الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 يونيو 2019 07:25
للمشاركة:

أميركا عاجزة عن حشد دوليّ ضد إيران

الجدل الأميركي حول طريقة التعامل مع إيران، مازال يتفاعل بين الداعين إلى استخدام القوة العسكرية ضد طهران، وبين رافضي الدخول في حربٍ عسكريّة ضدّها، واللافت أن هذا الجدل ضمن الفريق الواحد. وما يزيد من تعقيد الموقف الأميركي، هو الرفض الأميركي الداخلي والرفض الدولي، للفيديو الذي نشرته واشنطن على أنه دليل ضلوع إيران في استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان.
مجلّة “نيوزويك” الأميركية ذكرت أنه رغم تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم نيّته الدخول في حرب مع إيران، فإنّ السيناتور الأميركي الجمهوري عن ولاية أركنساس توم كوتون، أحد كبار مؤيدي ترامب في الكابيتول هيل، أعرب الأحد الماضي عن دعمه لفكرة توجيه ضربة عسكرية لإيران، بعد اتهامها باستهداف ناقلتي النفط التجاريتين في خليج عمان الأسبوع الماضي.
كوتون، وهو عضو في لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ، وأحد المحاربين القدامى في الجيش الأميركي، اعتبر أنّ “الهجمات غير المبررة” في مضيق سلطنة عمان بحسب تعبيره، كافية لتبرير القيام بعمل عسكرية ضد إيران.
وفي حديث له مع شبكة “سي بي أس نيوز”، أضاف كوتون أنّ ما حصل في الخليج يستدعي ضربة عسكرية انتقامية، وفق قوله، مذكّراً بما قام به الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان في الثمانينيات للدفاع عن ناقلات النفط في الخليج.
وكانت الأوضاع في مياه الخليج قد تدهورت أثناء الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينيات، إلى أن زرعت إيران ألغاماً بحرية لعرقلة تجارة النفط، فأرسلت واشنطن بوارجها وكاسحات ألغام لتأمين حركة شحنات النفط من وإلى الدول العربية في تلك المنطقة.
وتابع كوتون: “يمكننا القيام برد عسكري في وقت وطريقة نختارهما”، وهدّد قائلًا: “أسرع طريقة لإشعال النار وغضب الجيش الأميركي العنيف هي التدخل في حرية الملاحة في البحار المفتوحة وفي الجو .. هذا بالضبط ما تفعله إيران”.
“نيوزويك” لفتت إلى أنّ بعض خبراء الاستخبارات أكدوا بأنّ الفيديو الذي تم نشره كدليل على ضلوع إيران في الهجمات، ليس دليلاً كافياً على ذلك.
وكانت “نيوزويك” قد حصلت الأسبوع الماضي على تصريح من وليام تشيرش، وهو محقق عسكري سابق في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، رأى فيه أنّ “الفيديو لا يعني شيئاً”، وأضاف: “نحتاج إلى معرفة كيفية التقاط الصور ومتى تم التقاطها، وما هو التسلسل الكلّي لما حدث، ثم يتعيّن علينا التحدث مع الأشخاص الظاهرين في الفيديو للحصول على إفادتهم حول ما حدث”.
أما رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي آدم شيف، والذي صرّح ضمن برنامج “فايس ذا نايشن توداي” على شاشة “سي بي أس”، أعرب عن عدم شكه بوقوف إيران خلف الهجمات على ناقلات النفط، وأضاف: “المشكلة هي أننا نكافح، حتى بوجود هذا الدليل القوي، لإقناع حلفائنا للانضمام إلينا في أي نوع من الاستجابة، وهذا يُظهر مدى العزلة التي وصلت إليها أميركا”.
ورأى الديمقراطي الذي ينتقد ترامب باستمرار أنّ وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون “يحاولان تقويض محاولات رئيسهم للابتعاد عن حرب أخرى في الشرق الأوسط”.

أميركا عاجزة عن حشد دوليّ ضد إيران 1

نيويورك تايمز: التصعيد يتوقّف على من يحكم واشنطن وطهران
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تحليلاً خلص إلى أنّ “المتشددين في طهران وواشنطن يعتمدون التصعيد في الوقت الراهن من أجل تحقيق مكاسب سياسية”.
كاتب التحليل دايفيد سانجر رأى أن الأحداث الأخيرة في مياه الخليج، واتهام بومبيو مباشرة إيران بالضلوع فيها، تشجع المتشددين من الطرفين على المجادلة بأنّ ما يريده الخصم على المدى البعيد في الحقيقة هو الحرب.
وأشار سانجر إلى أنّ مستشار الأمن القومي جون بولتون قد التقى يوم الجمعة الماضي، لثلاث ساعات في البيت الأبيض، القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان، والجنرال جوزيف ف. دنفورد جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، لمناقشة هجمات الناقلات ومقترح البنتاغون بإرسال نحو 6000 جندي إضافي إلى منطقة الخليج، مع سفن حرية وطائرات مقاتلة.
وبحسب الكاتب، فإن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان التصعيد هو السائد، أم أنّ التراجع عن المواجهة المباشرة من جانب ترامب، ومن جانب تيار إيراني يؤيد نوعاً من التسوية مع الغرب، سيكون السبيل الوحيد لخروج هذا البلد من عزلته.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: