أخبار وتصريحات – خامنئي: يجب معاقبة جميع المتورطين باغتيال فخري زادة
لا تزال الساحة السياسية في إيران تتفاعل مع حادثة اغتيال محسن فخري زاده. في هذا السياق، شدد المرشد الأعلى علي خامنئي على "ضرورة معاقبة جميع منفذي هذه الجريمة والآمرين بارتكابها"، مشيراً إلى أن "فخري زادة استشهد على أيدي العملاء الجناة".
وأوضح خامنئي أن “هناك نقطتين يجب على جميع المسؤولين في البلاد أن يضعوهما نصب أعينهم وضمن جدول برامجهم؛ الأولى: ضرورة متابعة هذا الموضوع والاقتصاص من الضالعين في جريمة اغتيال هذا الشهيد والثانية: مواصلة مشواره العلمي والفني في جميع المجالات التي كان يهتم بها الشهيد”.
بدوره عزى الرئيس الإيراني حسن روحاني، بـ “استشهاد رئيس منظمة الأبحاث والإبداعات بوزارة الدفاع محسن فخري زادة”، وقال “ليعلم أعداؤنا أنه باستشهاد أمثال الشهيد فخري زاده لن يكون هناك فقط عائق أمام علماء إيران الإسلامية لاتباع طريق النمو العلمي المتسارع بل سيكونون أكثر عزمًا وتصميمًا لمواصلة طريق هذا الشهيد العزيز”.
وأكد روحاني، أن “هذه الأعمال الإجرامية العمياء محكومة بالفشل وهي نتيجة عجز أعداء الشعب الإيراني أمام حركته العلمية والانجازات التي حققها في هذا المجال وهي كذلك نتيجة هزائم الأعداء المتكررة في المنطقة والمجالات السياسية”.
من جهته، دعا رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إلى “ضرورة أن تتخذ الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإجراءات اللازمة للكشف عن الضالعين بالحادث الإرهابي المتمثل في اغتيال العالم الإيراني وإلقاء القبض عليهم وإنزال أشد العقوبات بحقهم”.
كما اعتبر رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي أن “سبب غيظ العدو من الشهيد فخري زاده هو أن الولايات المتحدة والصهاينة يعتقدون بأن العلم والتكنولوجيا يجب أن يكون حكرا عليهم، لكنه كان أحد الذين دحضوا عقيدتهم”.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية محمد جواد ظريف ان “الهجوم الإرهابي الذي طال أحد علمائنا خطط له نظام إرهابي ونفذ على يد مجرمين متعاونين معه”، لافتاً إلى أنه “من المخجل أن البعض يمتنع عن الوقوف بوجه الإرهاب ويتستر خلف الدعوة إلى ضبط النفس”، موضحًا اأن “عدم الاقتصاص سيزيد من صلافة النظام الإرهابي”.
من جهة أخرى، أكد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني العميد اسماعيل قاآني أن “الانتقام لدم فخري زاده آت وسيكون بتكاتف القوات الإيرانية بكل تشكيلاتها”، معتبراً أن “الشهيد فخري زاده فضح باستشهاده أدعياء الدفاع زورا عن حقوق الانسان”.
كذلك، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن “العناصر المتورطة في حادث نطنز وعملية اغتيال الشهيد محسن فخري زادة واحدة ويبدو أن الكيان الصهيوني له دور في هذه الاحداث”، مشيراً إلى أن “أي تغيير بشان توصل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (إلى المواقع النووية) يعتمد على صدور قرار من الجهات العليا في هذا الخصوص”.
في ذات السياق، ندّدت بعض الدول بحادثة الاغتيال التي حصلت في طهران. وأعرب وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، عن تعازي الدوحة لإيران حكومة وشعبا في عملية الاغتيال.
وأكد آل ثاني على أن “مثل هذه الخطوات لن تسهم إلا في صب المزيد من الوقود على النار في الوقت الذي تبحث فيه المنطقة والمجتمع الدولي عن وسائل لتخفيف التوتر والعودة إلى طاولة الحوار والدبلوماسية”، داعيا إلى “ضبط النفس والسعي إلى إيجاد حلول جذرية للمسائل العالقة”.
كما وصف رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، الجهة التي اغتالت العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، بـ”الإرهابية”، في أول تعليق تركي على عملية الاغتيال، مضيفاً أن “قيام منظمة غير قانونية أو دولة أو منظمة قانونية ما بعملية الاغتيال، لا يغير شيئا من كونها عملية إرهابية”.
وأصدرت وزارة خارجية فنزويلا بيانًا أدانت فيه بشدة اغتيال فخري زاده، مطالبة جميع الدول الالتزام بالحقوق الدولية والأمن والسلام الدولي.
وأدان الاتحاد الأوروبي عملية اغتيال فخري زادة، واصفًا العمل بـ “الإجرامي”، وأضاف البيان الصادر عن الاتحاد “قُتل مسؤول حكومي إيراني بارز، وعدد من المدنيين في سلسلة من الهجمات العنيفة في مدينة آبسرد الإيرانية. هذا عمل إجرامي ويتعارض مع مبادئ احترام حقوق الإنسان”.
من جهته، وصف المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية جون برينان، اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده عملًا إرهابيًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يشجع المزيد من الحكومات على تنفيذ هجمات مميتة ضد المسؤولين الأجانب.
وأضاف برينان، أن اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة عمل إجرامي ومتهور للغاية، محذرًا أن هذا العمل قد يتسبب بجولة انتقام وصراع إقليمي.
بدورها، أدانت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب أفريقية، نالدي باندور بشدة، اغتيال العالم الإيراني، وأكدت، أن “القتل المتعمد للإيرانيين لا يؤدي إلى السلام، بل سيؤدي إلى تصعيد الاضطرابات في المنطقة، ويجب تقديم مرتكبي هذه الأعمال إلى العدالة”.
وعبّر وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد عن إدانة الجمهورية العربية السورية لعملية اغتيال العالم النووي الإيراني وعن شعوره بالسخط بعد هذا الحادث الإجرامي، وأكد مجددا وقوف سورية إلى جانب إيران شعبا وحكومة في مواجهة المحاولات اليائسة للنيل من تقدمها ومقدراتها العلمية والوطنية.