الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 يوليو 2023 20:26
للمشاركة:

مصنع طائرات مسيرة في تتارستان.. أخر نتائج شراكة إيران وروسيا العسكرية؟

تقرير لمجموعة صحافيين نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، يتحدث عن مصنع جديد للطائرات المسيًرة يعكس وفق الصحيفة مدى التعاون العسكري الروسي – الإيراني الموجه إلى أوكرانيا.

تضمّنت الشراكة السرية الروسية – الإيرانية في مجال الطائرات المسيّرة تعاونًا وثيقًا في مصنع جديد في جمهورية تتارستان الروسية، حيث حوّلت موسكو مصنعًا للطائرات المسيّرة لتزويد جهودها الحربية في أوكرانيا.

وأنتجت شركة “الباتروس”، الشركة العاملة في موقع رئيسي للتعاون الروسي – الإيراني، طائرات استطلاع مسيّرة لوزارة الدفاع الروسية، وقد سلّمت ما يقرب من 50 طائرة للقتال في شرق أوكرانيا.

يقع المصنع في قلب شراكة تكنولوجية موسعة مع طهران، التي اعتمدت موسكو على خبرتها لتأسيس قدرة محلية لبناء طائرات مسيّرة لدعم غزوها وتجنّب المزيد من العقوبات الغربية.

ازداد النشاط في المنشأة الروسية في الأشهر الأخيرة، حيث أطلق مجمع الأعمال هذا حملة توظيف لمهندسي الطائرات المسيّرة والمتحدثين باللغة الفارسية القادرين على ترجمة “المستندات التقنية”، وفقًا للإعلانات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

قامت مجموعة “الباتروس”، وهي مجموعة روسية كانت متخصصة سابقًا في تكنولوجيا الزراعة، ببناء مصنعها الجديد داخل منطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة في تتارستان – وهو موقع زعمت الولايات المتحدة إنه مركز الجهود التي تدعمها طهران لتطوير قدرة روسيا في صنع الطائرات من دون طيار.

في مقطع فيديو نُشر الشهر الماضي، أظهرت وزارة الدفاع الروسية جنودًا في أوكرانيا يُطلقون طائرات استطلاع من دون طيّار، يشار إليها باسم طائرات “الباتروس”. وقالت الشركة في بيان لوسائل الإعلام الحكومية الروسية إنها زوّدت 50 طائرة مسيرة من طراز إم 5. تبدو الطائرات مماثلة لتلك التي يتم بناؤها في مصنع ألابوغا.

في شباط/ فبراير، أفاد معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز فكري في واشنطن، لأول مرة أنّ “الباتروس” قد أثبتت وجودها في ألابوغا، وأشار إلى أنه تم وضع إعلانات وظيفية في المنطقة لمهندسي الطائرات من دون طيار. اعتبارًا من تشرين الأول/ أكتوبر 2022، سعت منطقة الأعمال إلى المرشحين للوظائف تحت عناوين مثل “مدير إنتاج الطائرات من دون طيار”، و”مصمم الطائرات من دون طيار” و”كبير تقنيي الطائرات من دون طيار”.

وجدت Airwars، وهي مجموعة لمراقبة النزاعات ومقرها في Goldsmiths، وهي كلية تابعة لجامعة لندن، أنّ العديد من الإعلانات للوظائف المتعلّقة بالطائرات من دون طيار تطلب معرفة “عمليات الهندسة العكسية”.

بالإضافة إلى ذلك، وجدوا أنّ مجمع الأعمال قد نشر أيضًا إعلانات للمترجمين الفوريين الفارسيين الذين سيُطلب منهم السفر وأداء الترجمة الفورية وترجمة المستندات الفنية.

في حزيران/ يونيو، أصدر البيت الأبيض صور أقمار صناعية حددت مبنيين في منطقة ألابوغا كجزء أساسي من محاولات إيران لمساعدة موسكو على زيادة قدرة طائراتها المسيّرة.

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: “نحن قلقون أيضًا من أنّ روسيا تعمل مع إيران لإنتاج طائرات إيرانية من دون طيار من داخل روسيا”.

صنَفت Financial Times وAirwars “الباتروس” كصانع للطائرات في أحد تلك المباني. تصريحات “الباتروس” عن مساحة مرافقها تتطابق مع أبعاد أحد المباني. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنّ العنوان المدرج على موقع Albatross على الويب يتوافق مع الموقع المحدد بواسطة صورة الولايات المتحدة.

قال الخبير في الأسلحة المستقلة في مركز التحليلات البحرية صامويل بينديت: “إذا أرادت روسيا أن تفعل شيئًا خفيًّا مع إيران، فهذا موقع مفيد. إنه يقع على نهر يصب في نهر الفولغا، لذا يمكنك إحضار أجزاء عن طريق السفن من إيران سرًا.

وأضاف: “إنه قريب جدًا من قازان، أحد مراكز التصنيع ذات التقنية العالية في روسيا. كل ما عليك فعله هو القيام برحلة بحرية بالقارب”.

زوّدت إيران روسيا بمئات من طائرات “شاهد” من دون طيار، والتي تم استخدمها في أسراب لاستهداف البنية التحتية والأحياء الأوكرانية. ومع ذلك، لم تجد FT وAirwars دليلاً على تصنيع طائرة من طراز “شاهد” في المصنع. وفقا للاستخبارات الأميركية، اشترت موسكو مئات الطائرات من دون طيار من طهران.

زعم البيت الأبيض إنّ ألابوجا كانت موقعًا صناعيًا لا يزال يتوسع، حيث يمكن أن يبدأ تشغيل مصنع إيراني – روسي للطائرات من دون طيار بكامل طاقته في أوائل العام المقبل.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: