الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 يونيو 2023 16:05
للمشاركة:

منابر السنّة في العراق… عشرون عاماً من العلقم

صورة الشيخ عدايّ الغريري الكوميدية ليست دقيقة تمامًا، رغم أنه ترك هذا الانطباع لدى من يصلّون خلفه صلاة الجمعة في مسجد عمر المختار وسط بغداد، ومن يتابعونه على منصات التواصل الاجتماعي.

عالم دين يتناول الأوضاع العامة بأسلوب ساخر ومضحك، وقد مُنعَ من إلقاء الخُطب في إحدى المرات لهذا السبب. التقيناه في المسجد. لم يكن كوميدياً كما في الخُطب، بل مُثقلاً بالهموم. تفرّق المصلّون وبقينا وحدنا مع حامل شهادة الدكتوراه في الفقه الإسلامي من جامعة ماليزيّة.

 كان الشيخ حادًا في كلامه. هكذا بدا بالصوت ولغة الجسد. ضرب يده على مكتبه الخشبي ضربةً سيسمعها من في الخارج حتماً. وجهٌ متعرّقٌ من الغضب والحرّ، وبنبرة غاضبة، قال لـ”جاده إيران”: “أريد أن أضع النقاط على الحروف، وأذهب فداءً لكلامي. نحن في محنة وأيّما محنة. الخطيب والإمام السني يمشي على شوك ولا أحد يحميه إذا تكلّم”، مشيرًا إلى “قيود” تكبّل علماء الدين السنّة وتمنعهم من التطرّق علنًا لوضع طائفتهم في العراق.

رددّ الشيخ الشكاوى التي هيمنت على الخطاب السنّي العام في العراق منذ عام 2003: التمييز الحكومي، الاعتقال وانعدام التوازن مع الشيعة في التمثيل داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية، وهو ما ندّد به السنّة في اعتصامات شهدتها مدنهم في غرب وشمال العراق عام 2013، حيث طالبوا خلالها بالإفراج عن نساء سنّيات معتقلات، ووقف الاعتماد على “معلومات كيدية يقدّمها مخبرون سريون”.

منابر السنّة في العراق… عشرون عاماً من العلقم 1

 تضاعفت المشاكل من جرّاء سيطرة تنظيم “داعش” على مدنهم بين 2014 – 2017. “الوضع يزداد سوءًا”، هكذا ختم الغريري تصريحه الأول.

انتهت المعارك الأساسية في 2017، وأعلنت القوات العراقية انتصارها على “داعش”، وخلّفت الحرب آلاف المدنيين القتلى، ونزوح ستة ملايين شخص مع أضرار في المنازل والبنى التحتية والمنشآت العامة، قدّر رئيس الحكومة وقتها حيدر العبادي تكلفة إعادة إعمارها بـ100 مليار دولار.

بمرور الأيام، ومع انحسار العمليات العسكرية إلى أماكن نائية، بدأت عمليات البناء وصرفت السلطات تعويضات للمتضرّرين بفعل القتال، وعاد نحو خمسة ملايين نازح، بحسب إحصاءات رسمية، إلى مناطقهم حتى الآن برغم الشكاوى من نقص الخدمات.

كما لا يزال آلاف العراقيين، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات عناصر في “داعش”، محتجزين في مخيم “الهول” شمال سوريا، تقوم السلطات العراقية على دفعات بنقلهم إلى مخيّمات خاصة.

الأنبار، ضمنها الفلوجة، التي كانت معقلاً للمتشددين بعد عام 2003، والتي شهدت معارك عنيفة ضد القوات الأميركية، ولاحقاً مع الجيش العراقي، تصدّرت الواجهة في ما يتعلّق بالإعمار واستعادة الأمن، لتلحقها نينوى، باستثناء بضعة مناطق منها تتنازع عليها الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، هناك حيث وجد حزب العمّال الكردستاني المتقاتل مع تركيا موطئاً له.

وفي حين يتنازع الوقفان السني والشيعي على أماكن دينية تاريخية في صلاح الدين، شهدت محافظة ديالى في الأشهر الماضية هجمات مسلّحة أثارت توترات طائفية.

في هذه المدن، تفرض قوات الحشد الشعبي التي تشكلّت بفتوى من المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني لقتال “داعش” وجودها بقوّة، وتعقد هناك تحالفات متشعّبة.

ولم تُجْدِ نفعاً مساعي السنّة السياسية والاجتماعية لإعادة أغلب النازحين من جرف الصخر شمال بابل، حيث تنتشر قوات شيعية قوية.

أما منطقة الطارمية فقد شهدت هجمات متكرّرة يشنّها “داعش”، أدت إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن العراقية، وهو ما يدفع أطرافًا شيعية إلى الدعوة لـ”استنساخ تجربة جرف الصخر” في الطارمية، أي إخلائها من السكان.

وتتمثّل الطائفة السنية بكتلتين في مجلس النواب، يتزعّم إحداها رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وهي تختلف مع الكتلة الأخرى بشأن قضايا عديدة، فيما أعلن قادة سنّة سابقون – ممن قادوا الاعتصامات في 2013 وتواروا بعدها عن الأنظار إثر صدور مذكّرات توقيف بحقهم ليعودوا لاحقًا إلى الواجهة بتسويات سياسية – تشكيل تحالف جديد.

بدا عدي الغريري مُثقلاً بهمّ الدفاع أمام الصورة النمطية المنتشرة ضمن فئات عراقية عن السنّة في البلاد. تُهمة الإرهاب “لا تزال تُوجّه للفرد السنّي لأسباب طائفية” كما يقول، مضيفاً أنّ السجون تحتوي على 85 ألف معتقل من أهل السنّة، فضلّا عن آلاف المغيبيّن مجهولي المصير.

ويطرح الغريري بعض الأسئلة المتداولة: “ما هي مصادر تسليح (داعش)؟ وكيف نجح في تهريب معتقلين متشددين من سجنَيْ أبو غريب والتاجي المحصّنين عام 2013؟ وكيف كانت أرتاله تتنقّل بين العراق وسوريا من دون التعرّض لها؟ ولماذا سُمح للتنظيم بالاستيلاء على أسلحة ثقيلة من ثكنات الجيش بعد هروب الجنود وقادتهم”؟

ينطلق الشيخ من هذه الأسئلة لينفي مسؤولية السنّة عن وقوع مدنهم شمال العراق وغربه في قبضة “داعش” صيف 2014.

ما علاقة ذلك بالخطاب الديني؟ يحاول الشيخ الإجابة على هذا السؤال بالتالي: “إنّ الناس كانوا يطلبون من رجال الدين والخطباء إيصال معاناتهم وشكاواهم عبر منبر المسجد، لكن اليوم لا يستطيع الخطيب أن يتحدّث لأنه سيُعتقل في اليوم التالي إذا فعل ذلك”، مما أدى برأيه إلى “ضِعف تأثير الخطاب الديني الذي لم يعد يلامس هموم المجتمع”.

 هكذا، يروي الشيخ تعرّضه لـ “مضايقات” بسبب خطابه، ويتّهم مسؤولين حكوميين “بالضغط على الوقف السني لإسكاته”، ثم يتابع: “لا يريدون انتقاد الأوضاع السيّئة وإيقاظ النائمين”.

يشكّك الغريري بأجندة وعمل مسؤولين وقادة سياسيين سُنّة، ويرى أنّ “الأحزاب الشيعية الحاكمة هي من تختار السنّة الذين يشغلون مناصب حكومية، بمعنى أنهم يعملون لصالح هذه الأحزاب التي يجب أن توافق على قراراتهم بعد اتخاذها”.

ويخلص الغريري إلى التحذير من مغبّة استمرار الأوضاع على حالها: “القدِر الذي يفور ما بداخله سينفجر غطاؤه في النهاية، والإنسان يفعل كلّ شيء إذا جاع مع أهله. ليس السنّة وحدهم بل حتى الشيعة في جنوب العراق يعانون من الجفاف والبطالة وتدنّي المعيشة وخدمات التعليم والصحة، ويتظاهرون باستمرار ويتعرّضون للقتل”.

التحذير ذاته كرّره عضو الهيئة العليا في المجمع الفقهي العراقي – المؤسسة السنية البارزة التي تتولى الإفتاء والتدريس – وإمام مرقد معروف الكرخي، أحد أقدم مزارات بغداد، الشيخ حامد الشيخ حمد، وإن بنبرة أخف.

وقال خلال لقائنا به داخل المزار إنّ “وجود سجناء أبرياء يجعل عائلاتهم تئنّ ليل نهار”، منبّهًا من أنّ “استيلاء” الوقف الشيعي على أماكن دينية سنية في سامرّاء “يهدّد تماسك المجتمع ويؤثر على المسلمين أينما تواجدوا”.

بدوره تحدث رئيس المجمع الفقهي الشيخ أحمد حسن الطه عن قضية الأوقاف المتنازع عليها في لقاء متلفز العام الجاري، وجاء على لسانه: “لماذا مدرستك الدينية ومسجدك مفتوحان، ومدرستي ومسجدي مغلقان؟ انفعال الناس يزداد ونحن في الحقيقة يجب أن نضغط على هذه المشاعر الخاصة درءاً لفتنة أقبح”.

وتساءل الطه عن السبب في إثارة هذه القضايا “بعد فترة قصيرة على تولّي رئيس الحكومة (محمد شياع السوداني)، الذي تستبشر به الناس خيراً وأظهر أنه يختلف عن سابقيه”.

البياتي: لن يطول سكوتُنا

في مسجد الأنبياء المعروف في حي الأعظمية، أبرز الأحياء ذات الديموغرافية السنية في العاصمة، التقينا إمام وخطيب جامع أمّ القرى، وعضو المجلس العلمي المركزي في الوقف السني، الشيخ مصطفى البياتي، وهو يشرف على عمل الخطباء وامتحاناتهم وتقييمهم.

ذكّر الرجل بأنه شارك في “اعتصامات السنّة في 2013″، وبأنه اعتُقل خلال هذه الاعتصامات، معتبرًا إياها ثاني صفحة مشرقة في تاريخ طائفته في العراق بعد مقاومة الاحتلال الأميركي، الذي لم ينسَ للطائفة السنية ذلك ومكّن الأخرين منها، بحسب تعبيره.

يرى البياتي أنّ احتجاجات تشرين التي شهدتها مدن وسط وجنوب العراق عام 2019 هي ثمرة من ثمار حراك السنّة، لكنها لم ترقَ إلى سلميّتهم.

وبنفس المنحى الذي اتخذه الغريري، يقول البياتي لـ”جاده إيران”: “الضرر البليغ الذي لَحِقَ بالمجتمع السنّي بسبب داعش يفوق ما لحق بالشيعة والكرد، فمُدُننا استبيحت وتُركنا على أسوار بغداد نبحث عن كفيل (شرط وضعته السلطات لدخول العاصمة)، وقُتل خيرة علمائنا وكفاءاتنا وشبابنا، وقد أثّرت مخيّمات النزوح على التربية المجتمعية للسنّة الذين يمتازون بتربيتهم القيادية وعدم الخضوع”.

وأردف: “أما الآن، فقد بدأ المجتمع السنّي يتجاوز الأزمة، لكن بعض القيادات السياسية المحسوبة زوراً وبهتاناً على السنّة تجعل هذا التعافي بطيئاً”.

رغم ذلك، وخلافاً للشيخ الغريري، نفى البياتي وجود أي قيود على خطاب رجال الدين السنة، مستدلاً على ذلك بتجربته الشخصية: “لا زلنا نطالب بإقرار قانون العفو العام، والتوازن داخل مؤسسات الدولة، ومنح حقوقنا كاملة. لم نغيّر شيئاً. الطريق إلى الله ليس معبّدا بالزهور، وبالطبع تتعرّض لضغوط من هنا وهناك، لكن ليس بمستوى أن يكون خطابك مراقباً مئة في المئة”.

رئيس رابطة أئمة وخطباء الأعظمية أيضاً، قدّم موقفاً يعتمده علماء دين سنّة منذ أحداث 2014 وما تلاها، إذ يقول: “نحن ندعم تقوية السلطة، لأنّ هذا هو الحل للجماعات الخارجة عن القانون وداعش. العالم يتجه لدعم السلطة، فلماذا تعارض هذا التوجّه العالمي وما هي إمكانياتك؟ لماذا لا تكون واقعياً”؟

وشكا البياتي “قيام شرذمة قليلي أصل ودين ووطنية وغيرة بالإساءة المتكرّرة لمقام أبو حنيفة، وهم يمرّون من أمامه ويردّدون هتافات تطعن بالسيدة عائشة وسيدنا عمر، وهو فاتح العراق ويدين له شعبه بالفضل، والتهديد بشعار: لكم يوم أيها الوهابية”؟

ووجّه البياتي رسالة إلى الأحزاب الشيعية قائلاً: “العالم كله يراقبكم وينظر إليكم كيف تحكمون. تعاملوا مع كل المكوّنات بإحسان، وعندها ستنجحون. السنّة أصل هذا البلد، ولا يستقر إلا باستقرارهم. سكوتهم لن يستمرَّ ولن يبقَ شيئٌ على حاله. لا تجعلوا اللاعب السني يلتجئ إلى الخارج”.

سألناه عن ورقة الاتفاق السياسي بين القوى السنية والشيعية والتي تشكّلت الحكومة الحالية بناءً عليها، وتضّمنت إقرار قانون العفو العام المُعترض عليه من جانب كتل شيعية في البرلمان، فقال البياتي “لست متفائلاً وإذا تحقق من هذه الورقة 50 بالمئة فهو إنجاز”.

تركنا طاعة الحاكم فانقلبنا

تختلف مواقف الشيخ خالد الملّا عن كثيرين غيره من معظم علماء الدين السنّة. هو الذي تبنّى خطاباً واضحاً قريبًا لإيران وحلفائها (المعروف بمحور المقاومة).

أسّس الملّا في عام 2007 “جماعة علماء العراق” لمواجهة خطاب ديني سنّي كان يدعو لمقاطعة الانتخابات وعدم الانخراط في المؤسسات الأمنية والعسكرية، وقبلها الامتناع عن المشاركة في كتابة الدستور عقب الإطاحة بنظام صدّام حسين، وهو يعزو جزءاً من المشاكل التي عانى منها السُنّة في ما بعد إلى هذه المواقف والخطابات.

خلال لقائنا به في منطقة الكرادة وسط بغداد، وصف الملّا حال السنّة في العراق بعد 2003 بسيارة انقلبت وأخذت تتدحرج بسبب التخلّي عن عقيدة طاعة استمرّت لقرون، وهي أنّ طاعة الحاكم الذي هو رئيس السلطة التنفيذية، من طاعة الله ورسوله، إلا إذا منع الصلاة.

تناول الشيخ نسخة من “اللباب في شرح الكتاب”، وهو مصنّف معروف في الفقه الحنفي، وقال: “هنا تجد أنّ صلاة الجمعة غير جائزة ما لم يحضرها السلطان أو من يوكّله، بينما اليوم هناك خطباء سنّة يشتمون المسؤولين وأهلهم، ويتحدثون بما لا يمكن لأي خطيب في العالم قوله”.

وللمقارنة، روى الملّا حادثة حصلت خلال حكم نظام صدام حسين مفادها بأنّ عالم دين دعا الله أن يحفظ القادة، (بصيغة الجمع)، وليس القائد، فأمر صدّام بمنعه من الخطابة ما دام حيًّا.

الشبّان يتخلّفون عن المساجد

في بدايات شبابه، تردّد معتز عبد (33 عاماً) على المساجد، وتعرّف على تأثير الاختلاف السياسي والفكري على الخطاب الذي تقدّمه.

أحد تلك المساجد كان في منطقة أبي صيدا في ديالى، وكان خطيبه موالياً لتنظيم “القاعدة”، فلم تَطُل زيارات معتز لذلك المسجد حيث لم يعجبه ما كان يُقال هناك. عندما دخل مسلّحو “داعش” إلى بيجي عام 2014، مكث هناك لأيام ثم غادر إلى بغداد حيث عمل سائق أجرة ودرّس في الجامعة.

أكد عبد لـ”جاده إيران” أنّ “المجتمع السنّي عرف الحقائق ومدى خطورة الخطاب المتطرّف على حياته”، وأكمل: “سلوكيّات داعش دفعت بعض من أعرفهم إلى ترك التديّن، وتخلّت نساؤهم عن الحجاب، ولم يعد الشبّان يُقبلون على المساجد كما السابق، وانتشر الإلحاد في أوساطهم”.

يعلّق الشيخ حمد على هذا الأمر ويقول: “إنّ المجتمع يواجه تحديات كثيرة وخطيرة لا مجال لحصرها، فأعداء الإسلام يخططون للنيل من هذا الدين وتمزيقه وتفرقته بشتى الطرق”.

وفي هذا الإطار تحدث الشيخ حمد عن “وصم الإسلام بالإرهاب”، بالإضافة إلى “ترويج المخدرات والإلحاد والعلمانية والمثلية والتطبيع (مع إسرائيل) وتحريض النساء على عدم إطاعة أزواجهن وآبائهن واخوانهن”، على حد تعبيره.

تحوّلات الخطاب السنّي

الأحداث التي مرّ بها السنّة جعلتهم يعانون “ضعفاً شديداً، وقد غطت ساحتهم حالة انهزامية”، وفق حسين دلّي المتحدث باسم مرصد “أفاد”، الذي يوثّق الانتهاكات في المدن السنية.

ويربط دلّي في سياق حديثه ل “جاده إيران” بين هذه الحال وبين تغيّرات شهدها الخطاب الديني السنّي.

ولفت دلّي الذي يحمل شهادة الماجستير في مقارنة الأديان، إلى أنه منذ 2003 وحتى 2013، كان هناك ثلاثة توجهات رئيسية لهذا الخطاب.

وفي هذا الشأن يقول: “أولا كان هناك خطاب الحزب الإسلامي العراقي، الذي يقف في أقصى اليسار البراغماتي ويجاري السياسة الشيعية لمنظومة الحكم، لكن من دون جدوى، وقد خَفَتَ كثيراً. الخط الثاني هو خطاب فصائل المقاومة المحلّية، الذي حظي بدعم هيئة علماء المسلمين المناهضة للاحتلال الأميركي والنفوذ الإيراني، في حين كان الخط الثالث هو خطاب الجهاد الدولي، الذي انطلق من جماعة التوحيد والجهاد ثم بايع تنظيم القاعدة، وتجمّع مع كتل أخرى فأعلن قيام ما أسماها دولة العراق الإسلامية عام 2010”.

وبعد هزيمة “داعش”، صار الخطاب الديني السني كما يقول دلّي “معبّأً بتشنيع خط الجهادية، من دون التفريق بين الحالة الداعشية وغيرها”.

وأضاف أنّ “المؤسسات الدينية السنية تأثرت بالأحداث، مثل الوقف السني الذي أصبح أداة بيد الحكومة. في حين صعد المجَمع الفقهي الذي صار يُنظر إليه كأعلى مرجعية فقهية للسنة، وبرز خط صوفي مدعوم من الحشد الشعبي، وهو متأثر بالتشيّع”، بحسب قوله.

وأشار حسين دلّي إلى مغادرة قادة سياسيين وقبليين بعد أحداث 2014 البلاد خشية الاعتقال، أو “عجزاً عن مواجهة الأسئلة وحالة الاستنكار السنية”، وهو ما أدى لاحقاً ضمن ما أدى إليه، إلى بروز خطاب سنيًّ علمانيّ.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: