي وصف الأحداث الأخيرة في غزة بأنها مؤلمة وخطيرة حيث نقلت عنه قوله: إن ما يحدث فيما يتعلق بانتهاك حقوق الفلسطينيين يمكن أن يؤدي إلى تكثيف وتطور حالة انعدام الأمن في مناطق أخرى من العالم بما في ذلك الدول الغربية.

واعتبر محمد بن سلمان إلى أن الجميع اليوم، بما في ذلك الدول الغربية، أدركوا جيدا أن الفشل في حل القضية الفلسطينية يمكن أن يخلق الكثير من المشاكل لأنفسهم، وأضاف: إن تعاون طهران والرياض يمكن أن يلعب دورا فعالا في وقف الصراعات بأسرع ما يمكن، ومن ثم التعامل معها للتوصل إلى حل عادل وجذري للقضية الفلسطينية.