شباك الثلاثاء: كيف قضى الإيرانيون وقتهم خلال قطع السلطات الإنترنت عن بلادهم؟
ما الذي جاءت به الصحافة الإيرانية ثقافياً واجتماعياً؟
تطرقت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية لحجم سوق مواد التجميل في البلاد، حيث نقلت في أحد تقارير القسم الاجتماعي فيها عن رئيس منظمة الدواء والغذاء الإيرانية محمد رضا شانه ساز تأكيده أن إيران تعتبر من أكثر الدول استخداما لمواد التجميل. شانه ساز أجاب على سؤال للصحفيين يتعلق بمقدار استهلاك إيران لهذه المواد، فبيّن أن الإيرانيين يستهلكون ثلاثة أضعاف الاستهلاك العالمي لمواد التجميل، لافتاً إلى أن السوق الإيرانية يدخل لها سنويا عن طرق التهريب مواد تجميل بما قيمته مليار ومئتي مليون دولار. وعلى الرغم من أن مواد التجميل تعتبر من المواد غير الخاضعة للرقابة الدوائية إلا أن رئيس منظمة الدواء والغذاء حذر من تبعات استهلاك مواد التجميل على الصحة العامة مؤكداً أنها بحاجة لمراقبة حقيقية خاصة أنها تحتوي جزيئات معدنية ثقيلة تترسب في الخلايا، فضلاً عن أن الاستهلاك المرتفع لها في البلد يفرض على الجهات المعنية بالصحة العامة أن تجد حلولا لظاهرة التهريب.
شانه ساز ذهب لربط سوق مواد التجميل بالاقتصاد والصحة، مشيراً إلى أن وزارة الصحة بدأت بدعم شركات إنتاج مواد التجميل بما يعطي لإيران فرصة للاستفادة من سوقها اقتصاديا، إلى جانب ضمان رقابة حقيقية على سلامة مواد التجميل المستخدمة في البلاد.
كيف ملأ الإيرانيون وقتهم في فترة قطع الإنترنت؟
اعتبرت صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية، أن قطع الإنترنت خلال الاحتجاجات الأخيرة في البلاد كشف للناس حجم إدمانها على الإنترنت، ونقلت الصحيفة في تقريرٍ بقسمها الاجتماعي عن مجموعة من المواطنين قولهم إن قطع الإنترنت جعلهم يلجئون في اليوم الثاني للقيام بأعمال لم يكونوا يفكرون بها عندما كان الإنترنت يشغلهم ويملأ وقتهم، وأشار التقرير أن استطلاع الرأي أظهر أن قراءة الكتب ومتابعة الأفلام السينمائية ومتابعة الدراما عبر التلفاز وارتياد المقاهي الشعبية والحدائق شكلوا أهم سبل الترفيه وملئ الوقت.
الصحيفة أوردت في هذا الإطار إجابات عدّد من المواطنين على التساؤلات التالية: هل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي باتت حاجة لا يمكن الاستغناء عنها حالياً، وهل الإدمان عليها حقيقي، ومن أين يبدأ؟ وقال كاميار للصحيفة “شعرت بأني فقدت شيئاً مهماً جداً، ولم أدخر جهداً لعودة الأنترنت، فصرفت المال وجربت كافة الطرق في هذا السبيل، لكن دون فائدة”، ليختم بالتأكيد على أنه “يريد عودة الإنترنت لأنها بات تمثل حاجة ضرورية في المجتمع والحياة اليومية، وليس من باب الإدمان”.
من جانبها بيّنت ليلى أنها “بعد قطع الإنترنت أدركت أنها مدمنة عليه”، مؤكدةً أن اليوم الأول مر بصعوبة شديدة، بيّنما ذهبت في اليوم الثاني للبحث عن سبل جديدة لملئ وقتها، مشيرةً أن الصعوبة كانت في الحصول على معلومات حول قضية ما.
الخبير في علم الاجتماع محمود حريرتشي، أوضح للصحيفة أن “الحاجة للإنترنت باتت أمراً طبيعياً في العصر الحالي”، لافتاً إلى أن استفادة المجتمعات من الإنترنت متفاوتة، لأن هناك من يستخدمه كوسيلة لتأمين الاحتيجات وبين من يستخدمه لملئ الوقت والتواصل مع المجتمعات الأخرى.
محمود حريرتشي، شخص الأسباب التي تؤدي للإدمان، فقال إن عامل الوحدة والبطالة يشكل بداية الإدمان على الإنترنت، لا سيما لدى الشباب الذين يكسرون وحدتهم عبر الإنترنت، الأمر الذي يُشعرهم بالعجز عن انقطاع الإنترنت، على حد قوله.