الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة3 مايو 2021 01:44
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – محادثات فيينا والشكل المستقبلي لإيران

تناولت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، في مقال للخبير في الشؤون الدولية "مهدي مطهر نيا"، موضوع محادثات فيينا وتأثيرها على الشكل المستقبلي لإيران. ورأى الكاتب أنه إذا رفع الأميركيون العقوبات فيجب أن يتلقوا تأكيدات بأن إيران ستغير سلوكها في المستقبل، معتبراً أن إيران أمام خيارين، إما البقاء بشكلها الثوري مع العقوبات، أو العيش باستقرار بشروط غربية.

هناك أخبار سارة هذه الأيام حول التطورات والمفاوضات في فيينا ومجتمعنا، خصوصاً وأن الشعب في أمس الحاجة إلى التفاؤل بشأن الوضع الحالي. إذا نظرنا إلى الناس على أنهم تعريف شامل لجميع الطبقات والمجتمعات في إيران فإن الناس يريدون وضعًا مستقرًا ورؤية متفائلة للمستقبل. حيث فتحت محادثات فيينا نافذة للتفاؤل في هذا الوضع ولم يكن النموذج الذي يحكم سياسة إيران الخارجية هو الحرب ولا التفاوض. فقد تم تغييره من قبل القائد الأعلى لإيران إلى مفاوضات سريعة وغير شاملة لتحقيق الأهداف المحددة المتمثلة في رفع جميع العقوبات التي أدت إلى استقلال إيران في أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر وكان من المفترض أن نصلي من أجل زيادة العقوبات حتى تتمكن إيران من تحقيق الاستقلال الاقتصادي لكن يقال الآن أنه سيتم إجراء مفاوضات عاجلة لرفع العقوبات .

هل سترفع الولايات المتحدة كل العقوبات وتسلم القصر الذهبي للإيرانيين؟ ربما يمكن القول أن هذه سياسة مرغوبة بموجب سياسة بايدن المعلنة حيث يسعى الأميركيون للسيطرة على إيران من خلال المفاوضات. لذلك إذا رفع الأميركيون العقوبات فيجب أن يتلقوا تأكيدات بأن إيران ستغير سلوكها في المستقبل. الأميركيون يبحثون عن “إتفاق نووي بلاس” ويريدون إعادة النظر في البنود وتضمن إيران أنها لن تسعى للحصول على قنبلة نووية بأي شكل من الأشكال ولا تكتفي بفتوى القيادة الإيرانية. يريدون أن تصبح تلك الفتوى قانونًا وأن تكون مضمونة بشكل موضوعي لذلك سيحاولون توسيع نطاق عمليات التفتيش حتى أن عمليات التفتيش قد تستهدف القواعد العسكرية .

في الوقت نفسه، يحاولون إضافة قضايا أخرى إلى المفاوضات مثل قضية الصواريخ ووجود إيران في المنطقة وقضية حقوق الإنسان والقضايا العربية الإسرائيلية. والسؤال هل إيران مستعدة لقبول ذلك مقابل رفع العقوبات؟ القضية الرئيسية هي التحديات التي تواجه القضية في هذه المجالات.

لذلك يمكن النظر إلى السلام المؤقت الذي يتحقق في فيينا على أنه سيكون لهذا الحدث والبشارة الافتتاحية والبشارة السارة تأثير مؤكد على الانتخابات الإيرانية. لذا إذا أردنا تغييرًا طويل المدى يجب أن تتم هذه المفاوضات والتطورات في واشنطن ويجب على واشنطن أن تقبل بطهران ثورية ويجب أن ينتهي ما تعتبره إيران مثلها العليا في النظام الدولي والعلاقات الدولية أو توافق إيران على الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة حول سلوكها في المنطقة وقضايا الصواريخ وقضايا حقوق الإنسان والقضايا العربية الإسرائيلية إلى جانب مراجعة الإتفاق النووي. أي بما يتناسب مع ثقل قوتها تجاه الولايات المتحدة والقوى الخمس الأخرى في النظام الدولي وقوة إقليمية رسمية واحدة وهي المملكة العربية السعودية وقوة غير رسمية أخرى في المنطقة هي إسرائيل، وذلك لإعطاء أو أخذ التنازلات. أي كلاعب عادي في المنطقة وفي النظام الدولي يعني ادخل اللعبة واقبل قواعد اللعبة في النظام الدولي وفي هذه الحالة لن تكون إيران ثورية بعد الآن بل ستكون دولة مستقرة .

والنقطة الأخرى هي أنه إذا أرادت إيران العودة إلى الوضع الثوري في الحكومة المقبلة بعد فتح نافذة التفاؤل والسلام فسيكون هناك إحباط متزايد هذه المرة على الجبهة الدولية وسوف يستغلها الأميركيون كفرصة للالتقاء مع الاتحاد الأوروبي والقوى الإقليمية. وهذه المرة سوف يمارسون المزيد من الضغط على إيران لذلك يجب أن تكون نافذة الإدخال هذه نافذة تضمن استمراريتها من الآن فصاعدًا. لذا فإن أي إجراء يمكننا من خلاله الحصول على مزيد من التنازلات في المفاوضات ورفع المزيد من العقوبات هو عمل مبارك ولكن هل هناك ما يضمن أن الأطراف ستدخل مجال العمل المستمر كما هو مستمر؟ يجب إيلاء المزيد من الاهتمام لهذه القضية. لذلك فإن ما يحدث هو شيء مفرح للغاية ويمكن الاعتماد عليه ويمكن أن يحفز الحيوية السياسية في إيران عشية الانتخابات. ولكن هل إيران مستعدة للخروج عن النهج الثوري في المنطقة والنظام الدولي؟ إنه نقاش مهم والإجابة على هذه الأسئلة لا يتم أخذها من قبل المحللين ولكن من قبل صانعي القرار في جمهورية إيران الإسلامية ويجب عليهم تقييم الإجابات المستقبلية بناءً على ذلك.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: