الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 ديسمبر 2020 06:58
للمشاركة:

ترند إيران – إعدام روح الله زم بين التأييد والرفض

تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، مع قضية إعدام مؤسس قناة "آمد نيوز" المعارضة على تلغرام. ورغم صدور هذا الحكم منذ أيام، إلا أن التفاصيل التي أعلنها والد زم، محمد علي، على حسابه على انستغرام، أدت إلى تضامن عدد من المواطنين على مواقع التواصل مع هذه القضية.

أعدم زم في 12 كانون الأول/ ديسمبر، بعد أن كان المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين إسماعيلي، قد أعلن، في 8 كانون الأول/ ديسمبر، أن المحكمة العليا أيدت حكم إعدام روح الله زم.

في هذا السياق، أعلن والد روح الله زم، أن أفراد عائلته التقوا به في الليلة التي سبقت إعدامه، مشيراً إلى أن “المسؤول عن قضية نجله في مخابرات الحرس الثوري اتصل به وقال إنه يمكن أن يلتقي روح الله زم”.

يذكر أنه خلال الأيام الماضية انتشرت مقاطع مصورة لزم وهو يشرح على اللوح أمام المحققين، بعض التفاصيل عن المعارضة الإيرانية وعلاقته بقيادات هذه المعارضة. هنا، أوضح والد زم، أنه “رغم إغلاق القضية وصدور الحكم، إلا أن الحرس الثوري سلمني للقضاء لمدة شهرين تقريبًا، وخلالها تم إجراء استجوابات مطولة من قبل أمن القضاء ثم وزارة المخابرات”.

بحسب منشور الوالد على “انستغرام”، قال روح الله زم لأبيه: “قالوا إن السيد إبراهيم رئيسي يريد أن يضعني في خطة تبادل! قلت: ماذا يعني التبادل؟ قالوا: أن يطلق سراحك مقابل إطلاق سراح شخص من الجانب الآخر. وقالوا: عليك أن تكتب هذه المعلومات على اللوح، وسنصنع هذا الفيلم فقط للسيد رئيسي وليس له أي استخدام آخر.”

يشار إلى أن روح الله زم، الذي كان يعيش في فرنسا، تم الإعلان عن اعتقاله في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، دون الكشف عن كيفية ومكان الاعتقال، لكن سادت تكهنات في حينه أن الاعتقال تم أثناء رحلة إلى العراق، وبعد التحقيقات، وجهت إليه تهمة “الإفساد في الأرض”. إلى جانب تهم أخرى منها “التجسس لصالح فرنسا وإسرائيل”، بيد أن “زم” نفى جميع التهم، قائلًا إن عمله هو مجرد عمل صحافي.

على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسم المواطنون الإيرانيون بين من وجّه الانتقادات اللاذعة للنظام في إيران، مطالبين بالتحرك لوقف هذه الإعدامات، وبين من دافع عن حكم الإعدام معتبرين أنه إحقاق للحق. حيث اعتبر فريدون بارسي أن “النظام الإجرامي الإقليمي قتل روح الله زم، لكن مسؤوليتنا تغيير هذا النظام في مثل هذا الوقت البائس، وإذا تخيلنا أن هذا الوضع سيتغير عن طريق الهاشتاغ والكتابة والدردشة في الفضاء الإلكتروني، فنكون أغبياء”. فيما رأى هوتان همداني أن “اعدام روح الله زم هو دليل على ارتباك النظام في ايران، ودليل على أن زم كان لديه الكثير من المعلومات التي تعرّي هذا النظام، لذا تم قتله لدفن الأسرار معه”.

من جهته، أشار سعيد آزاديخاه إلى أنه “لا يوجد شيء مقدس. إن الوطن الذي يُعدم فيه هؤلاء التحرريون ونقف نحن ساكتين عن هذه الأعمال، هو أقل من خردة وليس وطناً”، مضيفاً “من نويد أفكاري إلى روح الله زم، لماذا ضحى كثير من الناس بحياتهم؟ أتمنى لو لم يكن هؤلاء وجدوا في الأساس، أحزن عليهم، لو لم يكونوا عاشوا بيننا لم حزنّا هكذا”.

بدوره، نشر كاوه موسوي صورة أحد المحققين مع زم الذين ظهروا في فيديو التحقيق معه، وقال “أطلب من كل واحد من أبناء بلدي تسجيل وجه هذا المحقق المرتزق في ذاكرة كل واحد منا. هو وزملاؤه أوقعوا روح الله زم على أساس أكاذيب، لا تنسوا وجه هذا المتهم حتى لا يهرب”. أما رضا حقيقت نجاد فكتب أن “أهم إنجاز للأجهزة الأمنية هو اختطاف روح الله زم وإعدامه، بينما تم نزع الأرشيف النووي الإيراني دون مواجهة، واغتيل قاسم سليماني، وانفجرت نطنز، وقتل محسن فخري زاده. أمام كل هذه الاختراقات الأمنية، احتفلوا بدم زم لنسيان حزن الذل”.

على المقلب الآخر، دافع محسن حقي عن الإعدام بالقول إن “البعض يسمي ما حصل قتلاً، لكن نحن نسميها إقامة العدل وفق القوانين التي أقرها البرلمان، أي نواب الأمة”، مضيفاً “لا ينبغي أن يكون أي منتهك للقانون في الجانب الآمن”.

كذلك، لفت متين شجاعي، إلى أن “المعارضين خارج إيران يظهرون تعاطفاً مع روح الله زم، هؤلاء يظهرون التعاطف والمشاعر الكاذبة من أجل شخص معاد للشعب الإيراني منذ سنوات وأعطى كل المعلومات الخاصة بالبلد للعدو”، مضيفاً “بالطبع، معظم المشاهير الأميين والخونة يشعرون بالذل تمامًا بسبب كرامة وقوة الجمهورية الإسلامية في إيران”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: