الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة1 أغسطس 2018 07:52
للمشاركة:

بعد هجر أمريكا للإتفاق النووي … ماذا يقول الإيرانيون بعد أن عاد وطلبهم ترامب لبيت الطاعة؟

 جاده ايران- شيرين سمارة

لم يلبث ان ينتهي ترامب من تجرع كأس التغريدات الصباحية  المفعمة بالتهديدات و الاستفزازات لإيران حتى نجده يصحو فجأة ولكن ليس بعفوية مطالباً الايرانيين بالجلوس على طاولة المفاوضات دون شروط  مسبقة.

المسؤولون  الإيرانيون  من اعلى الهرم حتى اخره  لم يحرموا ترامب من التهديد والوعيد ردا على تهديداته السابقة.كما انه لم يتفاجأ الإيرانيين  بدعوة ترامب لهم للحوار، لانهم لمحوا لذلك  كثيرا عندما أكدوا ان ترامب هو من سيطلب لقاء الايرانيين وليس العكس لأن ترامب حسبما كشفوا طلب لقاء روحاني ثماني مرات  اثناء اجتماعات الأمم المتحدة العام الماضي لكن طلبه قوبل  بالرفض.

ترامب وفي معرض الدعوة التي قدمها للإيرانيين، اكد أن دعوته لا تنبع من قوة أو ضعف، إلا أن التوصل لاتفاق مع إيران بحسب قوله يخدم مصالح البلدين والعالم.

وكما أن تهديدات ترامب كانت تستجلب ردواً تهديدية من الإيرانيين فإن دعواته للحوار لاقتها ايضاً ردوداً إيرانية من كافة المستويات.

فالرئيس روحاني تحدث بعاطفية يتخللها نوع من الشفافية مؤكداً، ان إيران لا تسعى ابدا وراء اثارة التوتر في المنطقة ولا تريد حدوث مشكلة ما في الممرات المائية الدولية، لكنها لا تتخلى ابدا عن حقها في تصدير النفط.

وانتقد الرئيس الايراني عدم التنفيذ الكامل للاتفاق النووي في القطاعات التجارية والاقتصادية والعلاقات المصرفية مضيفاً ان الجمهورية الاسلامية الايرانية على استعداد دائم لتنمية العلاقات والروابط الطيبة مع الدول الاوروبية والان اثر خروج اميركا اللاقانوني من الاتفاق النووي، فان الكرة هي في ملعب اوروبا في الفرصة المحدودة المتبقية.

اما ظريف لعب دور الناصح موجها لترامب عدة نصائح،  منها ان ايران واميركا تفاوضتا قبل عامين، ونجحتا مع الاتحاد الاوروبي والترويكا الاوروبية وروسيا والصين في التوصل الى اتفاق متعدد الجوانب معروف بالاتفاق النووي، وهذا الاتفاق بحسب ظريف كان مؤثراً، ويمكن لأمريكا ان تلوم نفسها فقط على الانسحاب من هذا الاتفاق وترك طاولة المفاوضات، فالتهديد والحظر والخداع الاعلامي اساليب عقيمة، كما أنه دعا أمريكا أيضاً إلى تعلم احترام ايران والتعهدات الدولية.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي كان اكثر المشككين ولكن ليس اكثر من وزير الامن سابق قائلاً: إن للمفاوضات شروط والتزامات وهي ما لم نشاهدها في سلوك وتصريحات الرئيس الأمريكي ومسؤولي بلاده وإن العقوبات والضغط هما النقطة المقابلة للحوار، والحوار يتطلب احتراما متبادلا والتزاما بالتعهدات الدولية”.

متسائلاً ” كيف للرئيس الأمريكي أن يثبت ان تصريحاته يوم أمس تنطلق من ارادة جادة وحقيقة وليست لخداع البسطاء والعوام”.

اما وزير الامن الايراني السابق ، حيدر مصلحي فقال: ان المخطط الاميركي يمضي في مسار الإطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وان كل هذه المقترحات مجرد تكتيك.

وفي رده على سؤال حول الاستراتيجية الإيرانية التي يجب ان تُعتمد تجاه أميركا؟ قال حجة الاسلام مصحلي: ان هوية أميركا وطبيعتها كما في السابق، وعلينا ان نعتبر أميركا الشيطان الاكبر.

 بينما عمل رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية “كمال خرازي” كمعالج نفسي لسلوك ترامب واصفاً، ترامب بأنه يعشق الحوار من اجل الحوار ولا يفكر  بنتائجه وتبعات تصريحاته المتناقضة ، مؤكداً ان ايران لا تُعير اهتمامًا لطلب ترامب للجلوس على طاولة التفاوض.

وشدد انه ينبغي لترامب ان يعوض عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي قبل اي شيء آخر وان يدلل على احترامه لإسلافه في الالتزام بالقوانين الدولية.

اما اللواء جعفري لعب دور معلم المدرسة مخاطبا ترامب، ان ايران ليست كوريا الشمالية لكي ترد بالإيجاب على دعوتك لإجراء لقاء، فالشعب الايراني بحسب جعفري قد عزز دينه وايمانه بالإسلام الذي احياه الامام الخميني، وهو يختلف كثيرا عن الشعوب التي تقبل الهيمنة ولن يسمح ابدا لمسؤوليه بالتفاوض ولقاء الشيطان الاكبر.

واضاف ان مسؤولي النظام الايراني بدورهم يعرفون جيدا سيناريوهاتكم المخادعة وخبروها مرارا.

رافعا ابهامه بوجهه قائلاً انك ستاخذ امنيتك هذه في ان يطلب المسؤولون في إيران لقاءك او يطلب الاذن من شعبهم للقائك، معك الى القبر. فانك لن ترى ابدا مثل هذا اليوم، فابق في قصرك “الاسود” تعيش اوهام لقاء المسؤولين الايرانيين واعلم انها امنية ستبقى بعيدة المنال طيلة فترة رئاسة وبعيدة المنال حتى عن الرؤساء من بعدك.

وفي هذا السياق تراوحت تصريحات قائد القوة البحرية للجيش الايراني الاميرال حسين خانزادي، بين الواقعية والحذر قائلاً ان اجراءات الحظر التي تطرح بشان ايران بصورة ظالمة تؤثر بالتأكيد على نشاط مضيق هرمز وعلينا ان نعلم بان النتيجة الحاصلة من قرار ما على الصعيد الدولي لا تؤثر على دولة واحدة فقط بل تؤثر على اجراءات الاخرين ايضا.

وتابع قائد القوة البحرية الايرانية، ان مضيق هرمز هو جزء من  إيران وان القوة البحرية قد وفرت الامن للمضيق لغاية الان وستفعل ذلك في المستقبل ايضا.

واضاف، ان نشاط مضيق هرمز مرتبط بالمصالح الوطنية الايرانية واجراءات المجتمع الدولي بشان تعهداته تجاه ايران. واننا نأخذ في الحساب اجراءات اميركا الا انها (الاجراءات) غير مؤثرة على قرارنا، اذ ان قراراتنا تتخذ على اساس اوامر القائد العام للقوات المسلحة.

اما وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، تحدث  تارة بواقعة : موضحا إن أميركا غير جديرة بالثقة، فعندما تنسحب هذه الدولة بعنجهية وبشكل أحادي من الاتفاق النووي، فكيف يمكن الثقة بها.. فمن جهة يقولون: يجب الضغط على ايران حتى تتقبل التزامات جديدة، ومن جهة اخرى يتحدثون عن التفاوض دون قيد أو شرط.

وتارة اخرى  بثقة عالية ، موضحا ان العدو غير قادر على المواجهة ضد إيران في المجال العسكري، وأما في المجال الاقتصادي، فصحيح ان العدو يمكنه الضغط على ايران من خلال فرض الحظر، الا اننا نواجه هذا الموضوع منذ 40 عاما، وهم (الاعداء) يدركون جيدا انهم لا يمكنهم تحقيق أهدافهم من خلال هذه الاجراءات، الا ان هذين المجالين يمكنهما التهيئة للتوتر والاستياء الاجتماعي في البلاد

الى ذلك القى وزير الامن الايراني محمود علوي الضوء على الوضع الايراني الراهن : مشيراً الى ضرورة التوصل الى حلول ذكية وتحمل الصعوبات لفرض الارادة الإيرانية على الاعداء.

ونوه الى ان الشعب الايراني عاش ظروفا صعبة خلال فترة الحرب المفروضة، ويتحمل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة ايضا مضيفاً انه لو شاهد الشعب التلاحم والتعاضد لدى المسؤولين فانه سيقف بقوة وصلابة امام المشاكل.

واكد ان الاعداء خاصة اميركا وترامب، سوف لن يحققوا شيئا من وراء تهديداتهم ضد ايران مردفا القول، ان الشعب الايراني المتواجد في الساحة دوما سيتدخل ويتصدى للإعداء.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: