الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 أبريل 2021 08:36
للمشاركة:

أخبار وتصريحات – مخرجات الجولة الأولى من الاجتماع الثامن عشر للجنة المشتركة للاتفاق النووي

مع انتهاء الجولة الأولى من الاجتماع الثامن عشر للجنة المشتركة للاتفاق النووي، التي عُقدت في فندق غراند في فيينا يوم الثلاثاء 6 نيسان/ أبريل 2021، اعلن رئيس الوفد الإيراني ومساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية عباس عراقتشي، أن الجولة الأولى من محادثات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا كانت بناءة، وأن المفاوضون سيبقون في فيينا حتى يعقدوا اجتماعًا آخر يوم الجمعة حول الاتفاق النووي.

وقال عراقتشي في تصريح للصحفيين عقب انتهاء الاجتماع، إن هذا الاجتماع كان اجتماعًا عاديًا للجنة المشتركة استمرارًا للاجتماع الافتراضي الذي عقد الجمعة، ويعقد كل ثلاثة أشهر، وبالطبع فقد تزامن هذه المرة مع الظروف الجديدة التي نشأت واستفدنا من الفرصة المتاحة لربما نتمكن من إحياء الاتفاق النووي من جديد وعودة أميركا للاتفاق ورفع جميع إجراءات الحظر ومن ثم تعود إيران إلى التزاماتها بعد التحقق من رفع الحظر.

ووصف اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بأنه حقق تقدمًا إلى الأمام، قائلًا إن “المفاوضات التي نجريها الآن هي مع مجموعة دول “4+1”. ليست لنا أي مفاوضات مع أميركا وليست لنا حتى مفاوضات غير مباشرة معها. نتفاوض مع مجموعة “4+1″ ونحدد إطار البحث، وهم يتباحثون مع أميركا بصورة منفصلة”.

وأشار عراقتشي الى الاتفاق على تشكيل فريقي عمل في مجال الحظر والمجال النووي، موضحًا أن “فريق العمل حول الحظر من المقرر أن يحدد مجموعة الإجراءات التي ينبغي على أميركا القيام بها في مجال رفع الحظر، فيما يقوم فريق العمل في المجال النووي بتنظيم مجموعة الإجراءات التي يجب أن تقوم إيران بها للعودة للتنفيذ الكامل للاتفاق النووي”. وتابع سنقوم ببحث الأمور في اجتماع اللجنة المشتركة من جديد ونحدد ترتيبها وكذلك كيفية التحقق من رفع الحظر وكل هذه الامور تقوم مجموعة “4+1” ببحثها مع أميركا بصورة منفصلة لنعبر من هذه المرحلة إن وصلنا إلى التفاهم.، مشدّدًا أن طهران لن تعلق تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20% في مقابل الإفراج عن مليار دولار من أموالها المجمدة في دول أخرى بسبب العقوبات الأميركية.

بدوره، قال نائب الأمين العام لشؤون العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي انريكي مورا، إن اجتماع اللجنة في فيينا الثلاثاء كان إيجابيًا.

ولفت مورا في تغريدة له عقب ختام الجولة الأولى من هذه المباحثات، بأن “هناك اتفاق وإرادة لتبني عملية دبلوماسية مشتركة عبر تشكيل فرقين فنيين في مجال تنفيذ التعهدات النووية وإلغاء الحظر”.

وأضاف: “إنني بصفتي منسقًا لهذا الاجتماع، سأشدّد على الاتصالات المنفصلة في فيينا مع جميع الأطراف المعنيين، بما فيها واشنطن.

في حين قال المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي، إن موقف طهران بشأن رفع العقوبات قبل تغيير أنشطتها النووية يظهر عدم جديتها. وأضاف أن “المحادثات في فيينا خطوة أولى في مسار طويل وصعب، بهدف إعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال للاتفاق”.

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن المحادثات في فيينا بشأن الملف النووي مع إيران “ستكون صعبة ولكنها خطوة مهمة ومفيدة”، مضيفًا أن “رفع العقوبات عن إيران سيكون محط بحث في إحدى اللجان العاملة في فيينا”.

وتابع برايس، “هدفنا هو التأكد أن إيران خاضعة لاتفاق يمنعها من امتلاك سلاح نووي”، مشيرًا الى أنه “ليس من مصلحة روسيا والصين أن تمتلك إيران سلاحًا نوويًاً، وننظر إليهما بصفتهما شركاء في مسألة الاتفاق النووي”.

بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن إدارة الرئيس جو بايدن “لا تتوقع أي تغيير في السياسة تجاه إيران” خلال المفاوضات بشأن العودة للامتثال للاتفاق النووي.

وأضافت ساكي، كنا واضحين في أننا لن نتخذ أي إجراءات، ولا نتوقع أي إجراءات في الوقت الحالي. سنسمح للمفاوضات بأن تستمر”.

من جهته، اكّد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في النمسا ميخائيل اوليانوف، أن اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي حقق نتائج ايجابية.

وكتب اوليانوف في تغريدة له على تويتر يوم الثلاثاء، أن “عملية إنعاش الاتفاق النووي لا تؤتي ثمارها على وجه العجالة، بل ستستغرق مزيدًا من الوقت”. وتابع، بأن أهم ما حققه اجتماع اللجنة المشتركة في فيينا الثلاثاء، هو البدء في خطوات عملانية لتحقيق هذا الهدف.

من جانبه، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إنه لا يمكن لإيران الدخول في محادثات جديدة خصوصًا  ما بعد الصراع تحت أي ظرف من الظروف.

وفي تغريدة له على تويتر، قال شمخاني “بغض النظر عما إذا كانت أوروبا لديها الإرادة أو القدرة على إقناع الولايات المتحدة برفع جميع العقوبات وإعادة واشنطن إلى التزاماتها، فلن يكون هناك احتمال لدخول إيران في محادثات جديدة ما بعد الصراع تحت أي ظرف من الظروف”.

في ذات السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جاؤو لي جيان، يتعين على أميركا أن تعود الى الاتفاق النووي من دون أية شروط، وأن تلغي حظرها اللاقانوني المفروض على إيران تماًما.

وفي مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء، أشار لي جيان إلى اجتماع الجنة المشتركة للاتفاق النووي بفيينا الثلاثاء، قائلًا إن “ملف ايران النووي يمرّ بمرحلة حساسة حاليًا”، وأن بلاده تدعم اجتماعات اللجنة المشتركة لمناقشة موضوع الغاء الحظر من جانب واشنطن وعودة إيران إلى تنفيذ بنود الاتفاق النووي.

وفيما تطلع إلى اتفاق الاطراف جميعا وبأسرع وقت على إنعاش الاتفاق النووي، عزا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الأسباب الرئيسية للأزمة الراهنة إلى انسحاب أميركا الأحادي من هذا الاتفاق.

وأضاف لي جيان، أنه يتعيّن على الولايات المتحدة أن تعود من دون شرط إلى الاتفاق النووي، وتلغي كامل الحظر اللاقانوني المفروض على إيران.

في وقتٍ سابق، أكّد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أنه لا سبيل أمام الإدارة الأمريكية في المستقبل القريب، سوى وضع حد لسلوكياتها المخالفة للقانون وإنهاء الحظر والانتهاكات الأحادية الجانب للاتفاقيات الدولية.

وأضاف ربيعي خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي يوم الثلاثاء، أننا سنشهد اليوم خطوات جديدة في مسيرة هزيمة الغطرسة وإحياء الاتفاق النووي، موضحًا أنه “وكما توقعنا في ذروة الحرب الاقتصادية والضغوط القصوى لنظام ترامب، أن أمريكا لا خيار أمامها سوى العودة الى الاتفاق وعودة الاطراف الموقعة على الاتفاق إلى التزاماتها”.

في سياقٍ آخر، تحدثت مصادر إعلامية إيرانية عن تعرض سفينة شحن إيرانية لهجوم في البحر الأحمر يوم الثلاثاء، قبالة سواحل أريتريا ما أصابها بإصابات.

وقال مراسل وكالة تسنيم الإيرانية إن هذا الحادث “وقع بسبب انفجار ألغام بحرية ملصقة على هيكل السفينة”. وأضافت الوكالة إن السفينة المستهدفة “سافيز” هي إحدى السفن الإيرانية المستقرة في البحر الأحمر، خلال السنوات الماضية، لدعم ومرافقة السفن الإيرانية التجارية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: