الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 سبتمبر 2019 15:05
للمشاركة:

إيران والغرب: واشنطن لن تحارب طهران لحماية حلفائها العرب

تحت عنوان “نهاية الوهم السعودي” نشرت “نيويورك تايمز” الأميركية مقالاً جاء فيه أنه “آن الأوان لمواجهة حقيقة أنّ أميركا لن تتجه إلى الحرب مع إيران من أجل حماية حلفائها العرب”.
وفي هذا السياق رأت الصحيفة أنّ الصواريخ التي ضربت شركة النفط السعودية “أرامكو” لم تدمر خزّانات فقط، بل وجّهت ضربة أخيرة لعقيدة بدأت بالتلاشي منذ سنوات: واشنطن ستحتفط بمظلة أمنية قادرة على حماية دول الخليج الغنية بالنفط من أعدائها – ولا سيّما إيران، بحسب الصحيفة.
ويضيف المقال بأنّ أخطاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ساعدت في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، لكنّها تشير إلى أنّ “الأزمة الخليجية الحالية لا تتعلّق فقط بالإدارة الأميركية الحالية ومخاطر حملةالضغط الأقصى ضد إيران، بل بانفصال الإدارات الأميركية عن منطقة الشرق الأوسط منذ كارثة غزو العراق عام 2003” وفق الصحيفة.
وتابعت: “الآن بعد أن جعل النفط الصخري من أميركا أقلّ اعتماداً على نفط الشرق الأوسط، من الصعب تخيّل أي رئيس أميركي يخاطر بدم وثروة كبيرة للدفاع عن المملكة العربية السعودية”.
على مدى عقود، كما ذكّرت “نيو يورك تايمز”، بدا أن قادة الخليج يعتقدون أنّ علاقاتهم الوثيقة مع أميركا ومليارات الدولارات التي تم إنفاقها على الأسلحة الأميركية جعلتهم غير معرّضين للخطر، وقد حثوا بانتظام الدبلوماسيين والجنرالات الأميركيين على أن يكونوا أكثر صرامة مع جارتهم إيران أو حتى “قطع رأس الأفعى”، وفق وصف العاهل السعودي الملك عبد الله عام 2008 لتشجيع واشنطن على قصف المواقع النووية الإيرانية، لكنّ الإيمان بالقوة الأميركية غفل دائماً عن بعض الحقائق المزعجة: قدرة إيران العسكرية بحجم عدد سكان دول الخليج، الولايات المتحدة تبعد عن إيران نحو 10 آلاف ميل، في أي حرب يمكن أن تحدث، ستكون مدن الخليج من بين الأهداف الأولى، على سبيل المثال، يمكن لقنبلة واحدة أن تحطم مكانة دبي كرمز آمنٍ للتجارة والنقل والسياحة.
تضيف الصحيفة: “الآن يبدو أنّ الكابوس أصبح حقيقة. يوم السبت، لم تتمكن دفاعات السعوديين باهظة الثمن التي زودتها بها أميركا من اعتراض صواريخ إيران التي أصابت بدقة صهاريج ومنشآت تخزين النفط في اثنين من أهم المواقع في السعودية، متسببةً بارتفاع أسعار النفط العالمية. كان الضرر محدوداً، لكنّ الرسالة لم تكن كذلك: يمكن لإيران أن تضرب شريان الحياة الاقتصادي للخليج في أي وقت.

الواشطن بوست: هجوم “أرامكو” ضغط على أميركا من دون خوف من انتقامها

وصفت صحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية الهجوم على “أرامكو” الأسبوع الماضي بالوقح في هدفه وتنفيذه، لأنه استهدف بعضاً من البنية التحتية النفطية الأكثر حيوية في العالم، ما كان قد يستدعي رداً أميركيا عنيفاً.
لكن بالنسبة لإيران التي يعتقد المسؤولون الأميركيون أنها تقف وراء الهجوم، بحسب الصحيفة، فإنّ المخاطرة كانت تستحق. وفي حين نفت إيران أي ضلوع لها بهذا الأمر، نقلت الواشطن بوست عن محللين قولهم إنه “من المرجح أنّ الإيرانيين يرغبون في اختبار خصم رئيسي في المنطقة وهز أسواق الطاقة العالمية، بالإضافة إلى بناء نفوذ قبل الدخول في أي مباحثات محتملة مع الإدارة الأميركية”.
وأضافت الصحيفة أنّ طهران ربما تراهن على أنّ ترامب الذي يشعر بالقلق من نزاعات الشرق الأوسط، قد يرفض الرد بقوة، وأنّ الأزمة قد تدفع القوى العالمية للتدخل مما قد يؤدي إلى رفع العقوبات الاقتصادية على إيران.
وبحسب رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في شركة “أوراسيا” أيهم كامل، فإنّ السياسة الإيرانية قد تغيّرت مؤخراً من “انتظار ترامب” إلى “الرد على ترامب”، منبّهاً إلى أنّ “السياسة الجريئة لا تعني أنّ إيران تريد الحرب”.
المحللون الذين تحدثت إليهم الصحيفة قالوا إنّ السياسة الإيرانية الجديدة تسعى إلى إلحاق الألم بحلفاء الأميركيين وإظهار القوة الإيرانية، لكن من دون إثارة صراع مباشر مع واشنطن.
ولفتت الواشنطن بوست إلى أنّ المسؤولين الأميركيين والسعوديين قد خلصوا إلى أنّ الطائرات المسيّرة وصواريخ الكروز التي ربما تكون قد انطلقت من الأراضي الإيرانية، نجحت في الهرب من الدفاعات الجوية السعودية عندما نفذت ضربات دقيقة ضد منشآت النفط.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: