الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 أبريل 2021 00:03
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – استراتيجية إيران لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية

ناقشت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقال لـ"معصومة بور صادقي"، الاستراتيجيات الممكن اتباعها من قبل إيران للرد على الهجمات الإسرائيلية المتكررة على إيران. ورأت بور صادقي أن توقع قيام المسؤولين الإيرانيين بضبط النفس خوفا من تعريض المفاوضات السياسية للخطر هو بالضبط ما يريده مؤيدو ومرتكبو هذه الأعمال، حسب تعبيرها.

حادثة نطنز الناجمة عن التخريب السيبراني في نظام إمداد الطاقة بالمركز والذي وقعت يوم الأحد سرعان ما أصبحت عنوان الأخبار المحلية والدولية. وعلى الفور أكدت وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية في إسرائيل من خلال اقتباس لمسؤولين كبار في النظام الأمني والسياسي تورط النظام في هذا التخريب. قصة إسرائيل في منع تطور دول المنطقة في المجالات الحساسة والاستراتيجية والقانون غير الرسمي الذي يحكم التفاعلات العسكرية والاستخباراتية للعديد من الدول في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل جزء لا يقبل الجدل ولكن ليس هذا هو موضوعنا.

اللافت في الرأي العام في إيران والعالم هو عدم اكتراث إيران بمثل هذه الأحداث في السنوات الأخيرة واستمرارها دون تكلفة على الجانب الآخر. في العقدين الماضيين اتخذ النظام الصهيوني سلسلة من الإجراءات لوقف أو زيادة تكلفة مسارات التنمية الإيرانية خاصة في المجال النووي. إن الجهود الخبيثة والعدائية التي يبذلها هذا النظام في خلق جو ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإشراك دول أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة في حملة مناهضة لإيران وزيادة العقوبات والمصاعب على الأمة الإيرانية هي أحد أبعادها.

وأيضاً القضاء على “القدرة البشرية” للنخب في إيران بما في ذلك اغتيال علماء إيران النوويين وعلماء صواريخ إيرانيين وآخرهم الشهيد محسن فخري زاده وتدمير “قدرات البنية التحتية” المتعلقة ببرنامج إيران الصاروخي والنووي وآخر حالة كانت في نطنز وهي جانب آخر من حملة النظام الصهيوني ضد إيران في السنوات الأخيرة.

كان القاسم المشترك لجميع ردود الفعل على هذه الأحداث هو نفسه. داخل الحكومة تم النظر إلى مثل هذه الحوادث على أنها ضربة لعملية التفاوض ومحاولة لإدخال إيران في لعبة النار وسعت إلى إجبار أجزاء أخرى من النظام والحكومة على الرد بشكل مماثل وكذلك الرأي العام المحلي. من ناحية أخرى على الساحة الدولية فإن المسؤولين في العديد من الدول الذين هم أنفسهم حلفاء ومتعاطفون مع النظام الصهيوني في مثل هذه الأعمال والتخريب لا يمكنهم إلا أن ينصحوا إيران بـ”ضبط النفس”.

إن غطرسة النظام الصهيوني في تدمير وإلغاء البنى التحتية والقدرات الاستراتيجية لإيران تزداد أكثر فأكثر وأصبحت فتراته الزمنية أقصر وأكثر خطورة. يخضع برنامج إيران النووي السلمي لأقصى أنظمة التحقق الدولي وأكثرها تعقيدًا وقد أدى ذلك إلى زيادة ضعفها بشكل كبير. وبالتأكيد فإن مراقبيها الدوليين هم من أصحاب الأسلحة النووية وفي الوقت نفسه لديهم أسلحة نووية ولا تخضع لإشراف أي نظام أو منظمة دولية لنزع السلاح.

مما لا شك فيه أن كل هذه الأضرار والتخريب يمكن تعويضها وإعادة بنائها بشكل كامل وأفضل من ذي قبل. لقد أثبت الشباب والعلماء الإيرانيون هذا عدة مرات في السنوات السابقة وفي كل مرة وبعد كل اغتيال وتخريب دخل علماء شباب جدد إلى دائرة البرنامج النووي السلمي الإيراني وخلقوا أجيالًا جديدة من القدرات في هذا المجال. ومع ذلك لا ينبغي لهذا أن يمنع الخونة المحليين وعرابيهم في المنطقة من التخطيط للتخريب التالي بعد كل تخريب دون دفع ثمن أفعالهم. لا ينبغي لضبط النفس الإيراني ومشاركة إيران في المفاوضات السياسية مع الدول الأخرى في شكل الأتفاق النووي أو أي منصة تفاوضية أخرى أن يعيقوا أيدي المؤسسات العسكرية والأمنية في البلاد في استجابة سريعة ويقظة ومستوية لمثل هذا التخريب.

إن توقع قيام المسؤولين الحكوميين من القطاعين العسكري والأمني بضبط النفس وعدم الرد على مثل هذه الأعمال خوفا من تعريض المفاوضات السياسية للخطر هو بالضبط ما يريده مؤيدو ومرتكبو هذا التخريب.

أظهرت التجربة أن عدم الرد باسم ضبط النفس سواء بناءً على نصيحة مسؤولي الدول الأخرى أو بناءً على القرارات الداخلية الرئيسية للمؤسسات ذات الصلة ليس له تأثير على سلوك الطرف الآخر فحسب بل يمنح الطرف الآخر الثقة أيضًا في ذلك. بالنظر إلى المناخ السياسي لن تنتقم إيران في مناطق أخرى. الغريب أن كل هذه الأعمال التخريبية تحدث في الساحة السياسية التي أنشأها الغربيون الداعمون للنظام الصهيوني بمن فيهم الولايات المتحدة الذين اشغلوا إيران  فيها واستغل النظام الصهيوني ذلك ونفذ مخططاته التخريبية.

يمكن اعتبار هذه العلاقة على أنها نية النظام الصهيوني لتعطيل تركيز إيران على المساحات وتدمير الفرص السياسية واستغلال النظام لتورط إيران في مثل هذه المساحات السياسية لأنه وفقًا لعادة السنوات الماضية تخلق مجموعة في إيران على الفور جوًا إعلاميًا أنه أذا ردت إيران فكل ما زرعته سيحترق في النارغير مدركين أنه مهما كان من المفترض أن تتفاوض السلطات وتتفق عليها في الساحة السياسية فإنها قد تقع في فخ ضبط النفس والافتقار إلى القيمة والتضحية بطموحات النظام الصهيوني اليومية وغطرسته.

بطبيعة الحال يجب أن تكون استراتيجية إيران ضد مثل هذه الأعمال التخريبية متعددة الأبعاد وذات هيكل ذكي تمامًا لمراحل “تعزيز الروابط الأمنية للبنية التحتية النووية” و “زيادة الأمان التقني والوصول إليها” و “منع التخريب والتنبؤ به” لا سيما في الشروط السياسية الخاصة “تعويض الضرر السريع بسبب التخريب المحتمل” و”المطالبة بالمطالب المشروعة في المفاوضات السياسية”، و”منع الدول الأخرى من اساءة استخدام استراتيجية ضبط النفس الإيرانية” وأخيراً “عدم الاستجابة لمثل هذه الأعمال” حتى لا يتخذ النظام الصهيوني إجراءات سياسية وأمنية مساوية لتخريبه، لأن هذا النظام بالتأكيد لن يتنازل عن سياسة وقف وتخريب وتكلفة البرنامج النووي الإيراني.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: