الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 أغسطس 2019 07:32
للمشاركة:

إيران والغرب: واشنطن في طريقها للخروج من الخليج؟

سياسات ترامب ضد إيران تأتي بنتائج عكسية، وفي ظلّ تغييرات سياسية في منطقة الخليج، منها السلوك الإماراتي الأخير… هل بدأ العد العكسي لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في هذه المنطقة؟

اعتبرت مجلّة نيوزويك الأميركية أنّ الوضع في الخليج هذه الأيام اختلف كثيراً، إذ كان يُقال في السابق “إنّ من يعرقل الحركة البحرية في الخليج سيتم التعامل معه بقوة كبيرة من قبل أميركا وحلفائها، لكنّ هذا الأمر بات اليوم مجرّد قصة خيالية”، بحسب وصفها.
وذكّرت المجلّة بتغريدة سابقة للرئيس الأميركي تساءل فيها لماذا على بلاده أن تحمي سفن دول عديدة من دون مقابل، داعياً هذه الدول أن تحمي سفنها بنفسها خلال رحلات كانت دائماً خطرة، بحسب تعبيره.
وتعليقاً على هذا الكلام، قالت المجلّة إنّ أي شخص لا يزال يعتقد أنّ الولايات المتحدة سوف تتحدّى إيران مباشرة يجب أن يعيد قراءة تغريدة ترامب، مضيفة أنّ هذه التغريدة تمثل دلالة لما هو مقبل من السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة.
وخلصت المجلة إلى التوقّع بأنّ أميركا ستخرج من الخليج، ليس هذا العام أو العامل المقبل، لكن لا شكّ أنها في طريقها للخروج، معتبرة أنّ أوضح دليل على هذا الأمر هو تقاعس واشنطن في مواجهة استفزازت طهران، بحسب تعبيرها.

الغارديان: الإمارات تبتعد عن السياسة الأميركية تجاه إيران

رأت صحيفة الغارديان البريطانية أنّ سياسة “الضغط الأقصى” التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدف إلى تغيير سلوك حكومة طهران في الشرق الأوسط، وإنهاء تخصيب اليورانيوم، وجعل إيران تتراجع عن التدخل بشكل مباشر أو من خلال وكلاء من سوريا والعراق واليمن، وإقناعها بفتح مفاوضات جديدة مع أميركا مختلفة عن صفقة 2015.
لكنّ الصحيفة اعتبرت أنّ سياسة ترامب هذه تأتي حتى الآن بنتائج عكسية، فإيران تصعّد برنامجها النووي بما يتجاوز حدود اتفاق عام 2015، وقد “أصبحت أكثر عدوانية في منطقة الخليج، من خلال مضايقة حركة الشحن التجاري، كما ترفض مبادرات عدة من وسطاء عرضوا عليها مباحثات مع ترامب”.
مع ذلك، كما تلحظ الصحيفة، فإنّ الإدارة الأميركية تقول إنها تحقق مكاسب من خلال تقليص الأموال القابلة للتصرّف من قبل الإيرانيين.
وألمحت الغارديان إلى احتمال تخلّي ترامب عن مستشاره للأمن القومي جون بولتون، في إطار سياسة مفاجئة قد يتخذها للتقارب مع القيادة الإيرانية من أجل فتح حوار مع الطرفين، مشيرةً إلى أنّ اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في ستمبر/ أيلول المقبل قد يتيح الفرصة للقاء بين الرئيس الأميركي والإيراني، وأنّ تحقيق ذلك قد يتطلّب تخفيفاً كبيراً للضغط الاقتصادي على إيران.

الواشنطن بوست: الإمارات تبتعد عن السياسة الأميركية تجاه إيران؟؟

قالت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية إنّ أحد أقوى حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، والقوى الدافعة خلف النهج المتشدد الذي يتبعه ترامب تجاه إيران، الإمارات العربية المتحدة، بدأ يشق الصفوف مع واشنطن. وبحسب الصحيفة، فإنّ هذا السلوك يثير الشكوك عن مدى موثوقية هذا الحليف في حالة وقوع الحرب بين الأميركيين والإيرانيين.
ولاحظت الصحيفة أنه في الوقت الذي تلا إرسال أميركا تعزيزات بحرية إلى مياه الخليج لردع التهديدات الإيرانية لحركة التجارة البحرية في تلك المنطقة، بحسب تعبيرها، أرسلت الحكومة الإماراتية وفداً من خفر السواحل إلى طهران لمناشة مسألة الأمن البحري، مما جعل هذا البلد على مسافة من السياسة الأميركية التي تريد في نهاية المطاف عزل إيران.
وذكّرت الصحيفة الأميركية أيضاً أنه بعد انفجار ألغام بناقلات نفطية قبالة سوحل الإمارات في حزيران/ يونيو الماضي، اتخذت أبو ظبي موقفاً بعيداً عن موقف الرياض وواشنطن، رافضةً إلقاء اللوم على إيران أو تحميلها مسؤولية الحادث.
فوق كلّ ذلك، وفق الواشنطن بوست، أعلن الإماراتيون عن سحب قواتهم من اليمن التي تقاتل إلى جانب السعوديين حركة أنصار الله اليمنية، الصديقة إيران، وقد فتحت هذه الخطوة الباب في نهاية الأسبوع الماضي أمام سيطرة مجموعات مسلّحة على مدينة عدن الجنوبية تريد الاستقلال عن اليمن، وبالتالي عن الحكومة المدعومة أميركياً، وهذا اختلاف آخر عن السياسة الأميركية.
وفي السياق نفسه، تنقل الصحيفة عن مسؤولين إماراتيين قولهم إنّ بلادهم لا تريد أبداً أن يؤدي الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران إلى مواجهات في الخليج، وإنّ الإمارات ما زالت تأمل أن تؤدي ضغوط واشنطن على طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات في نهاية المطاف.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: