دبلوماسي إيراني سابق لـ”جاده إيران”: لم نحصل على فرصة حتى الآن لتأسيس علاقة مع مصر
قال الدبلوماسي الإيراني السابق محمد علي سبحاني إنّ إيران لم تحصل على فرصة حتى الآن لتأسيس علاقة مع مصر، مرجحًا عدم حصول شيء مهم في علاقة طهران مع العالم العربي دون وجود المصريين الذين يلعبون وفق رأيه "دورًا سياسيًا محوريًا، حيث أنهم مهتمون جدًا بالقضايا العربية وحسّاسون تجاه سلوك إيران في هذه القضايا".
وفي مقابلة له مع “جاده إيران”، لفت سبحاني إلى أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يُبدي رغبةً أكبر بفتح علاقة إيجابية مع إيران من أجل إحداث توازن داخلي في مصر، مؤكدًا أنّ القدرات الهائلة بين مصر وإيران يمكن أن تكون فعالة للغاية، وأنّ الظروف الآن باتت جاهزة لتفعيل العلاقات.
الجدير ذكره، أن القائد الأعلى في إيران على خامنئي، أكد خلال استقباله سلطان عُمان مؤخرًا أن بلاده ليس لديها مشكلة في استئناف العلاقة مع مصر. في هذا السياق، ذكّر سبحاني بأنه في السابق جرت محاولة لفتح علاقات مع مصر لم تُثمر عن شيء، رغم أنّ كلّ شيء كان جاهزًا آنذاك. وعليه اعتبر أن استعادة العلاقة مع القاهرة مهمة الصعبة تحتاج إلى جهود أكثر جدية.
وعن زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق الأخيرة إلى إيران، أشار سبحاني إلى أنّ هناك قضايا خطيرة يعمل عليها الطرفان، كخطة العمل الشاملة المشتركة واليمن، مذكّرًا بأنّ العلاقات بين البلدين لها تأثير إيجابي على أمن الخليج والمنطقة، وذلك يعود لأسباب عدة، منها العلاقات التاريخية ووجود إيران وسلطنة عمان على جانبي مضيق هرمز.
سبحاني الذي عمل سابقا سفيرًا لإيران في كل من لبنان، وقطر، وصف سلوك السلطنة تجاه إيران بالأكثر ودية وولاءً من بين جميع الدول الجارة، مضيفًا أنّ مسقط لطالما سعت لعدم تغيّر وضع طهران من الناحية الأمنية، ولكي يكون للأخيرة مع العالم وجيرانها علاقة منطقية.
ورأى الدبلوماسي السابق أنّ إيران استخدمت سياسية جديدة في ما يتعلّق بالمنطقة وحققت اليوم نجاحًا محدودًا، معبّرًا عن وجود نية لدى المسؤولين الإيرانيين بحل المشاكل.
كذلك، اعتبر سبحاني أنّ العمل على حل المشاكل في إيران اليوم بات أصعب بسبب العقوبات التي أدت إلى تعقيد القضايا الداخلية والاقتصادية، مرجعًا ذلك بشكل أساسي إلى النقاش بشأن الانضمام إلى مجموعة العمل المالي FATF، وإلى رغبة طهران باتخاذ القرارات وهي في موقع قوة وليس في موقع ضعف.
وعلى حد تعبير سبحاني فإنّ الحكومة الإيرانية الحالية هي حكومة محدودة، مبديًا أسفه لحدوث تغيير في الأجيال ومغادرة أصحاب الخبرة مواقع المسؤولية.
