الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة12 ديسمبر 2019 10:47
للمشاركة:

تقرير مجلس الأمن حول الهجمات على “أرامكو” في السعودية… لا نملك أدلةً لإدانة إيران

حصلت شبكة “بلومبرغ” الأميركية على نسخةٍ من التقرير الثامن الذي أعدّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقدّمه إلى مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء 10 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، حول إيران. وبحسب التقرير فقد نفى الأمين العام ضلوع إيران في الهجمات التي طالت منشآتٍ تابعة لشركة أرامكو السعودية في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثية) مسؤوليتها عن الهجوم، فيما نفت إيران تورطها بالقيام بأيّ دورٍ في تلك الهجمات.

ويورد التقرير ما قاله غوتيريش: “لقد تم ابتعاث محققين من الأمم المتحدة إلى السعودية بناءً على طلب سعودي، للتحقيق في الهجمات التي شُنت بواسطة طائرات بدون طيار وصواريخ، على شركة النفط السعودية أرامكو في أيلول/ سبتمبر الماضي، إلا أنّ المحققين لم يحصلوا على دليلٍ يؤكد مزاعم السعودية وأميركا حول ضلوع إيران في هذا الهجوم”.
وتابع غوتيريش: “إنّ محققي الأمم المتحدة فحصوا حطام أسلحة استخدمت في هجمات أخرى طالت منشآت نفطية غير أرامكو جرت في أيار/مايو الماضي، كما تمّ فحص حُطام أسلحة استخدمت في الهجوم على مطار أبها الدولي خلال الصيف الماضي. ولا يزالون يجمعون معلوماتٍ إضافية ويعملون على تحليلها حول الطائرات المُسيّرة وصواريخ كروز المستخدمة في الهجمات، وسوف تقدم نتائجها في الوقت المناسب”.
وبعد أشهرٍ من بداية عمل المحققين، لم تتوصل الأمم المتحدة إلى دليل حول صحة الادعاءات التي قدمتها أميركا والسعودية. ففي أيلول/سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع السعودية أنّ “إيران بلا شك تقف وراء الهجمات”، مؤكّدةً خلال عرضها لبقايا الأسلحة المستخدمة في الهجوم على أرامكو أنّ تحليل حُطام الطائرات المسيّرة والصواريخ التي عثر عليها يؤكد أنّ مصدرها إيران”. كما اتّهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بالتورط في الهجوم، فيما نفت الأخيرة هذه الاتهامات مرارًا.
وتعتقد واشنطن والرياض أنّ الهجوم طبّق وفق استراتيجيةٍ مُعقدة، حيث تم بواسطة مجموعةٍ من الطائرات المُسيّرة التي تُحلق على مستوى منخفض، بالإضافة إلى استخدام صواريخ كروز أُطلقت من الشمال. وقد كشف الهجوم عن مدى ضعف القدرات الدفاعية السعودية، على الرغم من أنّ السعودية أنفقت مليارات الدولارات على صفقات التسليح في السنوات الأخيرة.

الأيادي الإيرانية

خلال زيارة طاقم محققي الأمم المتحدة إلى السعودية تم تزويده ببعض الصور الفوتوغرافية كمؤشر على وجود تشابه بين الصواريخ المستخدمة في الهجوم على أرامكو، وبين صواريخ كروز الإيرانية المعروفة باسم “يا علي”، إلا أنّ طاقم التحقيق رأى بأنّ الصواريخ المستخدمة تشبه أيضًا صواريخ “القدس” التي أعلن الحوثيين امتلاكها في يوليو 2019.
كما قُدّم للجنة التحقيق مواد أرشيفية لطائرةٍ مسيّرة عُرضت في أيار/مايو 2014 بأحد المعارض الإيرانية، تعتبرها السعودية شبيهةً لحطام الطائرات المُسيّرة المستخدمة في الهجوم على منشأة بقيق النفطية. وهنا يتفق تقرير الأمم المتحدة مع السعودية أنّ الطائرات المسيرة المستخدمة في هجوم أرامكو كانت مزودة بأجزاء مشابهة مِن طائرات إيرانية مُسيّرة تم تجريبها في أفغانستان عام 2016، كما لم يُثبت أن الحوثيين يمتلكون هذا النوع من الطائرات المسيرة.
يتفق التقرير كذلك مع الرأي السعودي الذي يشكك في إمكانية قيام حركة “أنصار الله” (الحوثية) الحليفة لإيران، بالهجوم مُنفردةً على أرامكو وبدون دعمٍ أو توجيهات؛ بسبب تعدد وتباعد نقاط الإصابة في المنشأة النفطية، على الرغم من إعلان جماعة “أنصار الله” (الحوثية) رسميًا مسؤوليتها عن الهجوم.
وكان الهجوم الذي استهدف منشآت شركة “أرامكو” السعودية، وسلسلة التفجيرات التي طالت ناقلات وخطوط نفطٍ الصيف الماضي، متزامنًا مع تهديد إيران بالرد بقوةٍ على العقوبات الأميركية، والتي تقضي بفرض حظر تصديرٍ على نفطها. لتبقى التساؤلات تثار حول قدرة السعودية البقاء وحدها كصمام أمانٍ لاستقرار أسواق الطاقة العالمية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: