ممر شمال- جنوب.. فرصة ذهبية للاقتصاد الإيراني
إيران هي إحدى الدول المهمة من حيث العبور الدولي، والتي طالما كانت موضع اهتمام عبر التاريخ، ويؤكد ذلك مرور الطريق الرئيسي لطريق الحرير التاريخي عبر هذا البلد، تحديداً عبر مدن نيشابور في الشمال الشرق، ثم توس، جرجان شمالاً وري وسط البلاد.
أتاح العبور البحري في شمال وجنوب إيران للعديد من الدول إمكانية اختيار طريق قريب ومنخفض التكلفة لنقل بضائعها، وهي فرصة يمكن أن تؤدي إلى توسيع العلاقات التجارية للبلاد مع العالم وتدفع باتجاه النمو الإقتصادي.
موقع ایران في منطقة الشرق الأوسط باعتباره ملتقى القارات الثلاث في آسيا، أوروبا وأفريقيا، والمجاورة لـ 15 دولة مع أكثر من ثمانية آلاف كيلومتر من الحدود المشتركة، والبالغة للمياه المفتوحة، إضافةً لموقعها على طريق الممرات الدولية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، كل هذه مزايا جغرافية تتيح لها فرصة التنمية الاقتصادية.
وأتاحت المیاه الخلیجية وبحر عمان في جنوب إيران إمكانية الوصول إلى دول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الصين واليابان، فضلاً عن إمكانية نقل البضائع الصينية إلى أوروبا عبر الممر الشرقي الغربي. ويمكن لإيران أن تربط روسيا ودول آسيا الوسطى بهذه المناطق من خلال الممر بين الشمال والجنوب.
وتعتبر الموانئ مهمة للغاية في العبور البحري، وهي نقطة ربط النقل البحري بوسائل النقل الأخرى. تمتلك إيران في هذا الإطار 11 ميناءًا رئيسيًا يقع شمال وجنوب البلاد.
ميناء تشابهار جنوب محافظة سيستان و بلوتشستان جنوب شرق إيران هو أقرب طريق وصول للبلدان غير الساحلية، مثل أفغانستان، تركمانستان، أوزبكستان، طاجيكستان، فرغيزستان وكازاخستان للوصول إلى المياه المفتوحة.
وبحسب تقریر وکالة “مهر”، وقّعت جمارك إيران مع الاتحاد الروسي وجمهورية أذربيجان مذكرة تفاهم ثلاثية في مجال تسهيل العبور.
وستساعد مذكرة التفاهم هذه على تسهيل عبور البضائع الإيرانية إلى روسيا عبرأذربيجان، حيث يمثل طريق تصدير البضائع الإيرانية طريقاً أقصر.
كما تم في هذا الاجتماع اقتراح مذكرة رباعية لتسهيل العبور بين إيران، روسيا، أذربيجان والهند، وتقرر التحضير لتوقيع هذه المذكرة.
من جانب آخر أعلن مدير الترانزيت اللوجستي في منظمة الموانئ والملاحة البحرية الايرانية خسرو سرائي في تصريح لوكالة “فارس” تسجيل عمليات ترانزيت البضائع عبر الموانئ البحرية 3.28 مليون طن في الثلث الأول من السنة المالية الجارية من 21 آذار/ مارس حتى 20 تموز/ يوليو 2022، بنمو بنسبة 25% على أساس سنوي.
ومن المتوقع أن يسجل الترانزيت 15 مليون طن من السلع بحال استمرار وتيرته الحالية، حتى نهاية السنة المالية في 20 آذار/ مارس 2023.، وفق سرائي، الذي أشار إلى أنّ عمليات الترانزيت على مدى السنة الماضية بلغت 8.14 مليون طن، مضيفاً أنّ الطاقة الاستيعابية لموانئ شمال البلاد المطلة على بحر قزوين تبلغ 30 مليون طن، حيث تم تخصيص ثمانية ملايين منها للترانزيت.
من جهة أخرى أعرب وزير الموانئ والشحن والممرات المائية الهندية ساراباناندا سونوال في زيارته الأخيرة لإيران وخلال لقائه مع النائب الأول الرئيس الإيراني محمد مخبر عن اهتمامه بزيادة الاستثمارات في تطوير ميناء جابهار.
وقلل: “نحن ندعم سياسة ورؤية جمهورية إيران من أجل تحويل جابهار إلى مركز دولي وإقليمي مهم، حيث تمتلك الحكومة الهندية عزمًا جادًا وثابتًا على المشاركة البنّاءة في هذا المشروع المهم”.
بدوره لفت أشار مخبر إلى التخطيط واستكمال البنية التحتية لميناء جابهار، مؤكداً ترحيب طهران بالاستثمارات الأجنبية من أجل إكمال وتطوير ميناء جابهار.
وأوضح مخبر إنه مع إكمال هذا الميناء، سيزداد التبادل التجاري والترانزيت عبر الممر بين الشمال والجنوب في المنطقة بشكل كبير.
ونقلت وكالة “فارس” إعلان وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني رستم قاسمي استعداد الحكومة الإيرانية لإبرام عقد طويل الأمد بهدف استثمار الهند في ميناء تشابهار لجعل ممر “شمال – جنوب” أكثر نشاطاً وتطوير ترانزيت البضائع من هذا الميناء.
وشدد قاسمي على أنّ ميناء تشابهار يتمتع بطاقات كبيرة للغاية، وتابع: “يمكن لإيران بدعم من الهند أن تحوّل هذه الطاقات الكامنة الى طاقات فعلية”.