صحيفة “ايران” الحكومية – أهداف الاغتيال وتوقيت رد فعلنا
تناولت صحيفة "إيران" الحكومية، في مقال للمتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، موضوع اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده. حيث اعتبر ربيعي أن هذا العمل لن يمر دون رد بالتأكيد، لكن ليس عندما يريدون ذلك ولا بالطريقة والمكان الذي يتوقعونه، بل سيتم تحديد الملعب والوقت من قبل إيران.
كانت إيران ضحية مرارًا وتكرارًا للإرهاب الأعمى والذكي منذ الثورة بهدف ترهيب الجماهير أو القضاء على “مستقبل النظام”. كان يستهدف الإرهاب كبار المسؤولين. لكن في السنوات الأخيرة استهدفت هذه الاغتيالات أيضًا تطوير التقدم العلمي والقوة الدفاعية والسلطة الجيوسياسية. إن اغتيال الشهيد محسن فخري زاده بعد اغتيال شهداء نوويين في السنوات العشر الماضية وبعد أشهر قليلة من اغتيال الشهيد قاسم سليماني له أهداف أوسع تتعلق بوجود إيران ونموها. وأظهرت عملية الاغتيال أنها محسوبة ومخطط لها بالكامل ونُفذت بتخطيط مسبق لتحقيق عدة أهداف:
- تعكير صفو المجتمع وخلق خيبة أمل عند الناس في تحقيق النصر
- إحداث ارتباك في استراتيجية إيران وإجبارها على اللعب على الأرض التي صممها العدو
- زعزعة أمن المنطقة والحصول على تنازلات من أصحاب الثروات النفطية في الشرق الأوسط وتطوير التنمية بهدوء من خلال كسر المقاومة في المنطقة
- اضطراب البيئة الأمنية العالمية بسبب التغيرات المستقبلية المحتملة في السياسات الدولية فإذا كان العالم ما بعد ترامب يبحث عن نظام جديد وإمكانية عالمية أقل توتراً فإن الخاسرين الرئيسيين سيكونون النظام الصهيوني أو بعض الحكام الإقليميين
إن المناخ الدولي بعد ترامب يصب في مصلحة مستقبل الجمهورية الإسلامية ولكن يسعى هذا الاغتيال إلى خلق مناطق مدمرة وتكثيف الاستياء وتعطيل السلام العالمي بعد ترامب. ان العدو يرتكب الاغتيالات بأبشع الوسائل والأدوات، عبر كمائنه لقادتنا في كل من بغداد ودماوند للانتقام من فشلهم في الضغط على إيران وإثارة السخط الاجتماعي. وهذا يظهر أن إيران في طريق النجاح وتحقق أهدافها السلمية، ولأن العدو لا يملك القدرة على التفاوض معنا لتحقيق أهدافه ولا القدرة على محاربتنا يبقى الأمر إلى إرهاب الدولة.
إن اغتيال الشهيد قاسم سليماني ومحسن فخري زاده اللذين وقعا ضحية إرهاب مؤشر واضح على ضعف الأعداء الذين فقدوا الساحة ويريدون إبطاء مسار سلطة إيران وتنميتها بمساعدة القتلة والتفجيرات والاغتيالات. ومع ذلك أظهر تاريخ الثورة في الأربعين سنة الماضية أنهم حصلوا على النتيجة المعاكسة تمامًا وأن هذه الاغتيالات لا تؤدي إلى الانقسام الاجتماعي بل أصبحت أيضًا أحد عوامل تماسك المجتمع وتوحيده حول إدانة الإرهابيين وحماية الشهداء.
ما الذي يبحث عنه الإرهابيون في هذا الحساب؟
تقول المفاهيم السوسيولوجية للإرهاب أن الغرض من هذه الاغتيالات هو “إحداث تغيير” أو “التأثير بشكل خطير على المجتمع” من خلال استهداف الشخصيات الرئيسية، من الشهيد بهشتي إلى سليماني وفخري زاده، فهم يحاولون تغيير عملية التنمية والنمو ورموز السلطة في خيالهم وإبطاء المسار والتأثير على نفسية المجتمع.
ان الشهيد فخري زاده وأمثاله أسسوا سبل زيادة قدرتنا الدفاعية والتقدم العلمي. وخدمة فخري زاده الحقيقية هي استنساخ عشرات العلماء الشباب الذين لديهم حافز وتصميم أكثر على دفع عجلة التقدم العلمي في إيران كما يعلمون أن اغتيال عالم أو قائد عظيم لن يغير سياسة إيران العلمية والدفاعية، لكن يمكنهم الاستفادة من آثارها الاجتماعية، هنا يجب على ضحية الاغتيالات العمل بذكاء لمنع حدوث أي اغتيالات جديده ومنها
الاغتيال الأول يمكن أن يؤدي إلى اغتيالات أخرى بما في ذلك اغتيال المجتمع والسياسة الصحيحة والفعالة في دفع الأهداف الوطنية، الاغتيال الثاني هوخلق جو الاضطراب الاجتماعي والاستغلال السياسي وتغيير اتجاه المسار الاجتماعي السياسي الصحيح الذي يريدون خلقه بهجوم دعائي ونفسي. إذا لم تسمح الجماعات والمؤسسات السياسية لهذه المرحلة بالوصول إلى مرحلة التنفيذ والنجاح، فهذا يعني أنها استطاعت تحييد موجات الاغتيال وتوجيهها في اتجاه غير إرادة القتلة، لكن اذا تحولت موجات الاغتيال الأولى إلى اغتيال نفسي سيصبح المجتمع مشتتًا.
في غضون ذلك أولاً وقبل كل شيء لا ينبغي إضعاف المؤسسات الاستخباراتية والأمنية فيجب أن تكون هذه المؤسسات مجهزة بذكاء والقدرات للتعامل مع الأشكال المختلفة من العمليات المحاكة ضد إيران. ولا شك أن هذه القدرة موجودة في أجهزة استخباراتنا. كما أنه لا ينبغي أن يقع المرء في فخ ربط موضوع الإرهاب بالمفاوضات في الحكومة الحالية أو في الاتفاق النووي.
إن تقديم الشهيد فخري زاده ضحية محادثة مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو تحميل الاتفاق النووي مسؤولية الاغتيال، يظهر عدم الاهتمام بعمق وأبعاد هذا الاغتيال، ثم إن نظام الجمهورية الإسلامية كما هو موضح في الحالات السابقة يحسب تاريخ وجغرافيا الرد بشكل جيد ثم يرد.
وبهذا الرأي أعتقد أن الغرض من اغتيال الشهيد فخري زاده هو كل أفراد المجتمع ومستقبل إيران فلقد أرادوا تغيير مسار إيران عن طريق إزالة أحد أبطال العلم والدفاع في البلاد لكن هذه الطريقة لن تتحقق، وذلك بسبب ذكاء الشعب والمسؤولين ويقظة مؤسسات صنع القرار. وأخيرا لن يمر هذا الاغتيال دون إجابة بالتأكيد لكن ليس عندما يريدون ذلك ولا بالطريقة والمكان الذي يتوقعونه سيتم تحديد الملعب والوقت من قبل إيران.
إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا
المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية