مانشيت إيران: تصريحات ظريف تثير حفيظة الصحف الإيرانية
ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟

“وطن امروز” الأصولية، تتساءل: مفاوضات مع قاتل الحاج قاسم؟

“آفتاب يزد” الإصلاحية: غضب ظريف

“ثروت” الاقتصادية: نقض الاتفاق النووي على الطريقة الأوروبية

“جوان” الأصولية: تخصيب اليورانيوم حسب الرغبة

“جمهوري اسلامى” المعتدلة: طرد أميركا، مطالبة عمومية لشعوب المنطقة

“ستاره صبح” الإصلاحية: الضوء الأخضر للمفاوضات مع أميركا

“رسالت” الأصولية: الدنيا تتشارك فايروسًا واحدًا
أهم التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 26 كانون الثاني/ يناير 2020:
أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لمجلة “دير شبيغل” الألمانية، جدلًا واسعًا في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم. حيث صرّح الوزير بعدم استبعاده استئناف المفاوضات مع أميركا في حال قرّرت الأخيرة تغيير سلوكها مع طهران ورفع العقوبات عنها، مضيفًا أن الأمر ليس مستحيلًا ولم يتم نفيه بشكلٍ مطلق في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني.
رئيس تحرير صحيفة “كيهان” الأصولية، حسين شريعتمداري، انتقد تصريحات الوزير ظريف، مؤكدًا أنها تناقض تصريحاته السابقة بعدم الوثوق بأميركا. وتساءل عن الهدف الذي يسعى وراءه الوزير من خلال هذه المفاوضات، لاسيما بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أوامره المباشرة باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
شريعتمداري اعتبر أن ظريف قد أظهر إيران على نحوٍ سحيق من الضعف، عوضًا عن مسؤوليته بإظهارها بصورةٍ أقوى وأصلب. وأضاف أن الوزير قد ضرب رغبات الشعب الإيراني المطالبة بالانتقام من أميركا عرض الحائط. وخاطب شريعتمداري، ظريف قائلًا :”في حال أخذ ترامب بنصيحتكم، ورفع جميع العقوبات عن البلاد وعاد لطاولة المفاوضات، هل ستتفاوض على الملف الصاروخي الإيراني ودعم المقاومة، بعدما طالب ترامب بذلك؟”. وأضاف “هل تعلم أن الذي يحول بيننا وبين هجوم أميركا علينا هو صواريخنا التي تردع ترامب عن ذلك؟ “. واختتم شريعتمداري مقالته متسائلًا، “أيُّ وزير خارجية إيران أنت؟”.

في ذات السياق، أبدت صحيفة “وطن امروز” الأصولية، استغرابها من تصريحات وزير الخارجية الداعية للتفاوض مع أميركا بشكل غير مباشر. وتساءلت الصحيفة في تقريرها عن إمكانية ذلك في الوقت الذي يعتبر فيه الرئيس الأميركي حسب القانون الأميركي الداخلي والقانون الدولي “مجرمًا”؛ لإصداره أوامر اغتيال الفريق قاسم سليماني، باعتباره قائد عسكري رسمي لدولة مستقلة وذلك ما يخالف قواعد القانون الدولي. التقرير نصح الوزير ظريف بالسعي من أجل المطالبة بتحقيق الجزاء القانوني للرئيس ترامب وإدارته، ورفع شكوى ضده في محكمة الجنايات الدولية، عوضًا عن دعوته إلى طاولة المفاوضات.

بدورها، استطلعت صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية، في تقريرٍ لها أراء عددٍ من الخبراء والمحللين السياسيين بشأن تصريحات الوزير التي أبقت على باب التفاوض مفتوحًا مع واشنطن، بينما اتجهت إلى لغة التهديد مع أوروبا بانسحاب إيران من معاهدة الحد كمن انتشار السلاح النووي “NPT” في حال تم فرض عقوبات إضافية على إيران من قبل مجلس الأمن الدولي.
الدبلوماسي الإيراني السابق فريدون مجلسي، اعتبر تصريحات الوزير ظريف غير احترافية ولا تمت للدبلوماسية بصلة، موصيًا بعدم المضي في نهج التهديد مع أوروبا؛ لأن عواقبه ستكون سلبية على البلاد. وأضاف مجلسي أن “ظريف أصبح يتحدث باسم مجموعة أخرى تسعى وراء أهداف بعيدة عن التفاوض”.
قراءة استاذ القانون الدولي محسن جليلوند، لم تتوافق مع قراءة مجلسي، حيث اعتبر أن “تصعيد لهجة الوزير ظريف تنمُّ عن توجه الحكومة لاتخاذ قرارات أكثر حزمًا من السابق”، مؤكّدًا أن هذه التصريحات تؤثر بصورة غير مباشرة على قرارات أوروبا حيال مصير الاتفاق النووي، لاسيما بعدما تم تحديد قرارات الترويكا الأوروبية في قالب القرار الأميركي، وعدم قدرتها على تخطي القرار الأميركي حيال طهران. وأضاف، “بالرغم من ذلك، أوضح جليلوند أنه لا يمكن التأثير على الاستراتيجية الأوروبية من خلال لقاء صحفي واحد وتهديد واحد”، وفق قوله.
