الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 سبتمبر 2020 07:37
للمشاركة:

وزير خارجية العراق في طهران… أجندة المباحثات

التقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الرئيس الإيراني حسن روحاني، في قصر “سعد آباد” بطهران ظهر السبت 26 أيلول/ سبتمبر، في أول زيارة إلى إيران منذ توليه منصبه. لقاء حسين بروحاني سبقه لقاءٌ بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
الزيارة التي لم يعلن عن أجندتها سابقًا، جاءت في ظل تطورات سياسية هامة وحساسة في الداخل العراقي، كذلك الوجود الأميركي وتصاعد وتيرة هجمات الفصائل الموالية لإيران ضد مصالح واشنطن هناك، فضلًا عن ضرورة تباحث الجانبين في سبل تنفيذ الاتفاقات الثنائية المبرمة مسبقًا بينهما.

الرئيس روحاني اكّد لضيفه العراقي، أن بلاده لم ولن تسعى للتدخل في الشؤون العراقية الداخلية، قائلًا “نحن نعتبر وحدة الشيعة والتفاعل بين مختلف الفئات بما في ذلك الشيعة والسنة والأكراد مبدأ هامًا في العراق”، مؤكدًا، وقوف إيران الى جانب العراق حكومة وشعبًا. وأضاف روحاني “الشعب الإيراني وحكومته يعتبران العراق دولة صديقة لهم… لقد دعمنا على الدوام وفي مختلف المراحل الشعب العراقي والحكومة الشرعية في هذا البلد وخير مثال على ذلك هي مساعدة الشعب والحكومة العراقية في مواجهة الهجمات الإرهابية لتنظيم داعش على هذا البلد”.
وحول التواجد الأميركي في العراق، قال الرئيس الإيراني إن بلاده أعلنت على الدوام وبصورة واضحة وشفافة عن مواقفها السياسية وانها تعتقد بأن تواجد القوات الأميركية يضرّ بأمن واستقرار المنطقة، مضيفًا أن “العمل لإخراج القوات الأميركية ليس واجب إيران فحسب، بل واجب على كل دولة يوجد فيها الأميركيون”، مذكّرًا بأن تصويت البرلمان العراقي على انسحاب القوات الأميركية من العراق خطوة إيجابية يحترمها الشعب العراقي وتدعمها إيران.
وشدد روحاني على تعزيز وتعميق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والثقافية ولاسيما الاقتصادية، أيضًا على الإسراع في إدخال الاتفاقات المسبقة بين البلدين حيز التنفيذ، والتي أبرمت بين مسؤولين من الجانبين في زيارات سابقة.

في المقابل، أشار وزير الخارجية العراقي في اليوم الأول من زيارته إلى تشكيل لجنة متخصّصة وبإيعاز من رئيس الوزراء العراقي، لإجراء المباحثات وإعداد الأرضية الملائمة لتنفيذ الاتفاقات بين البلدين، إذ سيقوم أعضاؤها بزيارة طهران خلال الأسابيع المقبلة، مشدًدًا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية والثقافية، وتكثيف الجهود لتنفيذ جميع الاتفاقات المسبقة بين البلدين تدريجيًا.
وعن لقائه بظريف، أفاد بأن الطرفين تباحثا في مختلف القضايا المتعلقة بالعلاقات بين البلدين والقضايا الإقليمية والتطورات على الساحة الدولية، إذ أكّد حسين على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الإيرانية العراقية قائلًا، “العلاقات بين طهران وبغداد تستفيد من التاريخ العريق والجغرافيا المشتركة، ولا تقتصر على المصالح الاقتصادية والمصالح السياسية”.

بدوره، أعلن ظريف دعم طهران للعملية السياسية وسيادة العراق، واصفًا أمن واستقرار هذا البلد بالمسألة الهامة لإيران. وفي تغريدة على حسابه بتويتر، قال ظريف “تحدثنا بشأن الاغتيال الارهابي للولايات المتحدة الأميركية لبطلنا القائد سليماني وكذلك الهجمات على المقرات الدبلوماسية الإيرانية في العراق، وقد تم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة وأهمية حماية المقرات الدبلوماسية”.

الجدير ذكره، وفي ظل التوتر المتصاعد بين الحكومة العراقية وبعض الفصائل الشيعية على خلفية الهجمات المستمرة التي تشهدها المنطقة الخضراء والسفارة الأميركية وسط بغداد، تناقلت عدة مواقع نبأ تواجد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعي قآاني ببغداد. بالتوازي يزور رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد حسين باقري بغداد يوم الأحد 27 أيلول سبتمبر، ولمدة يومين للبحث مع المسؤولين العراقيين في التعاون العسكري والأمني بين البلدين، فضلًا عن ملف اغتيال سليماني وأبو مهدي المهندس في مطار بغداد مطلع العام الجاري. 

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: