في صور ومقاطع فيديو الأقمار الصناعية.. أدلة خفية عن تقدّم سلاح الجو الإيراني
يعرض الكاتب كريستوف كوتيل في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ما يُستدلّ عليه من القاعدة الجوية التي كشفت عنها إيران مؤخرًا، حيث رجّحت هذه الخطوة فرضية تسليم موسكو لطهران طائرات حربية حديثة من طراز سوخوي – 35، مما سيمنح إيران أفضلية عسكرية مقارنةً مع الدول المحيطة لها في المنطقة.
في 7 شباط/ فبراير، كشفت إيران عن قاعدة جوية جديدة تحت الأرض تسمى “عقاب 44” في شريط فيديو دعائي. على الحائط كان هناك دليل يختبئ على مرأى من الجميع: ملصق عليه صور ظلية لطائرات مقاتلة. واحد على وجه الخصوص يبرز. إنها تقع في المقدمة والوسط، وهي على شكل طائرة عسكرية حديثة لا تمتلكها إيران حاليًا، لكن المسؤولين يزعمون إنّ روسيا بصدد بيعها لهم.
يكشف تحليل صور الأقمار الصناعية أيضًا عما يبدو أنه نموذج على نطاق واسع – ما يسميه الخبراء بالحجم الطبيعي – من نفس النوع من الطائرات المقاتلة في القاعدة. مجتمعةً، تشير التفاصيل إلى شيئين عن خطط إيران: المسؤولون متفائلون بشأن تسليم هذه الطائرات، وقد ينوون استخدام هذه القاعدة الجوية لحماية بعضها.
منذ أيلول/ سبتمبر 2022، روّج مسؤولون عسكريون وسياسيون إيرانيون علنًا لشراء 24 طائرة Su-35s، وهي واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة الروسية تقدمًا.
ولم تؤكد روسيا الاتفاق، لكنّ التفاصيل الواردة في مقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية تشير إلى أن إيران تجري على الأقل الاستعدادات لوصول الطائرات، والتي يؤكد المسؤولون أنه سيتحقق في وقت لاحق من هذا العام. سيكون أهم تقدّم في البلاد لأسطول طائراتها المقاتلة المتقادمة منذ عقود.
تسارعت وتيرة التعاون العسكري بين روسيا وإيران بسبب العزلة الدولية لروسيا وحاجتها إلى الإمدادات العسكرية بعد غزوها لأوكرانيا.
ووصفت إدارة بايدن هذه العلاقات الوثيقة بأنها “ضارة”، وقالت إنها تعتقد بأنّ الإيرانيين يتلقّون بالفعل تدريبات على الطائرات الجديدة. قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحفية في كانون الثاني/ ديسمبر، إنّ “هذه الطائرات المقاتلة ستعزز بشكل كبير سلاح الجو الإيراني بالنسبة لجيران إيران الإقليميين”.
كريس بيغرز، هو محلل صور سابق للحكومة الأميركية ومدير أول لتطبيقات المهمات في HawkEye 360، وهي شركة تتعقب انبعاثات الترددات الراديوية في جميع أنحاء العالم. في تحليله للقاعدة، والذي قدمه إلى فريق التحقيقات المرئية في The Times، حدد السيد Biggers نموذجين بالحجم الطبيعي للطائرات المقاتلة، بما في ذلك نموذج يطابق أبعاد طائرة روسية Su-35، في منطقة يتم بناؤها. كتب بيغرز: “من المحتمل أن يتم استخدام هذه في تقييم التصاريح لمناورة الطائرة في جميع أنحاء المنشأة تحت الأرض، ويمكن أن تشير إلى أنها ستكون مقرها هنا”.
نموذج الطائرة الآخر هو الموجود حاليًا في مخزون القوات الجوية الإيرانية. وأضاف بيغرز: “من المتوقع أن تصل الطائرات في أوائل عام 2023 حيث تواصل طهران دعم حرب روسيا في أوكرانيا”.
ظهر كلا النموذجين المحتملين في موقعهما الحالي في كانون الثاني/ يناير، بينما كان البناء في القاعدة لا يزال مستمراً. لم يتم نقلهما منذ ذلك الحين، وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي استعرضتها صحيفة The Times.
ربما لا تزال القاعدة الجوية تخضع لبعض التحسينات استعدادًا للتسليم المحتمل. قد يكون مدخل النفق الموجود في مقطع الفيديو ضيّقًا جدًا لاستيعاب الطائرات الروسية العريضة. لكن تحليل التايمز للموقع يُظهر أنّ نفقًا آخر ، ربما لطائرات أكبر ، لا يزال قيد الإنشاء.
كان مقطع الفيديو الدعائي الإيراني الذي قيمته صحيفة The Times والسيد Biggers جزءًا من مجموعة من الإصدارات الترويجية بشأن Eagle 44 التي نشرتها إيران الأسبوع الماضي. ويظهر مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى يقومون بجولة في القاعدة.
قال بيغرز إن الصورة الظلية للطائرة المقاتلة الرئيسية التي شوهدت على ملصق في الفيديو تتطابق مع ما يسمى بطائرة من سلسلة flanker – وهو مصطلح يصف الطائرات المقاتلة الروسية الحديثة مثل Su-35. إيران حاليا ليس لديها طائرات من تلك السلسلة. الصور الظلية الأخرى في الصورة هي لطائرات موجودة – وأقدم – في مخزون إيران.
