الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 يناير 2020 13:11
للمشاركة:

إسرائيل واغتيال سليماني.. هل اقترب الانفجار؟

أصدر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي تقييمه الأمني السنوي لعام 2020، حيث أكد التقييم أن احتمالية نشوب الحرب على الجبهة الشمالية مع إيران وحزب الله تزداد خلال هذا العام، كما بيّن المعهد أن تقييمه أُجري على ضوء قيام الولايات المتحدة الأميركية بالقضاء على قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، مضيفاً أن تطور القوة الإسرائيلية ونجاحاتها العسكرية المهمة تساهم في زيادة التوتر. ووفقا للتقييم الذي قدمه المعهد للرئيس الإسرائيلي روبن ريفلين فإن عدّة عوامل ترفع احتملات وقوع الحرب أولها تعزيز إيران خطواتها في المجال النووي، بينّما تشكل الجهود الإيرانية الرامية لترسيخ وجودها في سوريا، بهدف قتال إسرائيل، عاملاً ثانياً يزيد من إمكانية اندلاع الحرب. وأضاف المعهد أن هناك عامل ثالث يُساهم في رفع احتمالية المواجهة هو جهود حلفاء إيران كحزب الله لتحقيق قدرة هجومية دقيقة على نطاق واسع، إلى جانب جهود حركة حماس الرامية لتخفيف حدة الحصار على غزة.

اغتيال سليماني زاد من قرب الانفجار

لم تغب عملية اغتيال سليماني عن تقييم المعهد الذي يُديره قائد جهاز الشاباك الإسرائيلي الأسبق عاموس يادلين، حيث تساءل المعهد “هل تعد عملية اغتيال سليماني، مؤشراً على تغير جوهري في السياسة الأميركية تجاه إيران، بحيث أصبحت واشنطن تستخدم القوة لمواجهة أنشطة طهران في المنطقة، أم أن هذا العمل عمل محدود؟”، وأضاف المعهد متساءلاً كذلك عن الهدف والغرض من هذه العملية الأميركية وعن قدرتها على تعزيز الردع أو تقليصه؟.

ورجح المعهد أن إيران تعيش حالياً مرحلة دراسة الرد، فضلاً عن حجم الضرر الذي لحق بها جراء غياب سليماني، الذي يعتبر بحسب معهد دراسات الأمن القومي المشغل الرئيسي لها في المنطقة، كما قال المعهد إن أميركا هي الأخرى تدرس خياراتها القادمة، الأمر الذي بنى عليه، ليؤكد أن حالة الدراسة المشتركة التي تجريها واشنطن وطهران تزيد من مستوى عدم اليقين، وعدم الاستقار، اللذان ارتفعا حتى قبل اغتيال سليماني، ما يُقرب الانفجار، على حد قوله. في هذا السياق يُقدم المعهد مجموعة متنوعة من السيناريوهات التي يجب على إسرائيل الاستعداد لها، بما في ذلك التصعيد الذي سيؤدي في النهاية إلى صراع واسع النطاق بين الولايات المتحدة وإيران، والذي قد تُشارك فيه إسرائيل، بحسب توقعاته.

التهديد الرئيسي – الحرب في الشمال

على صعيد متصل، تطرق التقييم لمستويات التهديد التي تواجه إسرائيل خلال هذا العام، فوضع أعضاء المعهد الحرب الشمالية في المرتبة الأولى من حيث أسوء السيناريوهات المقبلة. والتي تتلخص في التالي:

  • حرب لبنان الثالثة مع حزب الله والتي ستكون أكثر عنفاً وتدميراً من حرب لبنان الثانية .
  • حرب الشمال الأولى مع حزب الله في لبنان ، وقواته المتواجدة في سوريا والعراق وربما إيران.

لم يستبعد المعهد كذلك أن يأتي يُفضي التصعيد الحاصل حالياً على إثر اغتيال سليماني إلى هذه الاحتمالات، لكنه في الوقت ذاته يزعم أن امتلاك طهران لقنبة نووية خلال هذا العام هو احتمال ضئيل، الأمر الذي دفعه لدعوة إسرائيل للاستعداد لسيناريوهين في هذا الشأن:

  • العودة إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة والقوى الدولية المشاركة ، وهو احتمال تقلص نتيجة الأحداث الأخيرة وعملية التصفية الأمريكية لسليماني.
  • وصول الزحف الإيراني إلى العتبة النووية.

كلا الخيارين بالنسبة لمعهد دراسات الأمن القومي يتطلبان تفاهماً وثيقاً وخطة عمل مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: