الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة3 يونيو 2023 11:04
للمشاركة:

تواصل أميركي – إيراني مباشر.. انخراط جديد في الملف النووي؟

تحدث الكتّاب أندرو إنغلاند، فليسيا شوارتز ونجمة بزرجمهر عن عملية انخراط غربية جديدة لإيجاد حل للأزمة النووية الإيرانية، خشية أن تؤدي هذه الأزمة إلى حرب إقليمية، حيث تم في هذا السياق، تواصل أميركي – إيراني مباشر بشأن تبادل الأسرى يمكن أن يمهّد الطريق لما هو أكثر أهمية.

استأنفت القوى الأميركية والأوروبية المناقشات بشأن كيفية التعامل مع نشاط إيران النووي وسط تزايد المخاوف من أن التوسع العدواني للجمهورية الإسلامية في برنامجها قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية.

وتُمثِّل هذه الخطوة تحوّلًا في التفكير الغربي وتؤكد المخاوف بشأن تصاعد الأزمة، حيث قامت طهران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات حذّر المسؤولون الأميركيون في الأشهر الأخيرة من أنها قد تُنتج مواد كافية لصنع سلاح نووي في أقل من أسبوعين.

وقال دبلوماسي غربي: “هناك اعتراف بأننا بحاجة إلى خطة دبلوماسية نشطة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، بدلاً من السماح له بالانحراف. الشيء الذي يقلقني هو أنّ عملية صنع القرار في إيران فوضوية للغاية، ويمكن أن تضل طريقها وتتّجه إلى الحرب مع إسرائيل”.

أوقفت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في أيلول/ سبتمبر بعد أن أغضبت طهران الحكومات الغربية برفضها مشروع اقتراح لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وشنّت حملة قمع عنيفة ضد المتظاهرين المناهضين للنظام، وباعت طائرات مسيّرة مسلحة لروسيا، كما احتجزت عددًا من المواطنين الأوروبيين.

لكن كانت هناك اتصالات مع المسؤولين الإيرانيين في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك اجتماع في أوسلو في آذار/ مارس بين مسؤولين من ما يسمى E3 – فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة – والمفاوض النووي الإيراني علي باقري كني.

يقول دبلوماسيون ومحللون إن مبعوث الولايات المتحدة إلى إيران روبرت مالي التقى مرات عدة مندوب إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، الذي كان مسؤولا كبيرا في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قبل إرساله إلى نيويورك في أيلول/ سبتمبر.

يُعتقد بأنّ هذه المحادثات هي أول اتصال مباشر بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين منذ أن أثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الأزمة في 2018 بانسحابه من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. فرض ترامب مئات العقوبات على الجمهورية الإسلامية، بينما ردت إيران بزيادة نشاطها النووي بقوة.

وقال شخص مقرّب من الإدارة إنّ المحادثات ركّزت في المقام الأول على إمكانية تبادل الأسرى مع إيران، التي تحتجز ما لا يقل عن ثلاثة مواطنين أميركيين إيرانيين.
ووافقت طهران الأسبوع الماضي على تبادل الأسرى مع بلجيكا، حيث أفرجت بشكل منفصل عن نمساويين محتجزين في إيران. يمكن أن يؤدي تبادل ناجح للأسرى مع الولايات المتحدة إلى تحسين البيئة لأي محادثات نووية.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد تعهّد بالعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وتخفيف العقوبات إذا عادت طهران إلى الامتثال للاتفاق. لكن في الآونة الأخيرة، قال مسؤولون أميركيون إنّ الاتفاقية “ليست على جدول الأعمال”، مشيرين إلى أن أيّ اتفاق سيكون أكثر محدودية.

ويقول دبلوماسيون ومحللون إن الخيارات المحتملة تشمل شكلاً من أشكال الاتفاق المؤقت، أو خطوة تهدئة من كلا الجانبين تخفّض بموجبها إيران مستويات تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف بعض العقوبات.

وعلّق دبلوماسي آخر مطلع على المحادثات: “ستكون عملية تبادل الأسرى بداية للمحادثات. من غير المرجح أن يكون هناك اتفاق نووي، لكن قد يكون هناك نوع من الشيء المؤقت، أو التجميد”.

قال أحد المسؤولين الأميركيين إنّ واشنطن “كانت تعتقد دائمًا بأنّ الدبلوماسية هي أفضل طريقة لضمان عدم امتلاك إيران أبدًا لسلاح نووي بشكل يمكن التحقق منه”، مضيفًا: “لكن ليس لدينا ما نعلن عنه، ولم نحذف أي خيار من على الطاولة”.

تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 60%، وفي كانون الثاني/ يناير اكتشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزيئات مخصبة إلى نحو 84%، وهي مادة تكاد تُستخدم في صنع الأسلحة، في مصنع فوردو.

في الأسابيع التي تلت ذلك، حذّر المسؤولون الإسرائيليون من أن الدولة اليهودية ستفعل كل ما تحتاجه لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

ونقلت وكالات أنباء عن تقارير مسرّبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع تفيد بأنّ الوكالة لم تعد لديها أسئلة بشأن الجزئيات التي عُثر عليها في فوردو. قد يخفف ذلك الضغط على إيران قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الأسبوع المقبل.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: