مصدر إيراني لـ”جاده إيران”: لا نتحمّل مسؤولية افتقاد الغرب للمصداقية في المفاوضات النووية
قال مصدر إيراني رفيع لـ"جاده إيران" إنّ لعبة تبادل اللوم بشأن المسؤولية عن عدم التوصل لإحياء الاتفاق النووي لا تفيد، مؤكدًا أنه لا يمكن تحميل إيران مسؤولية افتقاد الغرب للقرار والمصادقية، خاصةً بعد أن صبرت لسنوات وأبدت حسن النية رغم التجربة السيّئة في هذا الاتفاق.
وذكّر المصدر بأنّ إيران هي التي حافظت على الاتفاق النووي في الوقت الذي خرجت الولايات المتحدة منه، مشيرًا إلى أنها رغم الثمن الكبير والضغوطات والعجز الأوروبي أصرّت على البقاء في الاتفاق لأنّ خيار التوافق كان استراتيجيًا لا تكتيكيًا، لأنه يخدم مصالحها.
واتهم المصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالانحياز إلى جانب ضد آخر، بدل التحلّي بالتوازن بين جميع الأطراف، مؤكدًا أنّ إيران مستعدة لكل الخيارات، حيث أنه إذا جنح الطرف الآخر للاتفاق يمكن إنهاء الترتيبات خلال أيام قليل بل وأقلّ، وتابع: “وإذا أرادوا التشدد وتغليب المصالح الإسرائيلي على مصالحهم فهذا شأنهم”.
وفي السياق أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أنّ إيران كانت متعاونة بشكل كامل مع الوكالة الدولية في ما يتعلق بأسئلتها عن النشاط النووي المزعوم في ثلاث مواقع إيرانية. نافيا الحديث عن وجود فجوة في مراقبة برنامج بلاده النووي
وبحسب كمالوندي، فإنّ إيران أرسلت معلومات وأجوبة على الأسئلة، وعقدت أيضًا جلسات حوار لحل الغموض، معتبرًا أنه لا ينبغي للوكالة أن تصدر أحكامها بناءً على وثائق ملفّقة مصدرها إسرائيل مقدّمة لأغراض سياسية محددة.
وأكمل كمالوندي: “منذ أن قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراجعة جميع المواد النووية الإيرانية المعلنة لا توجد خلافات حسابية مادية، والتلوّث في أماكن قليلة لا يمكن اعتباره علامة على وجود مواد نووية غير معلن عنها”.
وكان مصدر رسمي أميركي رفيع قد نفى لـ “جاده إيران” ما نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيلية عن تحييد المبعوث الرئاسي الأميركي للشؤون الإيرانية روبرت مالي، واصفًا ما نُشر بالسخيف.
وأضاف المصدر: “لم نشدد موقفنا على الإطلاق ولم نتأثر بأي طرف خارجي – لقد كان لدينا موقف ثابت لفترة طويلة”، عازيًا عدم إحياء الاتفاق النووي حتى الآن لإعادة طرح إيران قضايا خارج الاتفاق النووي.
الجدير ذكره، أن صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” قد تحدثت عن موت المحدثات النووية مع إيران بسبب أدلة استخبارية قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي يائي لابيد المستشار الألماني أولاف شولتز خلال زيارته الأخيرة لألمانيا تُظهر أنّ إيران لم تكن صادقة خلال المحادثات، مضيفةً أنه تم تحييد مالي حاليًا وأنّ المحادثات الحاسمة بين تل أبيب وواشنطن لم تعد في يد مالي.