الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 فبراير 2021 09:17
للمشاركة:

موقع “مودرن دبلوماسي” – كيف أنقذت إيران مختطفيها في باكستان؟

تناول موقع "مودرن دبلوماسي"، في مقال لـ"سرشتي بانديا"، موضوع العملية الأمنية التي نفذتها إيران في باكستان لإطلاق سراح عناصر من حرس الحدود تم اختطافهم في العام 2018. ورأت الكاتبة أنه ليس لدى إيران ضغط دونالد ترامب، لذا ستكون سياستها الخارجية أكثر مرونة الآن، وستنفذ ما تريده دون ضغوط..

تشترك باكستان وإيران بحدود دولية ضخمة يصل طولها إلى 959 كيلومترًا. هذه الحدود لها تاريخ من الهجمات الإرهابية، بشكل أساسي من الجماعات المتمركزة في باكستان. يشهد الجزء الغربي من باكستان صراعًا هائلاً من أجل الاستقلال، ويرغب العديد من الجماعات البلوشية في الانفصال عن باكستان وإنشاء دولة مستقلة، وبعض هذه الجماعات تهاجم إيران أيضًا. البلوش هو عرق في حد ذاته، وتاريخيا سكان الجزء الجنوبي من أفغانستان، والجزء الغربي من باكستان والجزء الشرقي من إيران هم من الشعوب البلوشية. في الخمسين إلى الستين سنة الماضية، قامت حكومة إيران وباكستان بقمع الشعب البلوشي، وكانوا دائمًا محرومين من حقوقهم. في باكستان، مقاطعة بلوشستان هي أقل المقاطعات تطوراً، مثل إيران التي بها عدد أقل من المدارس ومعدل فقر مرتفع.

في باكستان، تهاجم العديد من الجماعات إيران لإعطاء المزيد من الحقوق للشعب البلوش أو إنشاء دولة مستقلة للشعوب البلوشية. واحدة من هذه الجماعات هي جيش العدل، وهو تنظيم سلفي جهادي متشدد يعمل في جنوب شرق إيران، حيث يتواجد تركيز كبير للبلوش السنة وفيها حدود يسهل اختراقها مع باكستان. تزعم وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية فارس أن جيش العدل جماعة وهابية مقرها باكستان. لقد أعلنت كل من إيران والولايات المتحدة جيش العدل جماعة إرهابية، وحتى اليابان ونيوزيلندا تعتقدان الشيء نفسه، لكن باكستان لا تعترف به كجماعة إرهابية.

في السنوات الأربع الماضية، شن جيش العدل العديد من الهجمات على إيران. في 26 نيسان/ أبريل 2017، تبنّت الجماعة مسؤوليتها عن كمين أسفر عن مقتل تسعة على الأقل من حرس الحدود الإيرانيين وإصابة اثنين آخرين. كان حرس الحدود الإيراني يقوم بدوريات على الحدود الباكستانية الإيرانية عندما تمت مهاجمة الدورية. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2018، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن تفجير انتحاري في مدينة تشابهار الساحلية أسفر عن مقتل ضابطي شرطة وإصابة 42 آخرين. وفي منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2018، اختطفت المجموعة 14 إيرانيًا من قوات الباسيج وحرس الحدود على حدود ميرجافه في جنوب شرق محافظة سيستان وبلوشستان. تم الإفراج عن خمسة بعد شهر وتم الإفراج عن أربعة آخرين في آذار/ مارس 2019. ألقت القوات البرية التابعة للحرس الثوري الإيراني باللوم على أجهزة المخابرات الأجنبية لدعمها ومساعدتها للجماعة الإرهابية.

قامت المخابرات الإيرانية يوم الثلاثاء الماضي بعملية سرية في الأراضي الباكستانية. دخلت القوات السرية الإيرانية باكستان وأطلقت سراح بقية جنودها الذين اختطفوا في عام 2018. كشفت عن العملية وكالة الأناضول. هذه القصة أكدتها وسائل الإعلام الإيرانية والتركية، وتم وصف الحادثة بـ”العملية الجراحية”، حسب بيانات الحرس الثوري الإيراني.

طبيعة “العملية الجراحية” غير معروفة، ما إذا كان هناك قصف، وقتل إرهابيين، أو تم استخدام الرصاص. ولكن نظرًا لأن كل من إيران وتركيا استخدمتا كلمة “عملية”، فمن الواضح أنها ليست مجرد حادثة عرضية، فقد حدثت بالتأكيد بعض المواجهات. واللافت أن وسائل الإعلام الباكستانية تجاهلت الحدث برمته.

بمعنى أوسع، إذا نفذت وكالة المخابرات الإيرانية عملية في أراضي باكستان وأطلقت سراح عناصرها، فإنهم يرسلون رسالة مفادها أن إيران لن تتسامح مع الطبيعة السيئة السمعة للجماعات الإرهابية الباكستانية. الآن ليس لدى إيران ضغط دونالد ترامب، لذا ستكون سياستها الخارجية أكثر مرونة الآن، وستنفذ ما تريده دون ضغوط.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ موقع “مودرن دبلوماسي”

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: