الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 أغسطس 2023 11:53
للمشاركة:

“طهران تايمز” تكشف “الرسالة التي أسقطت مالي”

صحيفة "طهران تايمز" تكشف رسالة تم توجيهها إلى المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى أيران روبرت مالي توضح أسباب عزله من منصبه، وهي تشمل سلوكه الشخصي سوء استخدام المعلومات.

على الرغم من كلّ الضّحة التي أحاطت بإقالته، فإنّ حادثة المرتبطة بمالي تتّسم بالغموض والالتباس، حيث لا يعرف سوى عدد قليل من الناس أبعادها الكاملة. وقد أثار هذا غضب الكثيرين في الكابيتول هيل، ودفعهم إلى المطالبة بإجابات واضحة من إدارة بايدن في ما يتعلّق بتعليق التصريح الأمني لمالي.

أرسل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايكل ماكول رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يطالب فيها بإجابات بشأن مالي.

وكتب ماكول: “تشير التقارير الإعلامية إلى أنّ المبعوث الخاص لإيران روبرت مالي تم إعطاؤه إجازة غير مدفوعة الأجر بعد تعليق تصريحه الأمني في وقت سابق من هذا العام، وسط تحقيق في سوء التعامل المحتمل مع وثائق سرية. تثير هذه التقارير مخاوف جدية في ما يتعلّق بسلوك مالي وما إذا كانت وزارة الخارجية قد ضلّلت الكونغرس والرأي العام الأميركي”.

وانتقد ماكول أيضًا وزارة الخارجية لفشلها في إبلاغ الكونجغرس بالتفاصيل الكاملة لقضية مالي.

وعلى الرغم من المطالب الملحّة من الكونغرس، ظلّت إدارة بايدن ملتزمة الصمت بشأن مالي، في حين أن قصة مالي مليئة بالتفاصيل التي تظهر أنه يعرّض الأمن القومي الأميركي للخطر، بحسب مذكرة حصلت عليها صحيفة “طهران تايمز”.

في 21 نيسان/ أبريل، تلقى مالي مذكرة من مديرة مكتب الأمن الدبلوماسي إيرين سمارت لإبلاغه بأسباب سحب تصريحه الأمني.

في هذه الرسالة، قررت سمارت أنّ “استمرار أهلية مالي للأمن القومي لا تتّفق بشكل واضح مع مصالح الأمن القومي”، وفقًا للوثيقة التي اطلعت عليها صحيفة “طهران تايمز”.

وتُعدِّدُ المذكّرة ثلاثة أسباب لتعليق التصريح الأمني لمالي، والتي تشمل الإجراءات التي تتعلّق بالسلوك الشخصي، التعامل مع المعلومات السرية واستخدام تكنولوجيا المعلومات.

“تلقى مكتب DS لأمن الموظّفين (DS/SI/PSS) معلومات تتعلّق بك تثير مخاوف أمنية خطيرة، ويمكن أن تؤدي إلى استبعادك بموجب المبادئ التوجيهية القضائية للأمن القومي E (السلوك الشخصي)، K (التعامل مع المعلومات المحمية)، وM “(استخدام تكنولوجيا المعلومات)”، كما جاء في رسالة سمارت بإيجاز لمالي.

بعد شرح الخطوات التالية، طلبت سمارت من مالي تسليم بطاقة هوية المبنى الخاصة به وأي أوراق اعتماد صادرة عن الحكومة وجواز سفره الدبلوماسي.

ولم يتم الإبلاغ مسبقًا عن التفاصيل الكاملة لتعليق التصريح الأمني لمالي.

ولا تذكر المذكرة أمثلة لكيفية تعريض سلوك مالي الشخصي للأمن القومي الأميركي للخطر، أو كيف أساء التعامل مع المعلومات المحمية، لكنّ صحيفة “طهران تايمز” ذكرت في وقت سابق إنّ اتصال مالي المشبوه بمساعديه من أصل إيراني ساهم في سقوطه.

كان لدى مالي اتصالات واسعة النطاق مع شبكة من الشخصيات الإيرانية – الأميركية، بدءًا من علي واعظ وولي نصر إلى تريتا بارسي، قبل تولّيه منصبه. ولا يزال ابنه يعمل مع بارسي في معهد كوينسي.

خلال فترة عمله كمبعوث لإيران، كان مالي على اتصال وثيق مع واعظ على الأقل، وفقًا لتقرير سابق لصحيفة “طهران تايمز”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشفت الصحيفة عن وثيقة سرّية تحدّد الجهود التي بذلها مالي وواعظ خلف الكواليس لتنظيم ما يمكن تسميته بانقلاب دبلوماسي في إيران خلال الاضطرابات المتعلّقة بوفاة الشابة مهسا أميني عام 2022.

ووفقاً لهذه الوثيقة، أعدّ فايز قائمة تضم 14 شخصية إيرانية، كجزء من جهد أوسع تبذله وزارة الخارجية لتصعيد الضغوط على إيران. وتضمّنت القائمة العديد من الشخصيات المعارضة؛ إلى جانب أفراد أقلّ شهرة.

غالبية المدرجين في القائمة غير معروفين للجمهور، وقد أعرب بعضهم عن رهبتهم بعد نشر أسمائهم في صحيفة “طهران تايمز”، مشيرين إلى أن واعظ إما أدرج أسماءهم من دون علمهم أو أنهم لم يتوقعوا أنّ واعظ سيكشف الأمر.

يمكن أن يكون عرض القائمة مثالاً على سلوك مالي الشخصي غير اللائق، أو سوء التعامل مع المعلومات السرّيَة. وبطبيعة الحال، يظل هذا الأمر مجرّد تكهّنات، نظرًا لأنّ المذكّرة متحفّظة بشأن الأمثلة عن مخالفات مالي.

"طهران تايمز" تكشف "الرسالة التي أسقطت مالي" 1
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: