الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 أغسطس 2023 14:52
للمشاركة:

تجنبًا لعودة عقوبات دولية.. هل ستضطر طهران للتوافق مع واشنطن قبل تشرين الأول/ أكتوبر؟

تضغط الولايات المتحدة على إيران لوقف بيع طائرات مسلّحة من دون طيار إلى روسيا كجزء من المناقشات بشأن "تفاهم غير مكتوب" أوسع نطاقاً بين واشنطن وطهران لتهدئة التوترات واحتواء أزمة نووية طويلة الأمد.

وبحسب تقرير كتبه كلا من اندرو انغلاند وفيليسيا شوارتز في صحيفة “فاينناشل تايمز” البريطانية فإن إدارة بايدن أثارت هذه القضية مع النظام الإسلامي في محادثات غير مباشرة في قطر وسلطنة عمان هذا العام.

وقالت المصادر التي نقل التقرير عنها إن المناقشات في هذا المجال جرت إلى جانب مفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى أدت إلى نقل طهران أربعة مواطنين إيرانيين – أميركيين من السجن إلى الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي.

ووفقًا لمسؤول إيراني وشخص آخر مطلع على المحادثات، فإنّ الولايات المتحدة تريد من إيران التوقف عن إمداد روسيا بالطائرات من دون طيار، التي تستخدمها موسكو في الحرب في أوكرانيا، وكذلك قطع غيار هذه الطائرات.

وأضاف المسؤول أنّ طهران – التي تنفي رسميًا استخدام طائراتها المسيّرة في أوكرانيا – طلبت مرارًا من موسكو التوقف عن استخدامها في الصراع، لكن واشنطن أرادت “المزيد من الخطوات الملموسة”.

الصحيفة البريطانية اعتبرت أن تبادل ناجح للأسرى وأي اتفاقيات غير رسمية إضافية سيمثل أول اختراق للرئيس الأميركي جو بايدن بشأن إيران بعد أكثر من عامين من المحادثات المتقطعة وغير المباشرة مع النظام، والتي سعى من خلالها إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته طهران مع القوى العالمية، وتخفيف التوترات في الشرق الأوسط.

في هذا السياق، أوردت “فايننشال تايمز” عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين قوله يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تتبع استراتيجية الردع والضغط والدبلوماسية لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، ومحاسبة طهران على انتهاكات حقوق الإنسان و “تزويد روسيا بطائرات مسيّرة تُستخدم في الحرب ضد أوكرانيا”.

وتابع بلينكين: “لقد كنّا واضحين أنّ إيران يجب أن تهدّئ من التصعيد لخلق مساحة للدبلوماسية المستقبلية. إنّ إخراج معتقلينا من السجن إلى أماكن الاحتجاز المنزلية لا يرتبط بأي جانب آخر من جوانب سياستنا تجاه إيران”.

يأمل المفاوضون أن تؤدي المحادثات غير المباشرة إلى اتفاق الطرفين على إجراءات خفض التصعيد. بالنسبة لإيران، فإنّ هذا يعني الموافقة على عدم تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 60%، وتحسين تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتعهّد بعدم استهداف الأميركيين، حسبما قال المسؤول الإيراني وشخص آخر مطلع على المحادثات.

وقال المسؤول الإيراني إنّ واشنطن ستمتنع في المقابل عن فرض عقوبات جديدة في بعض المجالات، باستثناء تلك المتعلقة بحقوق الإنسان، ولن تراقب بشكل صارم العقوبات المفروضة بالفعل على مبيعات النفط.

تريد الجمهورية الإسلامية من الولايات المتحدة إقناع الحلفاء الأوروبيين بتخفيف الضغط على إيران أيضًا، حيث يتعرّض اقتصادها للاختناق بسبب العقوبات الأميركية المفروضة بعد أن تخلّى الرئيس السابق دونالد ترامب عن الاتفاق النووي لعام 2015.

قال المسؤول الإيراني إنّ القلق في طهران هو أنّ المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، الأطراف الأوروبية الموقعة على اتفاق 2015، قد تسعى إلى إعادة فرض بعض العقوبات بمجرّد انتهاء بنود الاتفاق النووي التي تقيّد برنامج إيران للصواريخ الباليستية في تشرين الأول/ أكتوبر.

وقال المسؤول: “نحن قلقون للغاية بشأن تشرين الأول/ أكتوبر. نتوقّع أن تخفف [الولايات المتحدة] الضغط على إيران من جهات مختلفة”.

وأضاف المسؤول أنّ الولايات المتحدة وإيران توصلتا إلى اتفاقات بشأن معظم القضايا، لكن المناقشات – التي تجري من خلال وسطاء – ستستمر في قطر وعمان، لا سيّما بشأن روسيا.

وقال الشخص المطلع على المحادثات إنّ تبادل الأسرى لا يعود فقط لإجراءات خفض التصعيد، لكن مثل هذه الخطوة يمكن أن تساعد في بناء الثقة بين الطرفين. وقال مسؤول غربي إن صفقة الأسرى كانت شرطًا مسبقًا لأي تقدم في الخطوات النووية لخفض التصعيد.

لكن الدبلوماسي حذّر أيضًا من أنّ “هناك فجوة كبيرة جدًا بين إجراء تلك المحادثة [بشأن إجراءات خفض التصعيد]، حيث أن مضمون حديث فرد إيراني لا يعني أن النظام الإيراني بأكمله لديه استعداد لتطبيقه”

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: