الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 مارس 2020 15:02
للمشاركة:

إيران وسياحة النوروز.. فيروس كورونا يعطل الانتعاش

في كل عام ينتظر الشعب الإيراني بفارغ الصبر عطلة عيد النوروز التي تبدأ في 20 آذار/ مارس، حيث يخطط ليقضي هذه الإجازة ببرنامج مسبق، أملاً في أن تنفض تلك الراحة عن نفسه غبار التعب وضغوطات الحياة، بعد أن يكون قد قضى عاماً كاملاً من العمل الذي لايخلو من المصاعب الاقتصادية والنفسية، لكن العام الذي انتهى للتو كان مليئاً بمشكلات تركت تبعاتها على ظروف الإيرانيين المعيشية والاجتماعية والاقتصادية، وآخرها تفشي فيروس كورونا الذي ترك آثاره السلبية على برامج السياحة الداخلية والخارجية والتي تنتعش عادة في موسم عيد النوروز.

وكانت المحافظات الشمالية في إيران قد أعلنت قبيل العطلة عن عدم نيتها استقبال الزوار من خارجها هذا العام بعد تأزم الأوضاع فيها بشكل كبير إثر تفشي فيروس كورونا المستجد هناك، لا سيما أنها وجهة رئيسية لكثيرين فهي التي تمتد على ساحل بحر قزوين، وألقى هذا الأمر وغيره من التطورات التي حصلت بسبب فيروس كورونا بظلالها على فنادق البلاد، حيث أوضح رئيس اتحاد فنادق طهران محمد علي فرخ مهر أن 98% من فنادق البلاد فارغة، فيما تصل النسبة في طهران وحدها إلى 100% على حد قوله.

على صعيد السياحة الخارجية، أدى تعليق معظم دول العالم رحلاتها الجوية مع طهران إلى منع الإيرانيين من التوجه نحو عدد من البلدان التي كانوا يقصدونها كوجهة سياحية لهم في رأس السنة الإيرانية، وعليه فقد باتت السياحة الخارجية الإيرانية التي كانت تنتعش في هذه الأيام، خصوصاً باتجاه العراق والإمارات وتركيا مغلقة تماماً.

إلى جانب ما سبق، تعطلت السياحة الدينية في إيران، إثر إعلان عمدة مدينة مشهد محمد رضا كلايي، الأحد الماضي، إغلاق حرم الإمام الرضا، الذي يقصده الزوار من مختلف دول العام على مدار العام، وقال كلايي في منشور له على حسابه في موقع انستغرام إن الوضع في المدينة أصبح خطيراً ومقلقاً للغاية وأن إغلاق ضريح الإمام الرضا أتى اتّباعاً لتعليمات الحكومة لمكافحة جائحة فيروس كورونا.

بلغت عوائد السياحة في إيران العام الماضي 12 مليار دولار

وقد أشار وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي خلال تغريدة له عبر موقع تويتر إلى انخفاض غير مسبوق في نسبة السفر خلال أيام عيد النوروز، مستنداً بذلك على بيانات استخدام الانترنت، التي تبين من خلالها سفر مليون شخص خارج مدينة طهران، بينما سافر في العام الماضي 4 ملايين شخص. وشهدت مدن أخرى حركات خروج كهرمزغان، يزد، بوشهر وقم التي بلغ عدد الخروج منها حتى ثاني أيام العيد إلى 40 ألف شخص.
وكانت محافظة هرمزغان الوجهة الأعلى للسياح الإيرانيين خلال أيام العيد.

ويتوقع خبراء اقتصاديون في إيران خسارة القطاع السياحي خلال هذا الربيع قرابة 40 ألف مليار تومان، أي 2.5 مليار دولار تقريباً، وتتوزع الخسائر حسب توقعاتهم إلى 800 مليون دولار تقريبا على صعيد السياحة الداخلية، بينما يصل نصيب السياحة الخارجية من الخسائر 1.5 مليار دولار تقريباً.

وهذا ما أدخل القطاع السياحي بغيبوبة مؤقتة بعد وصول إحصائية عوائده في نيسان/ أبريل الماضي، بحسب تصريح رئيس منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحية علي أصغر مونسان إلى 12 مليار دولار وفق سعر الصرف في حينه. ووفق أرقام مركز الإحصاء الإيراني الرسمي، فإن عدد الرحلات السياحية خلال فصل الربيع الماضي وصل 102 مليون رحلة، قامت بها 66% من العائلات الإيرانية، الأمر الذي درّ عائدات من السياحة الداخلية بلغت 13 ألف و 700 مليار تومان أي 850 مليون دولار، أما السياحة الخارجية فجلبت عوائد قدرت بـ 11 مليار دولار، حيث استقبلت إيران 3 مليون سائح أجنبي ساهموا في 27% من عائدات السياحة الخارجية كذلك.

نوروز في سقم

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: