الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 سبتمبر 2023 07:22
للمشاركة:

سجادة إيرانية على مدخل البيت الأبيض: حرب ناعمة أم اختراق أميركي معاكس

أطلقت منصّة "سيمافور" بالتعاون مع قناة "ايران انترناشيونال" ما يمكن اعتباره حملة على شخصيات أكاديمية وباحثين أميركيين من أصل إيراني مقرّبين من دوائر القرار في واشنطن، ترتكز على رسائل إلكترونية مسرّبة قالوا إن مصدرها الخارجية الإيرانية، حيث تتضمن اتهامات لهذه الشخصيات بالتعاون مع طهران في جهودها الدبلوماسية خلال أوقات حرجة من المفاوضات النووية الخاصة بخطة العمل المشتملة المشتركة.

في ما يلي ترجمة مقال سولومون الكاملة:

في ربيع عام 2014، بدأ كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية جهدًا هادئًا لتعزيز صورة طهران ومواقفها بشأن قضايا الأمن العالمي – وخاصة برنامجها النووي – من خلال بناء علاقات مع شبكة من الأكاديميين والباحثين المؤثرين في الخارج. أطلقوا عليها اسم مبادرة خبراء إيران.

وقد ظهر نطاق وحجم مشروع هذه المبادرة في كمية كبيرة من مراسلات الحكومة الإيرانية ورسائل البريد الالكتروني التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة بواسطة Semafor وIran International. 

المسؤولون، الذين يعملون تحت قيادة الرئيس المعتدل حسن روحاني، هنّأوا أنفسهم على تأثير المبادرة: ثلاثة على الأقل من الأشخاص المدرجين في قائمة وزارة الخارجية كانوا، أو أصبحوا، من كبار المساعدين للمبعوث الخاص لإدارة بايدن إلى إيران روبرت مالي، الذي تم إعطاؤه إجازة في حزيران/ يونيو بعد تعليق تصريحه الأمني.

تقدّم الوثائق رؤى جديدة عميقة وغير مسبوقة عن تفكير وزارة الخارجية الإيرانية وأعمالها الداخلية في وقت حرج من الدبلوماسية النووية – حتى في ظلّ تشكيك آخرين منخرطين في مبادرة الخبراء الإيرانيين برواية طهران للأحداث، إن لم يكن إنكارها بشكل قاطع.

وتُظهر الوثائق كيف كانت إيران قادرة على القيام بهذا النوع من عمليّات التأثير التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة في كثير من الأحيان.

تم الحصول على رسائل البريد الإلكتروني وترجمتها بواسطة قناة “إيران إنترناشونال”، وهي قناة إخبارية تلفزيونية ناطقة باللغة الفارسية ومقرّها في لندن – والتي كان مقرّها لفترة وجيزة في واشنطن بسبب تهديدات الحكومة الإيرانية – وتمت مشاركتها مع “سيمافور”.

قدّمت “سيمافور” و”إيران إنترناشيونال” تقريرًا مشتركًا عن بعض جوانب مبادرة الخبراء الإيرانيين. أنتجت كلتا المنظّمتين قصصهما الخاصة بشكل مستقل.

وتكشف الاتصالات عن مدى وصول دبلوماسيي روحاني إلى دوائر السياسة في واشنطن وأوروبا، خاصة خلال السنوات الأخيرة لإدارة أوباما، من خلال هذه الشبكة.

وعرض أحد الأكاديميين الألمان في المعهد، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني، كتابة مقالات افتتاحية للمسؤولين في طهران. ويطلب آخرون، في بعض الأحيان، المشورة من موظّفي وزارة الخارجية بشأن حضور المؤتمرات وجلسات الاستماع في الولايات المتحدة وإسرائيل.

كان المشاركون في مبادرة الخبراء الإيرانيين كّتّابًا غزيري الإنتاج لمقالات افتتاحية وتحليلات، وقدّموا رؤى على شاشات التلفزيون وتويتر، وروّجوا بانتظام للحاجة إلى تسوية مع طهران بشأن القضية النووية – وهو موقف يتماشى مع إدارتَيْ أوباما وروحاني في ذلك الوقت.

تصف رسائل البريد الإلكتروني مبادرة معهد الطاقة النووية التي تم إطلاقها بعد انتخاب روحاني عام 2013، عندما كان يتطلّع إلى إيجاد تسوية مع الغرب بشأن القضية النووية.

ووفقاً لرسائل البريد الإلكتروني، تواصلت وزارة الخارجية الإيرانية، من خلال مركزها البحثي الداخلي – معهد الدراسات السياسية والدولية – مع عشرة أعضاء “أساسيين” للمشروع، والذي خططت من خلالهم للعمل على مدى الأشهر الثمانية عشر المقبلة لتعزيز مزايا الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن، والذي تم الانتهاء منه في تموز/ يوليو 2015.

كتب سعيد خطيب زاده، وهو دبلوماسي إيراني مقيم في برلين والمتحدث باسم وزارة الخارجية فيما بعد، إلى مصطفى زهراني، رئيس مركز البحوث السياسية والدولية في طهران، في 5 آذار/ مارس 2014، مع اكتساب المشروع زخمًا: “تتكوّن هذه المبادرة التي نطلق عليها اسم “مبادرة الخبراء الإيرانيين (IEI) من مجموعة أساسية مكونة من ستة إلى عشرة إيرانيين متميّزين من الجيل الثاني الذين يمتلكون علاقات وطيدة مع مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية الدولية الرائدة، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة”.

وتنوّعت اتصالاتهم بين اللغتين الإنكليزية والفارسية، والتي ترجمتها “إيران إنترناشيونال”، وتم التحقق منها بشكل مستقلّ من قبل “سيمافور”.

كتب خطيب زاده مرّة أخرى بعد أسبوع، في 11 آذار/ مارس، وقال إنه حصل على الدعم للمبادرة من اثنين من الأكاديميين الشباب – أريان طباطبائي ودينا اسفندياري – بعد اجتماع معهم في براغ: “اتفقنا نحن الثلاثة على أن نكون المجموعة الأساسية لمبادرة الخبراء الإيرانيين”.

وتعمل طباطبائي حاليًا في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” كرئيسة لفريق مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة، وهو المنصب الذي يتطلّب الحصول على تصريح أمني من الحكومة الأميركية. عملت سابقًا كدبلوماسية في فريق روبرت مالي للتفاوض النووي مع إيران بعد تولّي إدارة بايدن زمام أمور البيت الأبيض في عام 2021. 

وإسفندياري هي مستشارة كبيرة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة فكرية ترأّسها مالي من 2018 إلى 2021.

ولم تستجب كلا من طباطبائي واسفندياري لطلبات التعليق على مبادرة الخبراء الإيرانيين.

وأكدت الجهة التي تعمل إسفندياري لصالحها اليوم، وهي مجموعة الأزمات الدولية، مشاركتها في المبادرة. لكنّ مجموعة الأزمات، التي تروّج لحل النزاعات على مستوى العالم، قالت إنّ مبادرة الخبراء الإيرانيين كانت عبارة عن شبكة غير رسمية من الأكاديميين والباحثين لا تشرف عليها وزارة الخارجية الإيرانية، وأنها تلقّت تمويلًا من حكومة أوروبية وبعض المؤسسات الأوروبية، والتي رفضوا التعريف عنها.

كانت رسائل البريد الإلكتروني التي تناقش موضوع المبادرة جزءًا من مجموعة من آلاف مراسلات لزهراني التي حصلت عليها “إيران إنترناشيونال”. وتشمل هذه المراسلات نسخ جواز السفر، والسيرة الذاتية، والدعوات إلى المؤتمرات، وتذاكر الطيران، وطلبات التأشيرة. ليس من الواضح مدى اكتمال أو شمولية الوثائق المتعلقة بـ IEI.

ووفقاً لاتصالات وزارة الخارجية الإيرانية، فقد تسارع مشروع IEI بعد هذا التواصل الأولي. في 14 أيار/ مايو 2014، عُقد مؤتمر انطلاق في فندق Palais Coburg في فيينا – موقع المحادثات النووية الدولية. وتم إدراج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ضمن قائمة الحاضرين، وفقًا لرسالة بالبريد الإلكتروني، بالإضافة إلى أعضاء فريقه المفاوض النووي وثمانية ممثلين من مؤسسات الفكر والرأي الغربية. وكان دبلوماسيون إيرانيون على مستوى أدنى قد اقترحوا في البداية عقد الاجتماع في طهران، لكن نائب ظريف نصح بعدم القيام بذلك لأسباب لوجستية.

وكان ظريف يركّز خلال المناقشات في فيينا على ترقية أو إنشاء شخصية عامة يمكنها الترويج لوجهات نظر إيران على الساحة الدولية في ما يتعلّق بالقضية النووية، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني. وذكر على وجه التحديد النسخة الإيرانية من روبرت إينهورن، وهو دبلوماسي في إدارة أوباما وخبير في مجال الانتشار النووي، والذي كان ينشر بانتظام مقالات علمية عن البرنامج النووي الإيراني، وظهر في فعاليّات مراكز الأبحاث الأميركية والأوروبية.

وكتب الأكاديمي الألماني عدنان طباطبائي الذي حضر اجتماع المبادرة في فيينا، إلى ظريف باللغة الإنكليزية، بعد خمسة أيام من هذا الاجتماع: 

“لقد كنتَ على حق للغاية عندما قلتَ إنه من العار أنّ إيران ليس لديها بوب آينهورن الخاص بها – وهو شخص يمكنه جذب الاهتمام إلى قضية إيران بالطريقة التي يفعلها آينهورن مع الولايات المتحدة أو مجموعة 5+1 في هذا الشأن”.

كانت مجموعة 5+1 هي الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وألمانيا، والكتلة الدبلوماسية التي تتفاوض على الاتفاق النووي مع طهران. عدنان الطباطبائي لا علاقة له بأريان الطباطبائي.

كما عرض عدنان طباطبائي على وزارة الخارجية الإيرانية كتابة مقالات بشكّل خفيّ نيابة عنها. وقال طباطبائي لظريف في نفس البريد الإلكتروني: “قد يكون اقتراحنا هو أن نعمل كمجموعة على مقال (2000 كلمة) يتعلّق بالمحادثات الجارية. يمكن، على سبيل المثال، نشرها باسم مسؤول سابق، من خلال CSR أو IPIS – بالطبع بعد قيامك أنت وفريقك بمراجعة المقال”.

ورد وزير الخارجية بعد أربعة أيام، بنفس طريقة زهراني.. قبل ظريف الاقتراح وأوصى بنشر “هذه المقالات أو المقالات الافتتاحية” بأسماء مختلف الإيرانيين وغير الإيرانيين في الخارج، بالإضافة إلى المسؤولين السابقين. ليس من الواضح ما إذا كان قد تم نشر المقالات بالفعل من خلال هذه العملية، أو عدد المقالات التي تم نشرها.

ورفض عدنان طباطبائي التعليق على موضوع المبادرة، قائلاً إن تقارير “إيران إنترناشيونال” و”سيمافور” “مبنيّة على أكاذيب وافتراضات خاطئة في الواقع”. كما شكك في صحة المراسلات مع ظريف. قامت “إيران إنترناشيونال” بإجراء فحص جنائي لرسائل البريد الإلكتروني، ولم تجد أي تناقضات في البيانات الوصفية التي قد تشير إلى أنها غير حقيقية.

وسرعان ما مضت مبادرة IEI قُدُمًا في تحقيق أحد الأهداف الأساسية للمبادرة، ألا وهو نشر مقالات الرأي والتحليلات في وسائل الإعلام رفيعة المستوى في الولايات المتحدة وأوروبا، واستهداف صنّاع السياسات على وجه التحديد.

بعد أقل من شهر من اجتماع فيينا، أرسل علي واعظ من مجموعة الأزمات الدولية، وهو أحد تلاميذ روبرت مالي المدرج ضمن مبادرة الخبراء الإيرانيين، مقالاً عن نزع فتيل الأزمة النووية إلى زهراني من IPIS، قبل النشر. وكتب باللغة الفارسية في 4 حزيران/ يونيو 2014: “إنني أتطلّع إلى تعليقاتكم وملاحظاتكم”، وأرفق مقالاً بعنوان: “المخاطر المفاهيمية للدبلوماسية النووية مع إيران”.

وتُظهر رسائل البريد الإلكتروني أنّ الزهراني شارك المقال مع وزير الخارجية ظريف يوم وصوله، ثم نُشر بعد ذلك باثني عشر يومًا في مجلّة “ناشيونال إنترست”، تحت عنوان “معضلات زائفة في محادثات إيران”، مع بعض التغييرات الطفيفة في الصياغة.

ليس من الواضح ما إذا كان ظريف قد أجرى أي تعديلات لأنه لا يوجد رد منه عبر البريد الالكتروني. في حين أن العديد من مؤسسات الفكر والرأي ووسائل الإعلام لديها سياسات ضد مشاركة المقالات قبل النشر، قالت مجموعة الأزمات الدولية في بيان لـ Semafor إنها تلتمس بشكل روتيني ونشط آراء الجهات الفاعلة الأساسية المشاركة في الصراع، وتشارك النصوص ذات الصلة مع صانعي السياسات.

ووفقاً لرسائل البريد الإلكتروني، قامت أريان طباطبائي، المسؤول الحالي في البنتاغون، بزيارة وزارة الخارجية الإيرانية مرّتين على الأقل قبل حضور الأحداث السياسية. وكتبت إلى زهراني باللغة الفارسية في 27 حزيران/ يونيو 2014، لتقول إنها التقت بالأمير السعودي تركي الفيصل – السفير السابق لدى الولايات المتحدة – الذي أعرب عن اهتمامه بالعمل المشترك ودعاها إلى المملكة العربية السعودية.

وقالت أيضًا إنها دُعيت لحضور ورشة عمل عن البرنامج النووي الإيراني في جامعة بن غوريون في إسرائيل.

“أنا لست مهتمّة بالذهاب، ولكن بعد ذلك فكرت أنه ربما يكون من الأفضل أن أذهب وأتحدث، بدلًا من إسرائيلية مثل إميلي لانداو التي تذهب وتنشر معلومات مضلّلة. أودّ أن أسأل رأيك أيضًا وأرى ما إذا كنت تعتقد بأنني يجب أن أقبل الدعوة وأذهب”.

وأجاب زهراني في اليوم نفسه: “مع أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، يبدو أنّ الذهاب إلى السعودية فكرة جيّدة، لكنّ فكرة الذهاب إلى إسرائيل من الأفضل تجنبها. شكرًا”.

أجابت طباطبائي بعد ساعات قليلة: “شكرًا جزيلًا لك على نصيحتك. سأتخذ إجراءً في ما يتعلّق بالمملكة العربية السعودية وسأبقيكم على اطلاع دائم بالتقدم المحرز”. ولا يوجد أي دليل على أنّ طباطبائي ذهبت إلى المؤتمر في إسرائيل، على الرّغم من أنّ كتبها وتقاريرها البحثية تشير إلى أنها أجرت مقابلات مع عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين.

وقالت أريان طباطبائي لزهراني إنه من المقرّر أن تدلي بشهادتها أمام الكونغرس الأمريكي بشأن الاتفاق النووي. في 10 تموز/ يوليو 2014. كتبت أنه طُلب منها المثول أمام لجان متعددة في الكونغرس إلى جانب اثنين من الأكاديميين في جامعة هارفارد – غاري سامور ووليام توبي – الذين اعتبرتهم متشدّدين بشأن إيران.

“سوف أزعجك في الأيام المقبلة. سيكون الأمر صعبًا بعض الشيء نظرًا لأن ويل وغاري ليس لديهما وجهات نظر إيجابية بشأن إيران”.

شاركت طباطبائي مع زهراني رابطًا لمقالة نشرتها في صحيفة “بوسطن غلوب”، والتي أوجزت “الأساطير الخمسة عن برنامج إيران النووي”. وأوضح المقال سبب حاجة إيران إلى الطاقة النووية، وسلّط الضوء على فتوى، أو مرسوم ديني، يُزعم إنّ القائد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي أصدره بحظر تطوير الأسلحة النووية، باعتبارها مخالفة للإسلام. وشكك بعض المسؤولين الغربيين في شرعية الفتوى.

وقد تفاخر المسؤولان الإيرانيان اللذان يقفان وراء مبادرة الخبراء الإيرانيين – زهراني وخطيب زاده – أمام رؤسائهم في رسائل البريد الالكتروني الداخلية بنجاحات المبادرة، وقاما بتتبّع عدد المرّات التي كتب فيها الأكاديميون أو تم الاستشهاد بهم في وسائل الإعلام خلال الأسبوع الذي تلا التوصل إلى اتفاق نووي أولي بين طهران والقوى العالمية في 2 نيسان/ أبريل 2015 في لوزان، سويسرا. وتمت مشاركة البيانات الإعلامية مع آخرين في وزارة الخارجية الإيرانية في طهران.

وكتب خطيب زاده باللغة الفارسية: “بعد محادثتنا الهاتفية، أرفقت هنا لمراجعتك عددًا قليلاً فقط من أهمّ الأعمال التي نشرها بعض أصدقائنا خلال الأسبوع الذي تلا التوصّل إلى اتفاق لوزان الإطاري. كنا على اتصال دائم وعملنا بقوة على مدار الساعة. كان أداء بعض الأصدقاء واسع الحيلة مثل منفذ إعلامي بمفردهم”.

في 14 نيسان/ أبريل 2015، أرسل خطيب زاده بريدًا إلكترونيًا إلى زهراني، الذي أرسل بعد ذلك الرسالة إلى ظريف وأحد نواب وزير الخارجية في فريق التفاوض النووي، مجيد تخت روانجي. أرفق خطيب زاده عشرة مستندات Word منفصلة بالبريد الالكتروني، تشير كل منها إلى البصمة الإعلامية لكل أكاديمي في IEI. ومن بين هؤلاء، أريان طباطبائي، علي واعظ ودينا اسفندياري، وجميعهم عملوا بشكل وثيق مع مالي خلال العقد الماضي.

وتفاخر خطيب زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية بعد حين، في رسالة البريد الإلكتروني: “هذا بالإضافة إلى مئات التغريدات والمشاركات على الانترنت التي كانت بالتأكيد فريدة من نوعها وموجهة في حد ذاتها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعمال لم تُنشر باللغة الإنجليزية فحسب، بل أيضًا بلغات عالمية عدة أخرى”.

وأظهرت القائمة التي شاركها خطيب زاده أنه في أسبوع واحد، نشرت أريان طباطبائي أربع مقالات، بما في ذلك في مجلّة “فورين بوليسي”، وأجرت مقابلات مع صحيفة “هافينغتون بوست” ووكالة أنباء فارس الإيرانية، المرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي القوي، والتي تدعم في الغالب آراء طهران بشأن المحادثات النووية. وفي مقال نشرته مجلّة “ناشيونال إنترست” بالاشتراك مع دينا اسفندياري، قالا إنّ إيران “قوية للغاية” بحيث لا يمكن احتواؤها، وإنّ “طهران لا تحتاج إلى أي اتفاق لتمكينها وتعزيز موطئ قدمها في المنطقة”.

كان علي واعظ أيضًا غزير الإنتاج في تواصله الإعلامي. وقد تم الاستشهاد بمحلل مجموعة الأزمات الدولية في جميع الصحف الرئيسية في الولايات المتحدة تقريبًا، بما في ذلك “نيويورك تايمز”، و”وول ستريت جورنال”، و”واشنطن بوست”، و”لوس أنجلس تايمز”، منذ بدء مبادرة الخبراء الإيرانيين في آذار/ مارس 2014، وحتى الانتهاء من الاتفاق النووي الإيراني في تموز/ يوليو 2015.

إلى هنا تنتهي الترجمة لمقال سولومون من موقع منصة “سيمافور”.

من الجدير ذكره أنّ سولومون قد طُرد سابقًا من صحيفة “وول ستريت جورنال” بسبب صفقات مرتبطة بوثائق إلكترونية مسرّبة.

الردود

وعلى حسابه على “إكس”، ردّ واعظ على ما ورد في “سيمافور”، معتبرًا الأمر محاولة تحريض مباشر بحقه.

وذكّر واعظ بأنّ العمل التحليلي لمجموعة الأزمات الدولية كان دائمًا مستنيرًا بوجهة نظر جميع أصحاب المصلحة المعنيين، أي الذين تتّفق معهم المجموعة والذين لا تتفق معهم، بما يشمل كلّ القضايا التي يتمُّ تغطيتها، منها إيران.

وبعد أن لفت واعظ إلى أنه حضر 22 جولة من مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة، أكد رؤيته القاضية بأن حلّ النزاعات يحتاج إلى التحدّث مع الأشخاص المشاركين فيها من جميع الجوانب.

وأضاف واعظ أنّ هذا التواصل استمرّ مع مسؤولي مجموعة 5+1 والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، بما في ذلك أثناء المحادثات لإحياء الاتفاق في الفترة 2021-2022، وكذلك مع العديد من الحكومات بشأن مجموعة من القضايا المتعلّقة بإيران خارج الملف النووي.

وتساءل واعظ عن الأجندة التي يتبنًاها الذين حصلوا على المراسلات الالكترونية، وعن سبب وكيفية الكشف عن مراسلات عمرها عقد من الزمن.

بدوره اكتفى عدنان طباطبائي بإعادة نشر ما عبّر عنه شخصيات عدة من تضامن معه ضد الحملة التي استهدفته، من دون أن يكون له أي تعليق مباشر، كما فعلت تمامًا إسفندياري.

وفي السياق علّقت على المقال الكاتبة الأميركية من أصل إيراني أزاده معاوني، حيث اعتبرت أنّ محتوى المقال هو معلومات مضلّلة تمثَل سوء ممارسة إعلامية، وعبوة ناسفة للحياة المهنيّة للمحلّلين الفعّالين.

وفي منشور لها على “إكس”، وصفت الكاتبة مقال “سيمافور” بأنه يمكن إطلاق عليه العديد من الأسماء، ولكن “بالتأكيد ليس تقريرًا.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: